حكم مفيدة مستخلصة من محاولات ذوي الأطوار الغريبة لإطالة العمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد ديف أسبري واحداً من أشهر الهواة البيولوجيين على الإنترنت. وبحسب ما يقول موقعه الإلكتروني، فهو كاتب، تصدرت كتبه قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعاً أربع مرات، وهو الرئيس التنفيذي لشركة «أبجريد لابس»، ولديه مدونة «ذا هيومن أبجريد» الصوتية، التي يناقش عبرها أنماط الحياة المتعلقة بآفاق إطالة العمر. كما يرتدي دائماً أحذية تحاكي شعور المشي بأقدام حافية، كما نظارات «ترودارك»، التي - كما يقول- تساعده على النوم جيداً في الليل.

لقد أنفق أسبري مليوني دولار من ماله الشخصي في البحث واختبار حدود قدرته، سعياً لتغيير مسار عملية التقدم في العمر. كان أسبري رجلاً سميناً، عندما كان يبلغ من العمر 28 عاماً «يصارع التفكير الضبابي، والتهاب المفاصل، ومقدمات داء السكري، التي تعرضه لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ولديه مؤشرات بيوكيميائية لشخص في الستينيات». أما اليوم، وبفضل جهوده «المستقلة»، يعتبر نفسه بعمر الـ 39 عاماً «بناءً على نتائج تحاليلي الطبية»، رغم أن «التقويم» يشير إلى أن عمره الآن يبلغ 51 عاماً.

كان أسبري أحد المتحدثين في مهرجان «فايننشال تايمز ويك إند»، الذي أقيم في واشنطن، وكما هو متوقع، ظهر أثناء حلقة نقاشية مخصصة لإطالة العمر، والسعي لزيادة أعمارنا إلى نحو 140 عاماً.

جلس أسبري بجانب برانيثا باتيل، الشريكة المؤسسة والمديرة التنفيذية لشركة «فانكشن هيلث»، والتي تقدم خدمة شاملة للاختبارات الصحية الموجهة بشكل خاص إلى «النساء والأقليات والمجتمعات من ذوي البشرة الملونة (BIPOC)»، والدكتور شون إكس لينغ، وهو طبيب معتمد متخصص في أمراض الشيخوخة، وأستاذ الطب وعلم الأحياء الدقيقة والبيولوجيا الجزيئية والمناعة في جامعة جونز هوبكنز.

عموماً، يصنف ديف أسبري على أنه شخص متمرد في قطاع علوم الصحة، ويجري تجارب على مكونات غير مقننة، ويسافر للحصول على علاجات، مثل العلاج الجيني، لم تتم الموافقة عليها في الولايات المتحدة.

لكنه يوصف أيضاً بأنه شغوف ومهذب للغاية، لكنه عموماً يبدو غريباً بعض الشيء. إنه يتباهى دائماً بأن نسبة الدهون في جسمه تبلغ 6 % فقط، وهو يتبع نظاماً لممارسة التمارين المكثفة لمدة 20 دقيقة فقط كل أسبوع، ويحب حمامات الثلج، ويشجع الشباب بقوة على فكرة التبرع بالبلازما، لأن «تنظيف الدم قد يكون معياراً جديداً لطول العمر، ويقلل من خطر الإصابة بمرض الألزهايمر».

وكما يعترف هو بنفسه، فإن الكثير من مساعيه كانت في النهاية بلا فائدة، وقال للحضور في العاصمة واشنطن: «لقد كان بإمكاني التعافي تماماً من المرض بإنفاق 50 ألف دولار فقط، إذا كنت أعرف بالضبط ما يتعين علي فعله».

«شخصياً، أنا لست مهتمة أبداً بالعيش بعد سن المئة، ومع بلوغي الخمسينيات من عمري، تثور في ذهني أحياناً أفكار العجز والموت. وكما كانت جدتي تكرر دائماً، وهي خبيرة بأمور الدنيا، نادت بالتغذية المتوازنة، ونمط حياة خالٍ من التوتر: ما فائدة العيش لعقود أخرى، إذا لقي جميع أصدقائك حتفهم؟».

«ومع ذلك، فقد تأثرت إلى حد ما بالمهووسين بالصحة: وتغريني فكرة إجراء تغييرات طفيفة على نمط حياتي، لتحقيق تحسن في صحتي الإدراكية، وأرتدي خاتم «أورا» الذي يراقب «رشاقتي» وعادات نومي، ومنذ ارتدائي له على مدى 18 شهراً، كشف عن أحد أهم النتائج التي لا يمكن إنكارها، وهي مدى الضرر العميق الذي تلحقه بعض المشروبات بصحتي العامة، كما أنه يشجعني على عدم تناول الطعام قبل ساعتين من الخلود إلى النوم، أو مشاهدة البرامج التليفزيونية بنهم. وكوني مسلحة بهذه المعلومات، يدفعني إلى تحقيق هدف يومي يقوم على قطع 10 آلاف خطوة.

قد لا يحب البعض وجود جهاز تتبع، كالمربية توبخهم لكونهم غير نشطين، ولكن وجدت أن النتائج مشجعة، فهي تمنحني دعماً نفسياً أيضاً، ولذلك أتفهم سبب تسخير أسبري وباتيل أدوات التشخيص لتحسين أنماط حياتهم، لكنني أدرك أن الإفراط في التشخيص، ينطوي على خطر تحويل الناس إلى فئة لا تحتمل: «الأصحاء الغارقون في القلق»».

قد يحتل ديف أسبري المركز الأكثر تطرفاً في مجتمع الهواة البيولوجيين، وقال «أنا حقل تجارب لجميع أبحاثكم المجنونة»، لكن في الواقع وافق العلماء على الكثير مما قاله على المسرح، فقد تخيلت أن لينغ، وهو خبير علمي يلتزم بقواعد البحث المعتمدة، بدلاً من الانخراط في تجارب لا تزال تقتصر على القوارض، سينزعج كثيراً من سعي أسبري للعيش حتى 180 عاماً، لكن بدلاً من ذلك، كان أستاذ علم الشيخوخة يتفق معه في كثير من الأحيان، وإن كان لا يؤيد تناول 180 مكملاً غذائياً مثل أسبري، ويعتقد أنها مجرد مضيعة للمال، كما يعتقد أن الاستحمام بالثلج فكرة جيدة، إذا كان الشخص يتمتع بالقدرة الفسيولوجية على تحمله، فهو يحب التأمل، ويمشي أميالاً يومياً للذهاب إلى العمل.

بلا شك، تتلخص شعارات طول العمر في الكثير من حكم الجدات، حتى الاستنتاجات التي توصل إليها أسبري، تعد معتدلة نسبياً، بمجرد تحديد ما الذي يجدي فعلاً.

إحدى الملاحظات المفضلة لدي، تتمثل في أن أفضل طريقة لإطالة عمرك، هي عدم القلق بشأن الموت، ويبدو أن التأمل حقاً، أحد أفضل أدوات الحفاظ على الحياة.

لذا، إذا كنت سأصبح واحدة من مهوسي الصحة، فستكون خطتي مؤلفة من 5 نقاط ببساطة، هي: إعادة النظر في الأشياء القديمة المفضلة، ومحاولة تقديمها بطريقة جذابة، مثل استخدام الدرج، والخروج إلى الهواء الطلق، والاهتمام بالصداقات والعلاقات الإنسانية، تناول فيتامين «د»، وزيوت السمك (على الرغم من أن أسبري نصحني بتبديل الزيت بالكريل).

هذه الاقتراحات ليست ثورية بأي شكل من الأشكال، فهي ممارسات نادى بها أجدادنا قبل أكثر من قرن، لكنها باتت شيئاً فشيئاً جزءاً من نهج مدعوم علمياً لمكافحة الشيخوخة، فضلاً عن أنها لن تكلفك مليوني دولار، لأن معظمها متوفرة مجاناً.

كلمات دالة:
  • FT
Email