شاومي تراهن على السيارات الكهربائية.. مركبة كل 76 ثانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تخوض ثالث أكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية في العالم، محاولة جريئة لتصبح من بين أكبر خمس شركات مصنعة للسيارات، حيث أطلقت أول مركبة كهربائية لها، بعد شهر من تخلي الشركة المصنعة لهواتف (أيفون) عن مشروعها الذي دام عقداً من الزمن، لبناء سيارة أبل كار.

وأعلنت شركة شاومي الصينية عن طموحها الأكبر في مجال السيارات الكهربائية، من خلال حفل إطلاق في بكين لسيارة سيدان رياضية (سبيد ألترا 7)، ابتداءً من سعر تنافسي يبلغ 215 ألفاً و900 رنمينبي (29.867 دولاراً)، وتوافرها في متاجرها في جميع أنحاء البلاد، اعتباراً من هذا الأسبوع، مقارنة بسعر 237 ألفاً و900 رنمينبي لطراز تسلا موديل 3 القياسي.

وقال الملياردير لي جون المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة شاومي، أخيراً عن قرار أبل بإلغاء مشروع تيتان: «لو كنت تيم كوك، لما كنت لأفعل ذلك أبداً».

ووصف مشروع سيارة شاومي بأنه مشروعه الريادي الأخير، لكن طرازه الأول خرج للنور، وسط حرب شرسة، تهدف لخفض الأسعار في الصين، فضلاً عن الخيارات أمام المستهلكين، التي يمكن أن تزيد صعوبة التقدم في هذا القطاع.

في حين تستحوذ السيارات الكهربائية الآن على نحو ثلث مبيعات السيارات الجديدة في أكبر سوق للسيارات في العالم، توقّع المحللون والمسؤولون التنفيذيون أن تشهد الفترة القادمة عمليات دمج بين شركات صناعة السيارات القديمة، وعشرات الشركات الجديدة الوافدة إلى السوق.

ثمّة أيضاً مخاوف في الولايات المتحدة وأوروبا، من أنه مع تباطؤ نمو الطلب المحلي في الصين، فإن موجة من صادرات السيارات الكهربائية الصينية ستغمر الأسواق الدولية، ما يثير المخاوف بشأن الممارسات التجارية غير العادلة والأمن القومي.

لم يستغرق الأمر سوى ثلاث سنوات فقط، حتى تتحول أول سيارة لشاومي إلى واقع، ما يعكس سرعة التطور في صناعة السيارات الكهربائية الصينية شديدة التنافسية والرائدة عالمياً، وعلى حرص شركات التكنولوجيا على اكتساب حصة في السوق.

كما حقّقت شركة هواوي الرائدة في صناعة الهواتف الذكية الصينية أيضاً، تقدماً كبيراً مع علامتها التجارية أيتو، إذ يعد طراز إم 7 رابع أفضل سيارة كهربائية مبيعاً في الصين حتى الآن هذا العام.

وقال لي يانوي عضو اللجنة الاستشارية لخبراء رابطة تجار السيارات الصينية، إن شاومي تواجه تحديات من شركات صناعة السيارات التقليدية، بما في ذلك تسلا وبي إم دبليو وبي واي دي وجيلي زيكر، والتي تقوم بخفض الأسعار.

وأكد لي أنهم لم يتركوا فرصة كبيرة لسيارة إس يو 7 لدخول حلبة المنافسة.

يتم التسويق لسيارة إس يو 7 كـ «سيارة الأحلام»، التي من المقرر أن تنافس شركتي تسلا وبورش، ويمكنها التسارع بشكل أفضل من كليهما، وفقاً لتصريحات لي من شاومي.

وتعهد باستثمار 10 مليارات دولار في مشروع السيارات الكهربائية على مدار عشر سنوات، بهدف أن يصبح من بين أفضل خمس شركات لصناعة السيارات في العالم، خلال الــ 15 إلى العشرين عاماً القادمة.

وقال لي: «تسعى شركة شاومي أوتو إلى النهوض بصناعة السيارات في الصين».

وقال تايكو دي فييتر الخبير في سوق السيارات الصينية في مركز الأبحاث الهولندي كلينجينديل: «الشركات الصينية لا تخشى تجربة شيء لم يتم القيام به من قبل، في حين أن المجموعات، مثل أبل، أكبر من أن تتخذ قرارات سريعة.

تتميز سيارة شاومي ذات المقاعد الخمسة بنظام تشغيل يعمل أيضاً مع هواتفها الذكية، وأجهزتها المنزلية، مثل مكيفات الهواء وأجهزة طبخ الأرز، ما يسمح للمستخدمين بالتحكم في جميع أنواع الأجهزة أثناء السير على الطريق.

وقال ييل تشانغ مؤسس شركة أوتوموتيف فورسايت الاستشارية، ومقرها شنغهاي: «لا شك أن الشركة التي لديها منتج هاتف ذكي ونظام تشغيل خاص بها، تتمتع بميزة على شركات صناعة السيارات التقليدية، في ما يتعلق باتصال السيارة».

ومع ذلك، يشير المحللون أيضاً إلى التفاوت بين قاعدة عملاء شاومي الحالية المهتمين بالقيمة، والمشترين المستهدفين لسيارة إس يو 7، الذين وصفهم لي بأنهم من «النخبة» البارعة في التكنولوجيا، ولديهم أذواق انتقائية.

بنت شركة شاومي، التي تأسست عام 2010، سمعة طيبة كعلامة تجارية للهواتف الذكية، توفر قيمة مقابل المال، ولا تزال قادرة على تقديم مواصفات متطورة، وبسعر ملائم للجميع، دخلت الشركة الصينية سوق الهواتف الذكية الفاخرة في السنوات الأخيرة، ولكن لا يزال أمامها طريق طويل لتغيير صورتها كشركة اقتصادية.

وتساءل تشانغ: «هل تعتقد أن مستخدم هاتف شاومي، الذي يبلغ سعره ألف رنمينبي، يستطيع شراء سيارة كهربائية تبلغ قيمتها أكثر من 200 ألف رنمينبي».

تتمتع شركة شاومي بميزة الخبرة في سلسلة التوريد الخاصة بتصنيع الإلكترونيات الاستهلاكية، والتي تساعد الآن في أعمالها الخاصة بالسيارات.

يبلغ مدى السيارة إس يو 7 حتى 830 كيلومتراً بشحنة واحدة، وسرعة قصوى تبلغ 265 كيلومتراً في الساعة، ووقت تسارع من صفر إلى 100 كيلومتر في الساعة في 2.78 ثانية، وهو ما يعزوه إيفان لام المحلل في مجال الهواتف الذكية لدى «كاونتر بوينت ريسيرش»، إلى شراكات شاومي «المثالية» مع مجموعة من الموردين، بما في ذلك عمالقة البطاريات كاتل وبي واي دي، وشركة صناعة المحركات الكهربائية إنوفانس.

وقال لام: «تفتقر شركة شاومي الخبرة الكافية في مجال صناعة السيارات، لكنها شركة رائدة في مجال سلسلة التوريد، وانضمّت إلى السباق في وقت أصبحت فيه الأمور راسخة نسبياً».

أظهرت النتائج المالية الكاملة للمجموعة للعام المنقضي أيضاً، أن أعمالها الأساسية في مجال الهواتف الذكية، لا تزال تدر تدفقاً نقدياً قوياً، يمكن أن يدعم مبادرة السيارات الكهربائية الخاصة بها، والتي تتكبد خسائر.

وقال لام: «إنه ضرورة مطلقة لشركة شاومي، وهي شركة مدرجة في البورصة، أن تبحث عن موجة الازدهار التالية»، مضيفاً أن حجم سوق السيارات أكبر بعشر مرات من سوق الهواتف الذكية.

كما أن الشركة هي واحدة من القلائل التي تأخرت عن الانضمام إلى سوق السيارات الكهربائية في الصين، لتتلقى مباركة بكين.

وتفاعلت الحكومة الصينية مع تزايد القدرة الإنتاجية الفائضة في صناعة متورطة الآن في حرب أسعار شرسة، من خلال تشديد منح التراخيص.

ومع ذلك، تمكنت شاومي من الحصول على إذن لتحالفها مع شركة صناعة السيارات المملوكة للدولة (بايك) لتصنيع المركبات، في مصنع يقع على مشارف بكين، حيث تتوفر القدرة على صنع سيارة إس يو 7 كل 76 ثانية.

وقال محلّل السيارات دي فييتر: «كونك متأخراً يمكن أن يجلب أيضاً شعوراً بالانتعاش للناس». «سوق السيارات الكهربائية في الصين لا يزال ديناميكياً للغاية، هناك مساحة كافية لنمو علامة تجارية جديدة».

كلمات دالة:
  • FT
Email