7x7

الـخـوف من الـطـيـران

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتردد أو يمتنع الكثير من الناس عن السفر جواً، بداعي الخوف من الطيران، معتقدين أنه غير آمن. والخوف من الطيران اضطراب وقلق، ويمكن أن يأتي خلال الرحلة أو قبلها. والحقيقة، أن الطيران الاختيار الأسرع والأكثر أماناً وملاءمة وربما الأقل تكلفة. فمع تخفيضات أسعار التذاكر والخصومات والتحسينات على النقل الجوي، فإن المزيد من الناس يقررون السفر عبر السماء .

حيث تعتبر السلامة الأولوية الأولى في صناعة النقل الجوي، ففي جميع أنحاء العالم هناك نحو 7 ملايين راكب يسافرون جواً يومياً. وبحسب اتحاد النقل الجوي الدولي (أياتا) فإن معدل الحوادث في العام المنصرم للطائرات المصنعة في الغرب كان أدنى نسبة في تاريخ الطيران. حيث كان معدل الحوادث نحو 0,37 أي حادثة واحدة لكل 2,7 مليون رحلة جوية. وهذا يمثل تحسناً بنسبة 39٪ مقارنة مع 2010، عندما كان معدل الحوادث 0,61 أو حادثة واحدة لكل 1,6 مليون رحلة. وبوصفه الهيئة الدولية لوضع المعايير لقطاع الطيران، فإن اتحاد النقل الجوي الدولي يقدم برامج لضمان أعلى مستوى خدمة وكفاءة تشغيلية تتقدمها السلامة.

فقد تم وضع برامج لسلامة الطيران أحدثها "أيوسا" و"أيساكو". و"ايوسا" هو نظام التقييم المعترف والمقبول به دولياً ويهدف إلى تقييم الإدارة التشغيلية ونظم التحكم لشركات الطيران بطريقة موحدة، تتحقق من خلاله فوائد جمة أهمها تخفيض التكاليف والاحتياجات من الموارد المختلفة لمراجعة التدقيق لشركات الطيران والمنظمين والتحديث المستمر لمعايير السلامة لتحقيق أفضل الممارسات.

أما برنامج "أيساكو"، فيهدف إلى تنفيذ تدقيق سلامة العمليات الأرضية لتحسين سلامة الطيران وخفض التكاليف عن طريق الحد من وقوع الإصابات والحوادث في الخدمات الأرضية. ولتنوع الخدمات الأرضية تم بناء البرنامج على أنه العمود الفقري لمعايير التدقيق التي تنطبق على جميع شركات المناولة الأرضية، إلى جانب مجموعة موحدة من المعايير ذات الصلة لأنشطة شركات الخدمات الأرضية.

ويمكن تطبيق التدقيق باستمرار في المناولة الأرضية في الشركات التي تدير الخدمات الأرضية في عدة محطات أو محطة واحدة. الكثير من الناس رغم هذه الحقائق والبرامج التي تستهدف تحقيق نسبة الصفر في حوادث الطيران، لا يزالون يعتقدون أن السفر جواً غير آمن على الرغم من درايتهم بأن 2,8 مليار راكب سافروا بسلام العام المنصرم .

حيث إنهم يركزون على حادثة واحدة من أصل 38 مليون رحلة. وبتحليل مخاطر ما نفعله سنجد هناك خطراً عند عبور الطرق وصعود السلالم وقيادة السيارات أو أي نشاط آخر. إذاً لماذا الاعتقاد بأن السفر جواً أكثر خطراً؟ ترتبط الإجابة عادة في عدم السيطرة والتحكم بشعور الخوف من الطيران وهو ردة فعل عاطفية يجب تغييرها جراء التحسن الكبير في سلامة الطيران. ينبغي ألا يصرفنا الأداء المتميز المتحقق في 2011 عن الحاجة إلى التحسين المستمر لدفع معدل الحوادث أقل من ذلك.

حيث من الممكن بناء مستقبل أكثر أمناً بالاعتماد على حجر الأساس في تطبيق المعايير الدولية والتعاون العالمي بين صناعة الطيران والحكومات وتقاسم المعلومات بين الأطراف المعنية. ويجب أن نؤمن بأن أطراف صناعة الطيران يبذلون المزيد من الجهد يومياً لجعل الأجواء أكثر أماناً من خلال تحديث وتطبيق المعايير العالمية في السلامة.

 

Email