كيري يواصل العمل على تمويل مشاريع المناخ بعد خروجه من البيت الأبيض

ت + ت - الحجم الطبيعي

يستهدف جون كيري مواصلة المشاركة في جمع التمويل اللازم للتحول نحو الطاقة الخضراء، رغم تنحيه عن منصبه كأكبر مسؤول أمريكي عن المناخ في الولايات المتحدة، في وقت تعد فيه قضية الإنفاق على الاستثمارات الخضراء نقطة حساسة للحكومات حول العالم.

وفي مقابلة مع «فاينانشال تايمز» في لندن، بمناسبة تسليم مهام منصب مبعوث المناخ إلى جون بوديستا، المستشار المخضرم الآخر في البيت الأبيض، قال كيري إنه سيظل ملتزماً بجهود معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري.

وصرح «لا يعني اتخاذي قراراً بالابتعاد عن هذه الوظيفة أننا انتهينا»، وتابع «لكن باعتباري مبعوثاً أمريكياً، فأنا مسؤول باستمرار عن الموقف الأمريكي وعما نفعله هنا. وإذا ما تواجدت هنا بصفتي مواطناً، فسأكون قادراً على العمل مع أي شخص أختار العمل معه للمساعدة في تسريع التحول عن الوقود الأحفوري».

وقال كيري إن المناقشات عن الدور المُحدد الذي سيؤديه في مسألة التمويل المناخي ما زالت في بدايتها، لكنه أوضح: «سأحاول، شخصياً، المساعدة في تسريع عملية تطويع الناس وجمعهم معاً».

وفي حين أنه لن يكون له دور رسمي في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أوضح كيري أنه سيواصل دعم جون بايدن، مبيناً أنه سيكون أكثر قدرة على التحدث عن المشكلات المناخية حينما لا يكون خاضعاً لقانون «هاتش»، وهو قانون يقيد الأنشطة السياسية للموظفين الفيدراليين.

وسلط كيري الضوء على أن لدى العالم «إطار عمل» بعد الاتفاق في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 28» الذي عقد في دبي خلال شهر ديسمبر الفائت، من أجل «التحول والابتعاد» عن الوقود الأحفوري، منوهاً بأن العلم كان واضحاً بشأن الحاجة للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية بما لا يزيد على 1.5 درجة مئوية، فوق مستويات ما قبل الصناعة.

وتابع كيري، البالغ من العمر 80 عاماً: «ليس لدينا المال اللازم». وكيري شخصية رئيسية في المفاوضات المناخية الدولية، منذ أن عينه الرئيس بايدن كأول مبعوث أمريكي خاص للمناخ عام 2021. وأضاف: «علينا تجهيز الآليات التمويلية بصورة أكثر سرعة، والتي ستكون الوقود الحقيقي لهذا التحوّل بالوتيرة التي تحتاج لأن تكون عليها».

وقال تقرير أصدره مركز أبحاث مبادرة سياسة المناخ، العام الماضي، إن تمويل المناخ يجب أن يزداد خمسة أضعاف على الأقل، من قرابة 1.3 تريليون دولار بين عامي 2021 - 2022، بأسرع ما يمكن؛ لتجنب أسوأ تداعيات للتغير المناخي. مع العلم بأن العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق.

وتتخبط كثير من الحكومات في كيفية تمويل التحوّل إلى الاقتصاد الأخضر، في وقت يسوده تضخم مرتفع ومعارضة آخذة في الازدياد من جانب المصوّتين القلقين بشأن التداعيات المالية التي يمكن أن تصيبهم.

وقاد المُرشح الرئاسي السابق ما يُدعى باتفاق «صني لاندز» حيث اتفقت أكبر دولتين مصدرتين لانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم على «تسريع استبدال» الوقود الأحفوري بالطاقة الخضراء، لكن يرى كيري أن الجهود الحالية لتمويل الاستثمار الأخضر في الدول النامية، مثل ما يسمى ببرنامج شراكة التحول العادل للطاقة، والمُصمم لمساعدة الاقتصادات سريعة النمو على التخلص من الوقود كثيف الكربون «لم تعمل بشكل صحيح بعد».

وثمة حاجة أيضاً لإنجاز مزيد من العمل في الاستغلال الأفضل للمال من مصارف التنمية متعددة الأطراف، وإشراك رأس المال الخاص في العملية.

وقال كيري: «أرغب في التركيز على الأمر الذي أعتقد أنه سيكون له أكبر الأثر على هذا التحول، وهو القدرة على أن نكشف للناس إمكانية الحصول على بعض الإيرادات وإنجاح هذا الأمر في السوق»، مضيفاً أنه سينظر في «كل آلية متاحة» لمحاولة جمع التمويل.

كلمات دالة:
  • FT
Email