الفيلة تثير غضب قرويين في الكاميرون بسبب الإضرار بمحاصيلهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدي قرويون يعيشون قرب متنزه وطني في جنوب الكاميرون استياءهم من الأذى اللاحق بمحاصيلهم جراء الحيوانات، خصوصاً الفيلة، فيما تحاول منظمة غير حكومية الحد من النزاعات بين البشر والحيوانات في المنطقة.

في كامبو، قرب الحدود مع غينيا الاستوائية، سُجلت حوالي عشرين شكوى من ضحايا في ثماني قرى لدى خدمات الحفظ في حديقة كامبو مان الوطنية، وهي غابة عذراء شاسعة تفوق مساحتها 264 ألف هكتار، وموطن لأكثر من 200 فيل غابات وحوالي 500 غوريلا.

بعد أسبوع من هجوم شنته فيلة على مزرعته في قرية تبعد أقل من ثلاثة كيلومترات من المتنزه، يكافح المزارع سيمبليس يومن البالغ 47 عاماً من أجل تخطي محنته. ويقول "بتنا على شفير الانهيار"، واقفاً بجانب بقايا أشجار موز طحنها الفيلة.

ويوضح المسؤول الإداري في المتنزه ميشال نكوو أن الفيلة تأكل "الجزء الطازج من الجذع"، أي الجزء الداخلي الغني بالمعادن، كما تتناول الكسافا أو الذرة أو الفول السوداني أو البطاطا الحلوة.

وفي الكاميرون، تتزايد النزاعات بين الإنسان والحيوانات البرية على تخوم الغابات الكثيفة، وتُسجل حالات اتلاف المحاصيل بشكل أساسي بالقرب من محميات الحيوانات، لا سيما في الشمال.

في كل قرية من القرى المتضررة بالقرب من كامبو، "دُمر ثلاثة إلى أربعة هكتارات من المزارع، ما يمثل خسارة مالية كبيرة للسكان"، وفق نكوو الذي يشير إلى أن "80 إلى 90%" من الهجمات تُعزى للفيلة، فيما الباقي تشنها أنواع حيوانية أخرى بينها الغوريلا والشمبانزي والجواميس والقنافذ وآكل النمل الحرشفي.

بكاء وألم
ويقول دانيال مينغاتا (37 عاماً)، وهو قروي يملك مزارع موز على مساحة هكتارين تعرضت "للدمار" عام 2020، بسخط إن "الحيوانات تثبط عزيمتنا".

ويضيف "بدأت في البكاء بعد رؤية الأضرار لأنه في ليلة واحدة، تم القضاء على عام من العمل، وهذا يؤلم كثيراً".

كذلك، يقول المزارع أميني نغونو البالغ 57 عاماً "لم يعد بإمكاني إطعام عائلتي"، بعد تدمير الأفيال مزرعته من القرع ودرنات الكسافا والبطاطا.

ويشير إلى أن بيع بذور اليقطين التي تُستهلك على نطاق واسع في الكاميرون في الصلصات أو في الأطباق التقليدية، كان سيدر عليه 700 ألف فرنك أفريقي (أكثر من 1000 دولار).

ويوضح نكوو أن وتيرة تدمير الحقول كانت "أقل" قبلاً، لافتاً إلى أنها "زادت بشكل كبير منذ أن استقرت الصناعات الزراعية" في ضواحي المتنزه.

وقد جُرف أكثر من ألفي هكتار من الغابات الكثيفة والعذراء لصالح أنشطة زراعة نخيل الزيت التي تديرها شركة "كامفير" للصناعات الغذائية والتي منحتها ياوندي امتيازاً لاستغلال ما يزيد على 60 ألف هكتار قبل تقليص المساحة إلى 39 ألف هكتار، تحت ضغط من المنظمات غير الحكومية.

ويوضح أمين المتنزه تشارلز ممفي "لم يعد للفيلة التي كانت تعيش هنا مكان تذهب إليه، وينتهي بها الأمر في حقول الناس".

تعويضات للضحايا
في مكان قريب، يمكن رؤية جذوع الأشجار الخشبية المأخوذة من الغابة. وبينما يطغى صوت المناشير على زقزقة الطيور، تجوب مجموعة من المتتبعين الغابة بحثاً عن الغوريلا.

أطلق الصندوق العالمي للطبيعة مشروع "التعود" قبل عشر سنوات، بهدف تعريف مجموعة من الغوريلا بالوجود البشري من أجل تطوير السياحة البيئية.

ويُفترض أن يصب جزء من عائدات المشروع إلى المجتمعات المحلية بهدف مزدوج يتمثل في زيادة الوعي حول الحفاظ على الأنواع مع الحد من النزاعات بين الإنسان والحيوانات البرية.

وبحسب وزارة الغابات والحياة البرية، لا ينص القانون الكاميروني على أي تعويض لضحايا هجمات حيوانات المتنزهات.

وقال الصندوق العالمي للطبيعة إنه "يختبر ويدرس" إمكانية وجود نظام تأمين لتعويض الضحايا في حالة وقوع هجمات.

وقد اختار يومن نوعاً آخر من التأمين، يقوم على تركيب قفران نحل في مزرعته بهدف صد الأفيال. لكن الحلول الأخرى تتمثل في إقامة "مزارع من أشجار الفلفل الحار والليمون التي تصد" الفيلة، وفق نكوو.

 

Email