7x7

شركات الطيران.. أين مبادراتها الوطنية؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل يومين، وأثناء رحلتي من الإمارات إلى أميركا على طائرة إحدى شركات الطيران الوطنية، التي نفخر بمستوى وجودة خدماتها، وكعادتي تعرفت على الراكب الأجنبي المجاور لمقعدي في الطائرة، وبما أن الرحلة كانت طويلة لمدة 15 ساعة متواصلة تحدثنا في عدة مواضيع مختلفة، وكان أحدها الأسعار الخاصة التي تقدمها شركات ومؤسسات بشتى أنواعها، بما فيها شركات الطيران الوطنية لأهم شريحتين في أي مجتمع، وهما الطلاب وكبار السن.

لا يقوم اقتصاد أي دولة إلا بالاعتماد على سواعد أبنائها، الذين يصل بعضهم سن التقاعد ويصبحون في شريحة كبار السن. الإمارات قيادة وحكومة لا تتوانى عن الاهتمام بهاتين الشريحتين، لدورهما الكبير في تنمية المجتمع وتقدمه.

 في العديد من الدول تجد هناك أسعاراً خاصة لكبار السن وطلاب الجامعات توفرها الجهات الحكومية والخاصة، وتصل في بعض الأماكن نسبة التخفيض إلى 50%، إلا أنه وللأسف فإن العديد من القطاعات في الدولة، بما فيها شركات الطيران الوطنية، لا تقدم هذه المميزات والأسعار الخاصة لكبار السن والطلاب، أسوة بالعديد من شركات الطيران العالمية الأخرى، حيث إن تحقيق ذلك دليل على رقي المجتمع وحضارته.

تقوم بعض شركات الطيران العالمية بتوفير أسعار خاصة لمواطنيها من كبار السن والطلاب، وخاصة المبتعثين منهم عند السفر على طائراتها، في حين تقوم الأخرى بتوفير أسعار خاصة لهم في الفنادق والمنتجعات وتأجير السيارات وأماكن الترفيه مع الشركات التي تربطها اتفاقيات خاصة بذلك، مع توفير سهولة تغيير مواعيد الحجوزات بدون أي غرامات مالية، وذلك لعدة أسباب، أهمها: اعتبار ذلك بأنه واجب وطني ومجتمعي تقديراً لجهودهم، والآخر تسويقي وتجاري بواسطة استقطاب الشريحتين.

شركات الطيران الوطنية الخمس في دولتنا، بشقيها الرئيسية والاقتصادية، مع شهرتها الكبيرة وتفوقها في الخدمات والتسهيلات وقيادتها لقطاع الطيران إقليمياً وعالمياً، والتي كلنا نفخر بها، خاصة وأنها ترفع علم دولتنا الفتية في أجواء العالم، للأسف بعيدة عن مثل هذه المبادرات، أسوة ببعض شركات الطيران العربية والأجنبية التي تكافح في البقاء في ظل الأزمات الاقتصادية وارتفاع أسعار الوقود وما شابه ذلك.

على الرغم مما تقدمه الدولة من عناية وجهود مبذولة وتشريعات للاهتمام بالطلاب ورعاية المسنين وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية لهاتين الشريحتين، إلا أن شركات الطيران الوطنية رغم نموها وتوسعها وأرباحها تتناسى التناغم مع هذا الواجب الوطني.

لذلك أدعو هذه الشركات بأن تأخذ على عاتقها الاهتمام بالشريحتين، والعمل على استقطابهما، من خلال تقديم أسعار وخدمات خاصة لهما، وتوفير ذلك على مواقعها على شبكة الإنترنت حسب شروط وإجراءات خاصة بذلك.

طلاب الجامعات سيكونون قادة المستقبل، والاهتمام بهم بالطبع سيؤدي إلى تفضيلهم وولائهم لشركاتنا الوطنية بالسفر على رحلاتها. وكذلك الحال بأهمية تقدير كبار السن، لما قدموه للدولة أثناء شبابهم، وحان الوقت لرد الجميل لهم من قبل الجميع، بما فيهم شركات الطيران، وذلك بتقديم بعض المميزات الرمزية لهم، حيث إنهم ساهموا في البناء والعطاء الحضاري والثقافي والدور البارز في بناء الوطن والأجيال.

 

Email