الجلسة الأولى من أعمال المنتدى تلقي الضوء على مفهوم الاستخلاف

خبراء يؤكدون أهمية الابتكار والإبداع والمعرفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد خبراء، خلال الجلسة الأولى من أعمال المنتدى التي تناولت ثلاثة بحوث، أن الاقتصاد الإسلامي مُطالَب بالابتكار، مؤكدين أهمية دور الابتكار والإبداع والمعرفة في تنمية الاقتصاد الإسلامي، ولافتين خلال الجلسة التي أدارها اللواء محمد أحمد المري، مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، إلى أن اقتصاد المعرفة، الذي أصبح مسؤولاً عن 7% من الناتج المحلي الإجمالي للدول، بحسب هيئة الأمم المتحدة، هو مطلب شرعي يقود إلى الابتكار ويقود إلى سعادة الدارين، خصوصاً أن هذا الاقتصاد شكّل في الماضي جزءاً رئيساً من الحضارة الإسلامية.

وأكّد الدكتور جاسم الفارس، أستاذ الاقتصاد الإسلامي المساعد في كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة الموصل، الذي قدّم بحثاً بعنوان «اقتصاد المعرفة طريق الابتكار والسعادة»، أهمية مفهوم «الاستخلاف» في الإسلام، لأنه المفهوم الجامع لقوتين: النهضة والتقدم، مؤكداً أن النشاط الاقتصادي يقف في مقدمة النشاطات التي تحتاج إلى الاهتداء بمضمون الاستخلاف، لينضبط أداؤه بالمنهج الرباني والأسس الربانية والأحكام الربانية.

الاستهلاك

ولفت الفارس، خلال الجلسة، إلى أن «الاستهلاك» يقف في مقدمة عناصر النشاط الاقتصادي، لأنه العنصر الذي يعيد تجديد عناصر النشاط الأخرى، وهي الإنتاج والتبادل والتوزيع، وأن محاولة اكتشاف علاقة جديدة بين الاستهلاك والابتكار تعني إعادة النظر في منظومة مفاهيم الاستهلاك الذي سيصبح في عملية اقتصاد المعرفة.

وأضاف أن مفهوم الاستهلاك في إطار اقتصاد المعرفة يختلف عنه في إطار الاقتصاد التقليدي، فإذا كان الاستهلاك التقليدي يعتمد السلع المادية مرة واحدة، فإن الاستهلاك في اقتصاد المعرفة يعتمد سلعة المعرفة غير القابلة للنفاد، وهو بالتالي يعمل على تحويل الأفكار العلمية إلى إنجازات مادية تحقق منافع اقتصادية للمجتمع.

نمط الحياة

من جانبه، عرّف الدكتور أحمد الصادق البشير، رئيس قسم الفقه وأصوله في كلية العلوم الشرعية بمسقط، نمط الحياة الإسلامي خلال مناقشة بحث بعنوان «المستهلك الإلكتروني وحمايته في ضوء الفقه الإسلامي والقانون الإماراتي»، بقوله إن الإسلام وضع نظرية متكاملة لأسلوب الحياة الأمثل للإنسان في جميع مناحي حياته الفكرية والمادية والروحية والاجتماعية، بحيث يرتقي به إلى أسمى مراحل السمو والارتقاء في حدود بشريته، فنمط الحياة الإسلامي ينطلق من الفكر والروح، ويجعلهما هما الأساس والضابط والمرجعية في رسم أبعاد نمط الحياة المادي.

توجيهات

وأضاف: «الاستهلاك في الإسلام ليس مطلقاً، وإنما مقيد بقيود الحل والحرمة، بما يلزم حفظ المال لتحقيق منفعة شخصية ومنفعة المجتمع، والإفراط في الاستهلاك يتنافى وتوجيهات الإسلام في ربط الاستهلاك بالدخل والحاجة على حد سواء، فكما يعمل الدخل على تنظيم الاستهلاك في الإسلام يكون للحاجة دور كبير في هذا التنظيم، فيجب على المسلم لكي يكون مستهلكاً رشيداً أن يضع في خطته حاجات نفسه روحاً وبدناً، وحاجات المجتمع في العاجل والآجل، والقيام بالواجبات الدينية لإشباع الحاجات الأخروية، بحيث يتيسر له استهلاك الطيبات من السلع والخدمات ضمن حدود دخله، فإن لم يوفِ بذلك، فإن المجتمع يعينه بحدود إمكاناته».

اقتصاد المعرفة

وقال الدكتور علي نجم، خلال مناقشة بحث بعنوان «ترفيع الاقتصاد الإسلامي واقتصاد المعرفة من خلال الإبداع والابتكار في النصوص الشرعية»، إن اقتصاد المعرفة يعني جعل المعرفة محور الحركة الاقتصادية، إذ تم الانتقال من التركيز على النفط والذهب إلى التركيز على المعلومات والنتاجات الفكرية وكيفية الوصول إليها.

وأوضح نجم: «ظهر اقتصاد المعرفة في الخمسينيات من القرن الماضي، عندما تطور القطاع الصناعي على حساب القطاع الزراعي، وصارت المعرفة سلعة اقتصادية تشكّل آلية قوية للنمو الاقتصادي، وتمثل أيضاً حصيلة الخبرة والقدرة على استخلاص مفاهيم ونتائج جديدة، وهي خليط من منظومة التعليم والخبرة المتراكمة التي تعتمد على الفهم والإدراك البشري».

حصة

وأضاف: «غالباً ما يحصل اقتصاد المعرفة على حصة كبيرة ضمن النشاطات الاقتصاديّة الخاصة بالدول ذات النموّ الاقتصاديّ المتقدم، وتقدر الأمم المتحدة أن اقتصادات المعرفة تستأثر الآن بـ7% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتنمو بمعدل 10% سنوياً، وجدير بالذكر أن 50% من نمو الإنتاجية في الاتحاد الأوروبي هو نتيجة مباشرة لاستخدام وإنتاج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات».

Email