الطيران الأخضر.. مبادرات بيئية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الطيران الأخضر، مصطلح يساء فهمه لدى البعض، فاللون لا يعني طيراناً أخضر بل ممارسات الحفاظ على البيئة من قبل قطاع الطيران بحيث يكون صديقاً للبيئة.

ويعتقد كثيرون أن قطاع الطيران له تأثيرات سلبية كبيرة في البيئة بسبب زيادة حركة الطائرات والأعداد الضخمة التي تتطلبها شركات الطيران من الطائرات الجديدة بشتى أنواعها وأحجامها. إلا أن هذا الاعتقاد ليس صحيحا حيث إن نسبة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون التي يسببها قطاع الطيران عالمياً لا تشكل أكثر من 2% وهي نسبة ضئيلة مقارنة بالنسب التي تصدر من السيارات والمصانع والتلوث البيئي الذي يسببه الأفراد والمؤسسات.

إلا أنه رغم بساطة النسبة، توجد ضغوط كبيرة من بعض الحكومات والمنظمات العالمية، على صناعة الطيران ما حدا برؤساء وممثلي المطارات وشركات الطيران ومصنعي الطائرات والمحركات والطيران المدني إلى الاجتماع في جنيف عام 2008. وتم الاتفاق على نقطتين رئيسيتين، تتمثل الأولى في خفض انبعاث ثاني اكسيد الكربون 1.5% سنوياً حتى 2020 .

وبالتالي يصل الانخفاض إلى 17% من النسبة الرئيسية 2%. والنقطة الأخرى تتمثل في الاتفاق على تقليل الانبعاثات في 2050 بنسبة 50% مقارنة بما كانت عليه في 2005. وقد أصبح هذا الهدف ضمن إستراتيجيات المنظمات والشركات المختلفة في صناعة الطيران.

ورغبة من شركات الطيران في المحافظة على البيئة قامت معظمها بتحديث أساطيلها باستخدام طائرات وممرات جوية جديدة والتقليل من نسبة استهلاك الوقود وتبني التكنولوجيا الجديدة والمبادرات الخضراء في عملياتها واستخدام الوقود الحيوي وتطبيق إجراءات تشغيلية بكفاءة أفضل للبيئة.

وتبنت المطارات ممارسات في الحفاظ على البيئة من خلال قيام بعضها ببناء المطارات الخضراء الصديقة للبيئة واتباع ممارسات فعالة في إدارة المراقبة الجوية وحركة الطائرات وتقليل مدة انتظارها خلال الإقلاع والهبوط. بالإضافة الى استخدام الطاقة المستدامة ومعدات وتكنولوجيا حديثة صديقة للبيئة واتباع سياسة إعادة التدوير وتدريب موظفيها بالطرق الحديثة في المحافظة على البيئة ونشر هذه الثقافة بينهم.

وكما هو الحال بالنسبة لشركات الطيران والمطارات، قامت الشركات المصنعة للطائرات بتصميم أجسام وهياكل الطائرات باتباع طرق حديثة لتحقيق أكبر قدر من الكفاءة في استهلاك الوقود، والابتكار المستمر في تكنولوجيا الطائرات من خلال تمويل البحوث والتطوير والسرعة في تطبيق واستخدام الجيل الجديد من التكنولوجيا، وكذلك العمل نحو استخدام طائرات تعمل بالطاقة الشمسية والاستمرار في إنتاج طائرات أخف وزناً وأكثر قدرة وكفاءة بما يؤدي إلى التقليل في استهلاك الوقود وبالتالي المحافظة على البيئة.

أما الشركات المصنعة لمحركات الطائرات فبدأت في إنتاج محركات خضراء بكفاءة عالية في التقليل من استهلاك الوقود واهتمت ببرامج البحث والتطوير وزيادة التنسيق مع شركات الطيران المستخدمة لمحركاتها بالاضافة لدعم الصيانة المستمرة لمحركاتها. كما بدأت في تبني استخدام الوقود الحيوي في مجال صناعة المحركات للحد من انبعاثات الكربون واستخدام الطحالب كأساس للوقود الحيوي. ويقوم مصنعو المحركات ايضا بدراسة تحويل النفايات والمواد الغذائية المنزلية والصناعية إلى وقود للطائرات.

إذاً، لابد لشركات الطيران والمطارات وجميع المختصين في قطاع الطيران، العمل معاً نحو تحقيق هدف الطيران الأخضر، تلك القضية النبيلة، بتبني مبادرات وممارسات صديقة للبيئة، عبر اتخاذ الخطوات اللازمة ليكون قطاع الطيران في الدولة أكثر إخضراراً لمجتمعنا وللأجيال القادمة. وللعلم فان استخدام طن واحد من الأوراق المعاد تدويرها يعادل المحافظة على حياة 17 شجرة.

Email