أسهم المصارف الأوروبية عند أعلى مستوياتها في 6 سنوات

ت + ت - الحجم الطبيعي

سجلت أسهم المصارف الأوروبية أعلى مستوى لها في 6 سنوات، بعدما وعد المقرضون بتوزيعات أرباح قياسية على المساهمين، وارتفعت الأرباح بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.

وبلغ مؤشر «ستوكس يوروب 600» للمصارف أعلى مستوياته في 6 سنوات يوم الخميس، وهو آخر يوم تداول قبل عيد الفصح في معظم الأسواق، إذ ارتفع بنسبة 34% في العام الماضي. وبحسب المحللين في بنك «باركليز»، تفوقت المصارف الأوروبية في الأداء على نظيرتها الأمريكية المرة الأولى مرة منذ أكثر من عقد من الزمان من ناحية العائد على شروط الأسهم.

وقال مدير استراتيجية الأسهم الأوروبية في باركليز، إيمانويل كاو: «تبدو مقومات المصارف الأوروبية أقوى من أي وقت مضى».

ويتزامن ارتفاع مؤشر «ستوكس» مع نتائج قوية للربع الرابع لبنوك «يونيكريديت» و«سانتاندر» ومجموعة «لويدز» المصرفية، في حين حققت أسهم بنك «يو بي إس»، الذي استحوذ العام الماضي على منافسه المتعثر «كريدي سويس» في صفقة شطبت 17 مليار دولار من الديون، أداءً جيداً على نحو خاص، فارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ مارس من سنة 2008 بنسبة 46% في الـ12 شهراً الماضية. وبالنسبة لبنكي «يونيكريديت» و«إنتيسا سانباولو» الإيطاليين، فبلغا أعلى مستويات لهما على مدى 13 و9 سنوات على التوالي.

وعلى الرغم من تراجع نشاط إبرام الصفقات، وانخفاض الطلب على القروض، فإن سنة 2023 كانت بين أعلى السنوات ربحاً بالنسبة للمصارف الأوروبية، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، ونتيجة لذلك، ارتفع متوسط نسبة العائد على حقوق المساهمين بين المصارف الأوروبية إلى 13%، وفقاً لمحللي بنك باركليز. ومع ذلك، إذا خفض البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا أسعار الفائدة لاحقاً هذا العام كما هو متوقع، فمن المرجح أن يتعرض «صافي الدخل من الفوائد»، الفارق بين الفائدة التي تدفعها المصارف على الودائع، وتلك التي تحصل عليها من القروض والمصدر الرئيس لأرباحها، للضغوط.

وقال رافائيل كوينا، رئيس قسم المصارف الفرنسية والإيطالية والبرتغالية في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني: سيؤثر توقيت ووتيرة خفض أسعار الفائدة في أداء المصارف في سنة 2024، ويمكن أن يزداد الضغط على صافي هامش الفائدة في سنة 2025، في ظل استمرار انخفاض أسعار الفائدة، ولكنه أشار أيضاً إلى ازدياد النشاط التجاري وهبوط رسوم انخفاض قيمة القروض في حالة تحسن توقعات النمو الاقتصادي، وسيدعم ذلك أرباح المصارف.

وعلى الرغم من أدائها القوي في الفترة الأخيرة، فإن المصارف الأوروبية لا تزال مقومة بأقل من قيمتها، مقارنة بنظيرتها الأمريكية، التي نمت بوتيرة أسرع وكانت أكثر ربحاً منذ الأزمة المالية.

وضمن الجهود الرامية لمواجهة هذا الفارق في التقييم واستعادة ثقة المستثمرين، الذين يقلقهم وقف توزيعات الأرباح والضرائب غير المتوقعة منذ جائحة كورونا، تعهدت المصارف الأوروبية بتوزيع أكثر من 120 مليار يورو على المساهمين هذا العام، عبر توزيعات أرباح بقيمة 74 مليار يورو وإعادة شراء أسهم بقيمة 47 مليار يورو.

ووفقاً للأرقام التي جمعها بنك «يو بي إس»، يمثل هذا زيادة بنسبة 54% مقارنة بعوائد رأس المال في العام السابق وأعلى بكثير من أي عام منذ سنة 2007 على الأقل.

يذكر أن أحد أهم الإعلانات في شأن التوزيعات هذا العام كان من بنك «يونيكريديت»، الذي ارتفعت أسهمه أكثر من الضعف في العام الماضي، وقد تعهد بدفع 8.6 مليارات يورو، ما يمثل كامل أرباحه لسنة 2023، للمستثمرين.

وقال مايك مايو، المحلل في بنك «ويلز فارجو»: من المنطقي بالنسبة للمصارف التي تتمتع بمستويات قوية من رأس مال أن تقوم بإعادة الأموال إلى المساهمين عند ارتفاع الأرباح.

وأضاف: هل لدى هذه المصارف رأس مال يكفي لتحمل سيناريو شديد السلبية؟ إجابة هذا السؤال: إن المصارف وحدها التي تحدد ما إذا كان يجب عليها إعادة شراء الأسهم أم لا.

كلمات دالة:
  • FT
Email