هيثم مطر الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية السياحة:

فرص مغرية لجذب المستثمرين إلى رأس الخيمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد هيثم مطر، الرئيس التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، أن الإمارة تشهد وتيرة نمو متسارعة في القطاعين السياحي والفندقي، مستندة في ذلك إلى تحولات جوهرية وتطور كبير في البنية التحتية السياحية بالإمارة.

وذلك في مسعى للوصول إلى هدف استقطاب مليون زائر إلى رأس الخيمة بحلول نهاية عام 2018، و2.9 مليون زائر بحلول عام 2025، لكنها تواجه تحدياً رئيسياً في ضرورة زيادة محفظة الغرف الفندقية بالإمارة لاستيعاب الزيادات الكبيرة المتوقعة في أعداد السياح الوافدين إلى الإمارة.

واستعرض هيثم مطر في حوار مع «البيان الاقتصادي» أهم المبادرات الاستراتيجية التي أطلقتها الهيئة وفقاً لاستراتيجية الهيئة للعام 2019، وإلى مشروع المرشد السياحي، مؤكداً أنه عبر الخطط المستقبلية يمكن للقطاع السياحي أن يواصل نموه القوي ويقفز فوق كل التحديات، مدفوعاً بالمكانة التي تبوأتها الإمارة كمقصد سياحي واعد بالنسبة للعديد من الأسواق الإقليمية والعالمية.

وأوضح أن هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة تتيح للمستثمرين المحتملين مجموعة مميزة من الفرص المغرية والمزايا الاستثمارية لتطوير العديد من العقارات خاصة الفندقية في شتى أنحاء الإمارة، ونتعاون عن كثبٍ مع الشركاء في قطاعي السفر والسياحة.

فيما نعمل مع عددٍ من الهيئات الحكومية بهدف ضمان تحقيق التنمية المستدامة في الإمارة، الأمر الذي يصب في صالح الزوار، والمجتمعات المحلية، وشركائنا على حد سواء.

وأكد مطر في الحوار التزام هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة بوصفها إحدى الجهات الراعية لمبادرة «السنة الدولية لتسخير السياحة المستدامة من أجل التنمية 2017» التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة، بالتشجيع على تعزيز الالتزام بممارسات مستدامة، ليس بهدف حماية محفظة الأصول في رأس الخيمة فحسب، بل ولتحقيق الأهداف الموضوعة على صعيد أعداد الزوار.

وتوفير فرص عمل جديدة، وتعزيز المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي. وفيما يلي نص الحوار:

إنجاز

كيف تقيمون أداء مشاريع هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة؟

منذ إطلاقها في ديسمبر 2016، شهدت تجربة «فيا فيراتا» إقبالاً كبيراً، حيث جذبت 1500 شخص من عشاق تسلق الجبال أو المسير الجبلي أو محبي تجربة المسار الانزلاقي الذي يرتفع 400 قدم فوق سطح البحر. ونتيجة هذه الأرقام والإقبال المستمر على التجربة، قررت الهيئة تمديد الموسم الأول للـ»فيا فيراتا» إلى نهاية شهر مايو 2017.

كما أعلنت الهيئة في نهاية شهر أغسطس 2017 عن إطلاق أطول مسار انزلاقي في العالم، والذي سيتم افتتاحه رسمياً في جبل جيس الذي يحتضن أعلى قمة جبلية في الإمارات العربية المتحدة بحلول شهر ديسمبر المقبل.

ويعد جبل جيس وجهة مفضلة لزوار في رأس الخيمة منذ فترة طويلة، ولاسيما لمحبي الاستمتاع بالعديد من الأنشطة الحافلة بالمغامرات، أو مشاهدة المناظر الطبعية الساحرة من أعلى قمة جبلية في الإمارات.

والتي تنخفض فيها الحرارة بنحو 10 درجات مئوية مقارنة ببقية أنحاء الإمارات ومنطقة الخليج العربي. كما تجتذب هذه المنطقة السياح من كل مكان بفضل ما تقدّمه من أنشطة فريدة لعشاق التنزه والمسير الجبلي، وركوب الدراجات الجبلي والسائقين. وتتيح مسارات المشي والتنزه مشاهدة الإطلالات الخلابة والاطلاع على مكنونات التراث وجمال المشهد الطبيعي في تلك المنطقة.

وتشتمل المعالم الجديدة في الإمارة على منصة مشاهدة جبل جيس المقرر افتتاحها في الربع الأخير من العام الجاري. كما ستضمّ المنصة أماكن مخصصة لمحبي أنشطة المسير الجبلي أو ركوب الدراجات الهوائية والراغبين بخوض غمار تجربةٍ شيقة يختبرون عبرها قدرتهم على مواجهة التحديات بين شعاب سلسلة الجبال الوعرة.

حيث ستوفر أيضاً مناطق مخصصة لاستضافة الفعاليات المختلفة وأخرى للنزهات والعديد من مسارات المشي ومساحة خاصة بشاحنات الطعام، وتتيح للزوار مشاهدة حياة الطيور والنباتات والحيوانات من على ارتفاع يصل إلى نحو 1300 متر فوق مستوى سطح البحر.

ويعتبر جبل جيس نقطة جذب رئيسية في إمارة رأس الخيمة، حيث يتيح للزوار إطلالات ساحرة وأجواء مثالية بالنسبة لعشاق أنشطة المغامرات وكذلك الزوار الذين يبحثون عن مناظر خلابة منقطعة النظير لها من أعلى قمة في الإمارات. كما ستشمل المنتجات الأخرى إطلاق الموسم الثاني من مغامرات «فيا فيراتا» في جبل جيس.

والتي يجري العمل حالياً على تحسينها، إضافة إلى الإطلاق الرسمي للمسار المخصص للتنزه والمشي وركوب الدراجات الهوائية في جميع أنحاء الإمارة، مع التركيز بشكل خاص على جبل جيس.

مبادرات

ماذا عن أهم المبادرات الاستراتيجية للهيئة في تشجيع المشاريع السياحية خلال الفترة المقبلة؟

أعلنت الهيئة سابقاً عن إطلاق استراتيجية رأس الخيمة لعام 2019، والتي تعتبر الأولى من نوعها في الإمارة. وتمثل هذه الرؤية خارطة طريق واضحة تتمحور حول الارتقاء بقطاع السياحة في الإمارة وتحقيق نتائج مميزة خلال الأعوام القليلة المقبلة.

ونسعى جاهدين إلى تحقيق هدفنا المتمثل في استقطاب مليون زائر إلى رأس الخيمة بحلول نهاية عام 2018، و2.9 مليون زائر بحلول عام 2025، وذلك من خلال التعاون مع الشركاء وأصحاب المصلحة الرئيسيين، بما يشمل الجهات الحكومية الأخرى.

ومع التركيز على توفير أنشطة تستقطب عشاق المغامرات واستكشاف المعالم الثقافية والباحثين عن السياحة العلاجية، فقد قمنا بإطلاق مبادرات مختلفة لاستقدام مزيدٍ من المنتجات الاستثمارية والسياحية إلى الإمارة والتي ستسهم في استقطاب أعداد أكبر من الزوار خلال السنوات المقبلة.

وبوصفها إحدى الجهات الراعية لمبادرة «السنة الدولية لتسخير السياحة المستدامة من أجل التنمية 2017» التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة، تلتزم هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة بالتشجيع على تعزيز الالتزام بممارسات مستدامة ليس بهدف حماية محفظة الأصول في رأس الخيمة فحسب، بل ولتحقيق أهدافنا على صعيد أعداد الزوار، وتوفير فرص عمل جديدة، وتعزيز المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي.

وفي يوليو الماضي، وقّعت هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة مذكرة تفاهم مع «مركز رأس الخيمة للإحصاء والدراسات»، وذلك لإعداد تحليل مفصل عن التأثير الاقتصادي لحركة الزوار المحليين والإقليميين والدوليين في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة.

وستثمر المذكرة عن إجراء العديد من الدراسات والاستبيانات لتفعيل مشاركة أصحاب المصلحة والمستثمرين والجهات الحكومية في تحقيق مزيد من النمو الاقتصادي في رأس الخيمة.

وتتمحور رؤيتنا حول مواصلة الجهود لتطوير وجهة سياحية جاذبة للزوار ممن ينشدون التعرّف إلى الجوانب الثقافيّة والتجارب العربية الأصيلة وسط أحضان الطبيعة الساحرة. وسنسلط الضوء على المقوّمات والمزايا الفريدة التي تتمتع بها رأس الخيمة كما سنروّج لها على المستوى العالمي، وذلك لضمان الالتزام بأرقى المعايير الممكنة في جميع نقاط التواصل مع العملاء.

معدلات

كيف تقيمون معدلات التشغيل في الفنادق؟

تسعى هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة إلى تخطي هدفها السنوي المتعلق بأعداد الزوار، خاصة بعد أن سجلت فنادق رأس الخيمة زيادة بنسبة 10% على أساس سنوي في أعداد الزوار الدوليين الوافدين خلال الأشهر الستة الأولى من العام. حيث تهدف الإمارة لاستقطاب 900 ألف زائر خلال عام 2017، وقد نجحت في استقبال 390,499 زائر في منتصف العام بين شهري يناير ويونيو.

وإلى جانب معدلات النمو القوية بنسب مكونة من خانتين التي شهدتها الإمارة على أساس سنوي من حيث عدد الزوار خلال النصف الأول 2017، ارتفع متوسط إشغال الفنادق إلى 72.7%، وذلك بزيادة قدرها 4.7% مقارنة بنفس الفترة من عام 2016.

وشهدت الإمارة نمواً قويّاً في النصف الأول من العام عبر جميع مؤشرات الأداء الرئيسية؛ حيث ارتفع إجمالي الليالي الفندقية بنسبة 17.7%، ومتوسط مدة الإقامة بنسبة 10.5% لتبلغ 3.9 أيام مقارنة مع 3.5 أيام في العام الفائت.

إضافة إلى ارتفاع إيرادات الغرف بنسبة 13.3%. وجاءت هذه الأرقام غير المسبوقة المسجلة خلال فترة عادة ما تشهد انخفاضاً في معدل الإشغال، كنتيجة مباشرة للمبادرات الاستراتيجية والأنشطة الترويجية التي استهدفت الأسواق المصدر المحلية والدولية، ونحن سعداء لرؤية نتائج هذه الجهود في زيادة أعداد الزوار خلال الصيف وتحقيق نتائج فورية.

خطط

وماذا عن الخطط المقترحة للفترة المقبلة؟

لا يزال جبل جيس يشكل محور تركيزنا الأساسي من حيث توفير المنتجات السياحية الجديدة التي ستتاح عبر شبكة الإنترنت jebeljais.ae خلال وقت لاحق من هذا العام. علاوة على ذلك، فإننا نجري حالياً محادثات مع عدد من المستثمرين في ما يتعلق بالفنادق والمنتجعات الجديدة المحتمل إنشاؤها. ويمكن لجبل جيس بحد ذاته أن يشكل الموقع الأمثل لإقامة المنتجعات الجبلية والمراكز العلاجية الفاخرة.

وهناك عدد من أشهر العلامات الفندقية العالمية التي ستنضم إلى محفظة الإمارة من خيارات الإقامة خلال الأعوام المقبلة. ولا شك أن هذا هو الوقت الأفضل بالنسبة لمشغلي الفنادق والمستثمرين في المجال الفندقي للعمل في رأس الخيمة. ومن خلال تعاوننا مع متخصصين مستقلين في التقييم، قمنا بتحديد عوائد مجزية للفنادق التي يتم إنشاؤها في الشواطئ والجبال، كما نتوقع إقامة المزيد من الفنادق مستقبلاً.

تحديات

ما أبرز التحديات التي تواجهها هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة في قطاع السياحة؟

تُعد إمارة رأس الخيمة واحدة من أسرع الوجهات السياحية نمواً في المنطقة، وتعمل بشكل مستمر على تحقيق هدفها في استقطاب مليون زائر بحلول نهاية عام 2018. وتتمثل أبرز التحديات التي تواجه مساعينا لتحقيق هذا الهدف في ضمان توسعة محفظة الإمارة من الغرف الفندقية بمعدل يلبي الزيادة الكبيرة في أعداد السياح الوافدين إلى الإمارة.

وبالتالي دعم هذا النمو ودفع عجلته نحو الأمام. وتحتضن الإمارة حالياً ما يزيد على 5 آلاف غرفة فندقية، ومن المتوقع طرح 4 آلاف غرفة فندقية إضافية خلال السنوات القليلة المقبلة، مع إفساح المجال أمام المزيد من الاستثمارات الفندقية في الإمارة.

وتتيح هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة للمستثمرين المحتملين مجموعة مميزة من الفرص المبتكرة والمزايا الاستثمارية لتطوير العديد من العقارات في شتى أنحاء الإمارة، ونتعاون عن كثبٍ مع الشركاء في قطاعي السفر والسياحة، فيما نعمل مع عددٍ من الهيئات الحكومية بهدف ضمان تحقيق التنمية المستدامة في الإمارة، الأمر الذي يصب في صالح الزوار، والمجتمعات المحلية، وشركائنا على حد سواء.

توعية

ما هي جهود هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة في مجال توعية طلاب المدارس والجامعات بشكل خاص في مجال السياحة؟

تعمل هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة بشكل وثيق مع العديد من الجامعات في دولة الإمارات بما فيها جامعة الإمارات العربية المتحدة، وكليات التقنية العليا، والجامعة الأميركية في رأس الخيمة وغيرها. وفي مسعى منها لتعزيز السياحة ونشر الوعي بين الطلبة، تقدم هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة كل ما يلزم للترويج لإمارة رأس الخيمة ولبرامجها الجامعية بين الطلاب في أكاديمية رأس الخيمة.

فضلاً عن ذلك، نتبنى في الهيئة برنامجاً تدريبياً يتيح للطلاب التعرف إلى القطاعات المختلفة، مستفيدين في الوقت نفسه من خبرتهم وحماسهم للمساعدة في تطوير عروضنا السياحية، وترسيخ المكانة الثقافية للإمارة وتراثها من خلال المواهب الشابة.

كما قمنا بتوظيف إحدى الطالبات اللامعات من جامعة الإمارات العربية المتحدة بتخصص التسويق السياحي، إضافة إلى تسجيلها لدى وزارة السعادة.

وترشيحها لدبلوم الدراسات العليا في تسويق الوجهات الجبلية. وشهدت السنوات القليلة الماضية ترقية عددٍ من الإماراتيين العاملين لدى الهيئة، والذين عملوا بجد لإنجاح جهود هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة. وستواصل الهيئة البحث عن المواهب الشابة، والمشاركة في معارض التوظيف في مختلف أنحاء دولة الإمارات.

تحسين وتطوير العروض

أكد المدير العام لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة التعاون والعمل عن كثب مع الشركاء المعنيين والهيئات الحكومية لتحسين العروض السياحية بشكل مستمر، بغرض تلبية متطلبات الزوّار المتغيرة باستمرار، وتقديم تجربة سياحية تفوق توقعاتهم، في ظل توافد أعداد الزوار القادمين إلى الإمارة، والنمو المتواصل للطلب على الوجهات والمنشآت السياحية.

وقال إن تركيزنا الحالي ينصب على منطقة جبل جيس السياحية، حيث عملت الهيئة خلال الأشهر الـ12 الماضية على تعزيز أصولها الطبيعية، بما فيها قمة جبل جيس أعلى قمة جبلية في الدولة، وفق مقاربة مستدامة تضمن تقديم تجربة سياحية فريدة لجميع الزوار على اختلاف اهتماماتهم وخلفياتهم الثقافيةـ، مشيراً إلى نجاح إطلاق مسار «فيا فيراتا».رأس الخيمة - البيان

صدارة أسواق السياحة إلى إلإمارة

تصدرت دول ألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة والهند وكازاخستان قائمة أبرز أسواق السياحة العالمية الواردة إلى الإمارة، حيث جاءت روسيا في صدارة هذه الأسواق من ناحية نمو أعداد الزوار بنسبة 66.34%. وتمثلت أبرز النجاحات الدولية الأخرى في جمهورية التشيك التي حققت نمواً في أعداد الزوار بواقع 67.58% وبولندا بنسبة 281.97%.

وإلى جانب السوق الإماراتية المحلية التي تسهم بأكثر من ثلث إجمالي أعداد الزوار، شكّلت السعودية أضخم الأسواق الإقليمية من حيث أعداد السياح القادمين إلى الإمارة والتي شهدت نمواً بواقع 3.3% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. كما تم تحقيق نمو عشري النسبة في السياحة الواردة من منطقتي شمالي ووسط أوروبا.رأس الخيمة - البيان

Email