هل ولى زمن الـ 100 دولار لبرميل النفط؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيظل النفط جزءاً من حياتنا لعقود قادمة. إلا أن قيمته بالنسبة للمُستهلك قد وصلت إلى ذروتها بالفعل. وإذا تأملنا الاتجاه طويل الأجل لأسعار النفط، فسنجد أن أسواق العقود الآجلة تشير إلى قليل من القلق بشأن المعروض، منذ بداية التوترات الأخيرة في الشرق الأوسط في أكتوبر الماضي.

لذلك، قد تعيد أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، تقييم الأمور، فقد طلَبت وزارة الطاقة السعودية من شركة النفط الوطنية أرامكو، إيقاف زيادة مخطط لها بمقدار مليون برميل، وصولاً إلى ضخ 13 مليون برميل يومياً، حيث كان يفترض إتمام ذلك بحلول عام 2027.

وعلى مدار العِقدين الماضيين، تذبذبت أسعار خام برنت، وأحياناً كان التذبذب عنيفاً. مع ذلك يظهر سعر الخام الحالي، الذي يقترب من 82 دولاراً، كل المؤشرات التي تدل على أنه السعر يمكن أن يبقي دون الـ 100 دولار.

ولم يَزد استهلاك الاقتصادات الكبيرة الناضجة من النفط خلال العِقد الماضي بشكلٍ كبير، فيما تضاعف استهلاك الصين للنفط الخام على مدار العِقدين الماضيين، أو تجاوز ذلك. ووفقاً لبيانات وزارة الطاقة الأمريكية، فقد ارتفع طلب الولايات المُتحدة على البنزين بنسبة 8 في المئة فقط.

ويصبح هذا التباطؤ أكثر وضوحاً، عندما نأخذ في الاعتبار أن سعر خام برنت المعدل وفقاً للتضخم، لم يتزحزح منذ عام 2005. وباستخدام أسعار الولايات المُتحدة كمقياس بديل، فإن تكلفة النفط لم تتجاوز تكلفة مُعظم السلع والخدمات الأُخرى. بل وفقاً للمُعدلات الحقيقية، تعتبر هذه التكلفة أرخص بنسبة 42 في المئة مما كانت عليه قبل عِقد.

في عاميّ 2007 و2011، كان منطقياً أن تبلغ أسعار النفط 100 دولار، في ظل النمو الاقتصادي الهائل الذي حققته الصين. ولم يكن العالم حينها بمقدوره يستطيع تلبية احتياجات الصين من النفط والمعادن والسلع الزراعية، إلا أن اقتصاد الصين قد تغير الآن. ففي سوق السيارات سريع التطور، على سبيل المثال، لم يكن إدوارد بيرنشتاين ليعتقد أن نصف مبيعات السيارات الجديدة ستكون كهربائية بحلول عام 2025. أما أوبك، والتي تعد أهم مورد نفط للصين، فهي أكثر تفاؤلاً، حيث تُشكل الصين ربع زيادة الطلب المُتوَقَعة من المنظمة خلال العامين المُقبلين.

وتقدم ثلاث وكالات دولية للطاقة توَقُعات مرجعية لتغيُّرات العرض والطلب في سوق النفط: الوكالة الدولية للطاقة، وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ومُنظمة الدول المُصدرة للبترول (أوبك). وكما يُشير خورخي ليون من شركة ريستارد إنيرجي للاستشارات، فإنه من بين المنظمات الثلاث، كانت أوبك الأكثر تفاؤلاً، حيث تَتَوَقع أوبك زيادة في الطلب بأكثر من 2 مليون برميل يومياً هذا العام. وهو ضعف تقدير الوكالة الدولية للطاقة.

ولتَصِحّ هذه التوَقُعات، فمن الأفضل أن يستمر الطلب الصيني على النفط. وبصرف النظر عن تفاؤل أوبك، فهناك الكثير من الطاقة الإنتاجية الفائضة. حيث يوجد في روسيا والسعودية وحدهما نحو 4 ملايين برميل يومياً. ووفقاً لبيانات سيتي بنك، فلا يبعُد هذا عن أعلى المستويات في عِقد. وستعمل هذه الإمدادات العالمية المُحتملة كسقف للأسعار، حتى العام المُقبل على الأقل.

كلمات دالة:
  • FT
Email