7x7

الطيران بلغة الأرقام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثناء زيارتي للولايات المتحدة الأميركية قبل أيام سنحت لي الفرصة لزيارة شركة بوينغ لصناعة الطائرات في مدينة سياتل، والتي يعمل فيها 35 ألف موظف، وشاهدت أهم مراحل تصنيع طائرات البوينغ 800 ـ 747 و777 و787. هنا توقفت برهة وسألت نفسي عدة أسئلة أود مشاركتكم فيها. تخيلوا بأنه لا يوجد طيران ولا توجد طائرات ولا توجد مطارات حتى يومنا هذا. كيف سيكون العالم وكيف سنستطيع السفر من مكان لآخر، وكيف سنتواصل مع بعضنا البعض، وكيف سنستطيع شحن العديد من البضائع ؟ أسئلة كثيرة استطاعت صناعة الطيران فك طلاسمها. لكن هل هذا فقط ما توفره صناعة الطيران؟ ويلعب قطاع الطيران دوراً أكبر في النمو الاقتصادي المستدام وخلق العديد من فرص العمل عالمياً، مقارنة بالقطاعات الأخرى، وأكثر مما يتوقعه البعض، فلو تمت مقارنته كدولة لأصبح من أكبر 19 اقتصاداً في العالم. وحسب التقرير الذي صدر مؤخراً من قبل مجموعة عمل النقل الجوي ومؤسسة أكسفورد الاقتصادية على هامش قمة الطيران والبيئة، التي عقدت في جنيف الأسبوع الماضي، فإن التأثير الاقتصادي العالمي للطيران عام 2010 يساوي 2.2 تريليون دولار، أي ما يعادل 3.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ويولد قطاع الطيران ما مجموعه 56.6 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم. حيث يوفر 8.4 ملايين وظيفة مباشرة في صناعة الطيران، في حين يدعم 9.3 ملايين فرصة عمل لموردي صناعة الطيران ويوفر 4.4 ملايين وظيفة ناتجة عن إنفاق موظفي صناعة الطيران. كما يؤثر هذا القطاع كثيراً في قطاع السياحة، حيث أصبح يلعب دوراً أساسياً في نجاحه ويوفر 34.5 مليون وظيفة في هذا القطاع.

وقام قطاع الطيران بتوفير رحلات لأكثر من 2.68 مليار مسافر، وقام أيضاً بنقل البضائع القيمة والقابلة للتلف، والتي تقدر قيمتها بـ 5.3 تريليونات دولار، وتمثل نحو 35٪ من قيمة التجارة العالمية، وهذا دليل أهمية صناعة الطيران في قطاع الشحن. كما كشف التقرير حقائق قد يستغربها البعض، حيث يوجد 1.568 شركة طيران تجارية في العالم تستخدم 3.846 مطاراً تجارياً بطائراتها البالغة 23.844 طائرة بواسطة 192 جهة تقدم خدمات مراقبة الحركة الجوية لها. ويمثل إقليم آسيا والمحيط الهادئ 34٪ من حركة نقل الركاب في جميع أنحاء العالم، حيث يعتبر ذلك أكبر من كل من أوروبا وأميركا الشمالية. كما أن 35٪ من مجموع السياح الدوليين يسافرون عن طريق الجو، وتعتبر معدلات الإشغال في الطائرات 77٪ أعلى بكثير من غيرها من وسائل النقل الأخرى.

في منطقة الشرق الأوسط كان التأثير الاقتصادي لقطاع الطيران تقريباً 129 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي، ووفر 2.7 مليون وظيفة. وكان هناك أكثر من 77 مليون راكب تم مناولتهم بواسطة 884 ألف رحلة جوية، نقلتهم 1.029 طائرة تابعة لـ 65 شركة طيران، من خلال 70 مطاراً تجارياً، وبمساعدة 13 من مقدمي خدمات الملاحة الجوية، إلا أن التوقعات تشير أنه في عام 2030 سيصل عدد الركاب الى 220.4 مليون، وبمعدل سنوي قدره 6.6٪. أما في الإمارات فقد كان لنشاط الطيران المباشر وغير المباشر تأثيراً أكبر يساوي 145.8 مليار درهم وبنسبة 14.7٪ من الناتج المحلي الإجمالي. وما نفخر به هو احتلال الإمارات المركز الرابع عالمياً بالنسبة لحركة الركاب، بعد أميركا والصين وبريطانيا، حسب التقرير.

Email