الأرض تتكلم صيني

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنظر خلف هاتفك وخلف التلفاز وأنظر خلف ما لا يعد ولا يحصى اليوم من منتوجات مكتوب عليها صنع في الصين، هذه الكلمة التي كانت تعني قبل زمن ليس بالبعيد بضاعة معدومة الجودة أصبحت تعني اليوم الجودة من الإبرة إلى آي فون.

خلال العقدين الأخيرين حدث تحول كبير في المنظومة الاقتصادية العالمية والدولية، بتقليب الذاكرة كان الياباني تقليداً للأوروبي، فكانت الجودة تعني الصناعة الغربية، ثم حدث الجذب الياباني للصناعة والجودة بالعالم فبدأت تسحب السوق من نظيراتها الأوروبية والأميركية وبأسعار تنافسية.

كانت اليابان الباب، وكوريا الطريق، والصين الدار، لأسباب عديدة منها الطاقة الصناعية الهائلة للشعب الصيني بقوة التعداد. لقد أبدع الصينيون في محاكاة التكنولوجيا في العالم وليس الغرب فقط، بتكاليف مختلفة تماماً شكلاً وموضوعاً، ساعدها الغلاء الصناعي الغربي لتكون نقطة جذب للأيدي العاملة والتصنيع فيها. فهم يعملون في منازلهم وشركاتهم وتكاد لا تتوقف شركاتهم عن العمل، فهناك الطلب والبشر.. تركيبة مميزة جعلت من الصين مصنع الكرة الأرضية.

المؤشرات الاقتصادية لصالح الصين، حتى فترة الأزمة المالية هي أقل المتضررين وأكثر المستفيدين فهي تقرض القوى العظمى وهي تقول كلمتها الاقتصادية اليوم وبكل قوة وجودة (صنع في الصين) . كلمة قالتها في المربع الاقتصادي الأخير للغرب وهو قطاع تصنيع الطيران البطة التي تبيض الذهب ولكن هذه المرة ذهب مصنوع من اليوان وليس الدولار أو اليورو.

توجد بعض المعوقات الاقتصادية عالمياً للصين منها اللغة، فهل سنحتاج لمترجمين؟ أو هل سننتظر حتى يتعلم الجيل الجديد اللغة الصينية بدل الانجليزية والألمانية؟ فقد تتحول اللغة الرسمية للعالم في الطيران من الإنجليزية إلى الصينية. هناك بعض الدول ذات البعد في التخطيط الاستراتيجي قامت بطرح اللغة الصينية كأحد الخيارات للطلاب من بدائل ثلاثة للغات الأجنبية عندهم.

صحيح ان اللغة تتسبب في صعوبة الانتشار للسلعة وعليه صعوبة التسويق وعرض المنتج على نقيض دول أوروبا وأميركا أصحاب اللغات الأكثر انتشاراً والتسويق الأكثر مهارة والاقتصاد الأكثر انفتاحاً؛ لكن جاء الاقتصاد الرقمي وحل المشكلة وجعل الاقتصادين على قدم المساواة فالأستاذ جوجل يترجم كل اللغات ويبحث لك عن كل ما تريد من السلع.... الأرض تتكلم صيني .

Email