الأمريكيون والصينيون ينحون الخلافات في الحرب ضد الفينتانيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجري المسؤولون الأمريكيون والصينيون هذا الأسبوع محادثات تهدف إلى وقف تدفق المواد الكيميائية المستخدمة لصنع الفينتانيل من الصين، ويأتي ذلك تنفيذاً للاتفاق الذي أبرمه الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الصيني شي جين بينغ في نوفمبر.

وترأس جين داسكال، نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، وفداً إلى بكين لإجراء محادثات حول جهود القضاء على تصدير المكونات اللازمة لصناعة الفينتانيل، وهو عقار أفيوني تركيبي قاتل تسبب في تفشي وباء المخدرات في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأكد المسؤولون الأمريكيون أن الصين قد اتخذت بالفعل بعض الإجراءات منذ أن اتفق بايدن وشي، في سان فرانسيسكو في نوفمبر، على إعادة تفعيل مجموعة عمل مكافحة المخدرات، التي كانت معطلة حين تصاعدت التوترات بين البلدين لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ تطبيع علاقاتهما الدبلوماسية في عام 1979.

ووفقاً لمسؤولة أمريكية، فقد أصدرت الصين توجيهات «تحذر شركاتها الكيميائية» بأن بكين ستتخذ إجراءات ضد المجموعات المتورطة في تجارة المواد الكيميائية الأولية اللازمة لصناعة مخدر الفينتانيل. كما ذكرت أن بكين قد اتخذت بالفعل إجراءات ضد الموردين بعد قمة بايدن وشي.

وبعد اتخاذ بكين إجراءات صارمة وضيقت الخناق على تصدير الفينتانيل في عام 2019، حولت المجموعات الصينية تركيزها إلى شحن مكوناته الكيميائية إلى عصابات المخدرات في المكسيك، والتي بدورها قامت بتهريب المنتج النهائي إلى الولايات المتحدة.

وشهدت السنوات الأخيرة موت عشرات آلاف الأمريكيين سنوياً، جراء جرعات الفينتانيل الزائدة، ومن المتوقع أن تصبح هذه القضية محور الاهتمام في حملة بايدن لإعادة انتخابه في نوفمبر.

وقالت المسؤولة الأمريكية إن إدارة بايدن ترغب في اتخاذ الصين المزيد من الإجراءات المستقلة، بالإضافة إلى استجاباتها للمعلومات التي تقدمها واشنطن. وقالت المسؤولة: «نود الوصول إلى النقطة التي تكون فيها (جمهورية الصين الشعبية) قادرة بنفسها على تحديد واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال العناصر السيئة، أو الجهات التي تتصرف بطريقة مثيرة للقلق بشكلٍ واضح. لذا فالهدف المهم من هذه الرحلة هو تشجيع الإجراءات المستقلة أيضاً».

وحتى أيام قليلة ماضية، اختفى العشرات من موردي المواد الكيميائية الأولية للفينتانيل من على موقع يربط العملاء بالمصنعين الصينيين. وأصبحت معظم الكلمات الرئيسية للمواد الكيميائية الأولية للفينتانيل غير قابلة للبحث أيضاً، رغم أنها أظهرت نتائج لواحدة وهي البنزين (2-برومو إيثيل).

وقال أحد البائعين، الذين من المفترض أنهم يواصلون المتاجرة في المادة الكيميائية، عبر الواتساب إنه لا يشحن المادة. بينما قال آخر، إنه بإمكانه شحن فينيل أسيتون و4،3-ميثيلين ديوكسي فينيل-2-بروبانون، وهما المواد الكيميائية الأولية للأمفيتامين والإكستاسي.

وقال خبراء صينيون إن بكين تأمل أن يساعد التعاون في مكافحة الفينتانيل على استقرار العلاقات، في عام حاسم للعلاقات الثنائية في ضوء الانتخابات الأمريكية. وقال جي دالي، خبير الشؤون الخارجية في جامعة بكين: «المجتمع الأمريكي هو أكثر المستفيدين من هذا التعاون فيما يخص الفينتانيل. مجرد التعاون في مجال واحد بإمكانه برهنة أن كلا البلدين بإمكانهما بالفعل العمل معاً، رغم جميع القضايا المثيرة للخلاف».

كلمات دالة:
  • FT
Email