عودة اهتمام المستثمرين بشركات التكنولوجيا الأوروبية الناشئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت البراعم الخضراء تتفتح بعد عامين من جفاف ينابيع الاستثمار في شركات التكنولوجيا الأوروبية الناشئة، مع انتعاش إبرام الصفقات مع الشركات في مراحلها المبكرة وجمع مستثمري رأس المال المغامر تمويلات جديدة.

فقد كشفت «كريندوم»، وهي من أوائل الداعمين لشركات «سبوتيفاي» و«كلارنا» و«ديبوب»، عن صندوق استثماري بقيمة 500 مليون يورو، لتصبح أحدث مستثمر خاص في التكنولوجيا يركز على أوروبا، بهدف تأمين رأس مال جديد للشركات الناشئة هذا العام.

ويأتي جمع التمويلات بعد صفقات مماثلة تتضمن قيام «أكسل يوروب» بإطلاق صندوق استثماري بقيمة 650 مليون دولار الشهر الماضي. كما جمعت شركة «بلورال»، التي تتخذ من لندن وتالين مقرين لها، وتستهدف الشركات الناشئة العاملة في «التكنولوجيا العميقة»، صندوقاً بـ 500 مليون يورو، أضافت إليها 100 مليون يورو أخرى الشهر الماضي، بعد الإغلاق الأولي في يناير. وقال كارل فريتجوفسون، الشريك العام في «كريندوم»، إنه جمع التمويل «في وقت قياسي»، وأكد «هناك تغيير هائل في المعنويات والشهية والنشاط في جميع أنحاء الصناعة».

وكانت الشركات الناشئة في أوروبا اضطرت إلى خفض التكاليف مع نضوب رأس المال المغامر، بعد توقف مفاجئ لجنون الاستثمار في التكنولوجيا بعد الجائحة، بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة والتوترات الجيوسياسية.

وقال مستثمرو رأس مال مغامر إن السوق بدأت في التغير خلال الأشهر الأولى من 2024، بالتزامن مع هوس الشركات الناشئة بالذكاء الاصطناعي، والارتفاع القوي لتقييمات كبرى شركات التكنولوجيا في وول ستريت.

وقال توم فيهمير، الذي يدير فريق التحليلات في أتوميكو، إحدى أكبر شركات رأس المال الاستثماري الأوروبية: «لم نتخلص تماماً من آثار ذروة الأعوام الماضية، ولكن البراعم الخضراء تظهر في كل مكان حولنا. نحن نتجاوز مرحلة التعافي ونعود إلى فترة نمو». وتوقع فيهمير أنه بعد الانخفاض الذي شهده عام 2023، سيعود الاستثمار التكنولوجي الخاص في الشركات الناشئة الأوروبية إلى النمو هذا العام. وقال إن «السوق أكثر نشاطاً مقارنة بأي وقت شهدناه قبل 2021»، مشيراً إلى ثلاثة فصول سنوية متتالية من ازدياد الاستثمارات في صفقات «دورة التمويل الثانية».

وأفادت سابينا ويزاندر، الشريكة في «كريندوم» وتتخذ من استكهولم مقراً لها: «قياساً بالبيانات التي نراها واستناداً إلى عملنا اليومي، فنحن حقاً متحمسون للغاية بشأن 2024»، وأسهبت: «يتجرأ عدد أكبر من الشركات عالية الجودة على جمع التمويل، لأن بيئة جمع التمويل أكثر قابلية للتنبؤ».

وركزت كثير من الشركات الناشئة على خفض التكاليف والتركيز على الربحية، مع تغير السوق في 2022. ويرى المستثمرون أن الشركات التي نجت من جمود التمويل أصبحت أكثر استدامة، فيما بدأ نمو الإيرادات في التسارع بصفة عامة، حتى أن بعض المستثمرين في وادي السيليكون عادوا إلى أوروبا، ففتحت كل من «أندريسن هورويتز» و«آي في بي» مكاتب لها في لندن خلال الأشهر القليلة الماضية.

يشار إلى أن «كريندوم» استردت بين عامي 2007 و2021 نحو سبعة أضعاف ما استثمرته في الشركات بعد بيعها تلك الحصص. وتخطى تقييم شركة من بين 6 شركات استثمرت فيها مليار دولار.

وقال جون بيجز، الشريك في شركة توب تير، أحد مستثمري كرياندوم، إن الأرقام أظهرت أن مجموعات رأس المال الاستثماري الأوروبية يمكن أن تحقق عوائد تضاهي تلك التي تحققها نظيراتها في وادي السيليكون - وهو سؤال ظل يخيم على المستثمرين في المنطقة منذ فترة طويلة. وقال: «تحتل الشركة بشكل مريح المرتبة الأولى بين شركات رأس المال الاستثماري العالمية».

رغم ذلك، لم تتمكن كل الصناديق الأوروبية من جمع الأموال بهذه السهولة، حيث تمر شركة أتوميكو، ومقرها لندن، بالمراحل النهائية من أكبر زيادة لرأس المال على الإطلاق، مع استهداف ما يصل إلى 1.35 مليار دولار عبر صناديقها الاستثمارية وصناديق النمو، وذلك وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. ولكن في حين أنها تتوقع استكمال التمويل في الأشهر المقبلة، فإن العملية استغرقت أكثر من عام.

وقال هؤلاء الأشخاص إن ذلك يعكس حجم الصفقة واستمرار حذر المستثمرين بشأن الصناديق التي تركز على الشركات في مراحلها اللاحقة، في وقت يشهد ندرة في الاكتتابات العامة الأولية الناجحة.

كلمات دالة:
  • FT
Email