تكاليف استثنائية تهبط بالأرباح الفصلية للبنوك الأمريكية لأدنى مستوى منذ 2020

ت + ت - الحجم الطبيعي

تراجعت أرباح القطاع المصرفي الأمريكي بنسبة تقارب 45 % على أساس سنوي خلال الربع الأخير من عام 2023، وذلك رغم تراجع الضغط على المستهلكين وتزايد الثقة في أن الاقتصاد الأمريكي سيتجنب حدوث ركود على المدى القريب.

يمثل الهبوط إلى 38 مليار دولار أكبر انخفاض على أساس سنوي في الأرباح الفصلية منذ الربع الثاني منذ 2020، وذلك وفقاً لبنك ريغ داتا، مزود البيانات الذي يجمع التقارير ربع السنوية التي يقدمها المقرضون إلى مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية.

ومع أن البيانات ليست وافية، لكنها تغطي أرباح الشركات التابعة التي لديها ودائع مؤمنة عليها من قبل مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية، وجاء تراجع الأرباح بسبب تكاليف استثنائية مرتبطة بأزمة البنوك الإقليمية التي وقعت العام الماضي.

وأنفقت أكبر البنوك في البلاد 16 مليار دولار لتغطية نظام «التقييم الخاص» الذي فرضته الحكومة، بهدف تجديد أرصدة صندوق تأمين الودائع الذي تم استنزافه بسبب انهيار بنوك سيليكون فالي وسيغنيتشر وفيرست ريبابليك.

وتوضح البيانات أن الأرباح الفصلية تضررت -أيضاً- من زيادة بقيمة 5 مليارات دولار في مخصصات الديون المعدومة، وخسارة 4 مليارات دولار في محافظ الأوراق المالية للبنوك، بالإضافة إلى ارتفاع التكاليف مع خفض المقرضين لعدد الموظفين وإعادة هيكلة عملياتهم.

وانخفض عدد العاملين بدوام كامل في فروع البنوك الأمريكية بأكثر من 45 ألفاً في عام 2023. وأعلن بنك «ويلز فارجو» وحده إنفاق أكثر من مليار دولار على خفض مفاجئ للعمالة في الربع الرابع.

وأوضح محلل الصناعة المخضرم، ورئيس شركة «ويلن غلوبال أدفايزر»، كريستوفر ويلن: «أن دخلهم يتقلص.. وسيستمر المودعون إبداء رغبة أكبر للحصول على أموالهم، وهناك تراجع فيما يمكن للبنوك أن تحققه من قروض واستثمارات».

ويُظهر انخفاض الأرباح في الربع الأخير كيف أن الارتفاع المتسارع لأسعار الفائدة -الذي بدأ منذ عامين وأدّى إلى إفلاس البنوك العام الماضي- لا يزال يثقل كاهل المقرضين، حتى مع تسجيل بنك جيه بي موجان تشيس -أكبر بنك في أمريكا- أرباحاً سنوية قياسية في العام الماضي. بينما شهد ترويست -سابع أكبر بنك في البلاد- انخفاضاً أكثر حدة مقارنة بأي بنك أمريكي آخر.

وجاء تأسيس بنك ترست في عام 2019 من خلال شراكة بين «بي بي آند تي» و«صن تراست»، وقد خسر البنك قرابة 5 مليارات دولار خلال هذا الربع، مقارنة مع أرباح قدرها 1.6 مليار دولار في الربع نفسه من العام السابق. وتكبد البنك خسائر إضافية بلغت 6 مليارات دولار تتعلق بعملية الدمج، والتي كانت أقل ربحية مما كان متوقعاً. وفي هذا الشأن، قال البنك إن السبب يرجع جزئياً إلى انخفاض القيمة السوقية للبنوك منذ إبرام الصفقة.

كما شهدت العديد من النبوك الضخمة، مثل «جيه بي مورجان تشيس» و«بنك أمريكا» و«وويلز فارجو»، انخفاض في الأرباح خلال الربع الأخير من عام 2023.

ومع ذلك، كان أداء هذه البنوك أفضل مقارنة بالبنوك الأصغر حجماً، مدعومة جزئياً بأعمالها المصرفية الاستشارية والتجارية. وفي الأشهر الأخيرة من عام 2023، حصل بنك «جيه بي مورجان» على 22 % من أرباح الصناعة، وهي أعلى حصة له منذ أكثر من عقد. وزادت جميع البنوك الأمريكية أرباحها بنسبة 2 % إلى 256 مليار دولار في 2023، رغم أنه عام اتسم بإفلاس البنوك والمساعدة الحكومية الضخمة للصناعة.

كلمات دالة:
  • FT
Email