سارة العلماء: أمازون توفر بيئة داعمة للمرأة كي تشعر بالأمان وتقدم أفضل ما لديها في مكان العمل
يوافق الثامن من مارس اليوم العالمي للمرأة، ويعتبر مناسبة مهمة لسارة العلماء، قائدة فريق القناة في أمازون، إذ يحتفي هذا اليوم بإنجازات المرأة التي تؤمن بقدراتها وترسم مساراً مميزاً خاصاً بها، كما يشكل مصدر إلهام لسارة، التي ترى أن التحيز اللاواعي في أماكن العمل على المستوى العالمي يمكن أن يشكل عائقاً أمام المرأة لتحقيق أهدافها الطموحة.
ووفقاً لتقرير الأمم المتحدة لعام 2023، يوجد تحيزات أساسية وقوية ضد المرأة لدى ما يقارب 9 من كل 10 رجال ونساء.
تدعو سارة إلى زيادة عدد النساء في مناصب القيادة العليا، بهدف إلهام النساء الشابات. كما تتحدث عن جهود ومساعي أمازون في دعم الموظفات في الشركة من استلام أدوار قيادية وتحقيق مزيد من النمو والنجاح في هذا المسار، وتوضح كيف تقوم أمازون بتمكين الموظفات من الشعور بالأمان وتوفير كامل الدعم لتقديم أفضل ما لديهن في مكان العمل.
ماذا يمثل لك اليوم العالمي للمرأة؟
بالنسبة لي اليوم العالمي للمرأة أكثر من مجرد احتفال؛ أرى في هذا اليوم مناسبة خاصة نلقي من خلالها الضوء على الخطوات التي قطعناها في مجال تمكين المرأة ضد التحيز، والإنجازات التي تحققت حتى الآن على صعيد كسر الحواجز التي تقف عائقاً أمام تقدمها، كما نلفت الانتباه خلال هذا اليوم إلى المسافة التي لا يزال يتعين علينا قطعها والمحطات التي يتوجب علينا الوصول إليها على صعيد تمكين النساء. على المستوى الشخصي، أعتبر هذا اليوم مناسبة لتقدير إمكانيات المرأة وإصرارها على المثابرة وتحقيق ما تطمح إليه من أهداف وسعيها المتواصل للتغلب على العوائق التي تواجهها كل يوم؛ كما أرى في هذا اليوم منصة نوجه الدعوة من خلالها لتعزيز جهودنا الجماعية لتحدي التمييز ضد المرأة ومواصلة بناء عالم تكون فيه المساواة بين الجنسين هي القاعدة السائدة.
حدثينا عن منصبك ومهامك في أمازون ولماذا اخترت ممارسة مهنة في قطاع الخدمات اللوجستية؟
باعتباري قائدة فريق القناة في أمازون، تستوجب طبيعة المهام التي أقوم بها تقديم المساعدة في أقسام العمليات ومجالات الدعم المختلفة في محطة التوصيل. يتضمن ذلك التنسيق مع مقدمي خدمات التوصيل وفرق نقاط الاتصال لضمان تقديم أفضل تجربة ممكنة للعملاء. بعد عودتي من دراستي في الولايات المتحدة وانضمامي إلى فريق أمازون اللوجستي، بدأت العمل في المجال الذي يشكل تحدياً يومياً لي، لأن قطاع الخدمات اللوجستية مجالاً ديناميكياً ومتطوراً يتطلب الابتكار والتكيف المستمر. أكثر ما يثير اهتمامي هو التنوع الذي يتميز به هذا المحال في كل يوم، وإتاحة الفرصة للعمل مع الفرق المتخصصة بدءاً من العاملين في مجال الصحة والسلامة إلى جانب قسم الموثوقية وهندسة الصيانة وأقسام التدريب والتطوير المهني. وفي بيئة عمل سريعة الوتيرة، وتشتمل على العديد من المهام وأنماط العمل المتنوعة، يتميز كل يوم بمثابة تجربة فريدة تدفعني إلى التعلم والنمو بشكل مستمر.
من المهم أيضاً تسليط الضوء على الفرص الناشئة للنساء في قطاع الخدمات اللوجستية، خاصة في ضوء هيمنة الرجال على مدى فترات طويلة على هذا القطاع. ومع توسع مشهد التجارة الإلكترونية وانتقال القطاع اللوجستي من الطابع التقليدي إلى مكانة أكثر أهمية بفضل الاقتصاد الرقمي الحديث، شكل هذا التحول نقلة نوعية ويبشر بمستقبل تتاح فيه للنساء المزيد من الفرص لبناء وظائف مرموقة والمساهمة في نمو هذا القطاع وتطوره.
كيف قدمت أمازون الدعم لك لتحقيق النمو والتقدم على الصعيد المهني؟
أسهمت أمازون بدور محوري في مساعدتي على تحقيق النمو والتقدم في مسيرتي المهنية، فقد زودتني بفرص أتاحت لي التعلم المستمر، ووفرت لي برامج الإرشاد والدعم لمواجهة التحديات الجديدة. وكمشاركة في "برنامج أمازون لقادة المستقبل - إنجاح"، تلقيت دعما خاصا كان محوريا بالنسبة لي كمواطنة إماراتية تعمل في أمازون، مما يضمن لي مساراً واضحاً لمستقبلي وتطوري المهني. الثقافة هنا مبنية على فرضية أن كل رأي مهم وكل ملاحظة لها وزنها ويجب الاهتمام بها واخذها بعين الاعتبار، ما يشكل حافزاً على الإبداع والابتكار والمبادرة باتخاذ القرارات بثقة ومسؤولية، وهما عاملان رئيسيان لمساعدتي على توسيع مجموعة المهارات التي أمتلكها وإحراز التقدم في مسيرتي المهنية. إن بيئة العمل المتنوعة في أمازون والتي ترحب بالجميع بالتساوي، تجعلنا جميعاً نشعر بالتقدير والتمكين لتقديم أفضل ما لدينا في مكان العمل، ما يدعم تحقيق أهداف رؤية الشركة التي تعتبر خلفياتنا المتنوعة مصدراً للقوة والابتكار.
ما مدى أهمية السياسات الحكومية في توفير الفرص الوظيفية للنساء وخلق البيئة المناسبة للمرأة لتحقيق النجاح والازدهار؟
تؤمن القيادة الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة أن التوازن بين الجنسين لا يقتصر على التمكين في مكان العمل فحسب، بل يعتبر محركاً مهماً للتقدم وتحقيق ازدهار الدولة على كافة المستويات. وتسهم الاستراتيجيات والسياسات الوطنية، مثل استراتيجية مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين2026 والسياسة الوطنية لتمكين المرأة 2031، في توفير بيئة ملائمة تتيح للمرأة من كافة المستويات التعليمية والخبرات الحصول على العديد من الفرص في مجال العمل ما يمكّنها من المساهمة الفاعلة في مسار الدولة نحو التنمية المستدامة والابتكار. من خلال التغلب على الحواجز بين الجنسين في مكان العمل، نفتح آفاقاً واسعة لثروة من الموارد والإمكانات التي تؤدي إلى تحقيق المزيد من الإنجاز، وإتاحة الفرصة للحصول على وجهات نظر أكثر تنوعاً وبالتالي مسيرة ناجحة بقيادة جهود جماعية.
ما التغيير الذي تطمحين إلى رؤيته والذي من شأنه زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل في دولة الإمارات؟
أتطلع إلى مستقبل لا يكون فيه عدد النساء في القيادة مجرد أرقام، بل تجسيد لمشاركة فاعلة ترسي معياراً للتميز. أطمح إلى مشاهدة بيئة عمل يتم فيها تشجيع المرأة على استلام مناصب في القيادة العليا للشركات والمؤسسات، وأن تشكل وجهة نظر المرأة ورأيها جزءاً لا غنى عنه في عملية صنع القرار. هذه النقلة النوعية تتطلب ليس فقط مواجهة مشاعر ومواقف التحيز التي قد تكون لدينا بشأن قدراتنا، بل أيضا التخلص من هذه المشاعر والمواقف، نحن بحاجة إلى عملية تحول ثقافي نشهد فيها دعم المرأة للمرأة، وتشجيعها على النجاح باعتباره نجاحاً لجميع النساء، والتعاون معاً للتخلص من أي شكل للتحيز ضد المرأة. ومع مواصلة الدولة جهوداً دؤوبة لتقديم كل الدعم والرعاية لجيل جديد من القيادات النسائية، آمل أن أرى المزيد من النساء في مناصب عليا وفي المناصب التي عادة ما يهيمن عليها الرجال، كما أتمنى مشاهدة بيئات عمل يوجد فيها مزيد من التوازن بين الجنسين، ومواصلة الاستثمار في برامج التدريب والإرشاد التي تدعم وتشجع المرأة، مع الحرص على منحها فرصاً متساوية لتجاوز الأدوار التقليدية والوصول بشجاعة وبثقة إلى مناصب قيادية تماماً كما فعلت شركة أمازون معي .
في اليوم العالمي للمرأة، ما نصيحتك للمرأة، هل من رسالة خاصة لها في يومها؟
قرأت مؤخراً أن الدراسات تشير إلى بأن 41% من النساء لا يدافعن عن أنفسهن، وهذا يحفزني لكي أوجه رسالة إلى جميع النساء في اليوم العالمي للمرأة بأن تثق المرأة بنفسها وبقدرتها، وأن تتحلى بالشجاعة الكافية لاتخاذ قرارات جريئة، وألا تتيح المجال لأحد بأن يشكك في كفاءتها وإمكانياتها، علينا أن نكون مستقلات ونسعى إلى تحقيق أهدافنا بكل جرأة وقوة وأن نتقن الدفاع عن إنجازاتنا.
