إطلاق برنامج لدعم الصناعات الصغيرة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد في الفترة المقبلة

المدفع: «رواد» دعمت 2700 رائد أعمال في الشارقة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

"جرافيك"

كشف أحمد محمد المدفع، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «رواد» الشارقة، عن وجود برنامج جديد لدعم الصناعات الصغيرة بالإمارة سيتم إطلاقه الفترة المقبلة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد بهدف تقديم دعم للمبتدئين من المشروعات الصناعية وتطوير القائمين. وأضاف أن مؤسسة رواد نجحت منذ تأسيسها في 2005 وحتى الآن في تقديم خدمات لنحو 2700 رائد أعمال ما بين دعم فني ومادي، وخدمات غير مالية، لافتا إلى أن ميزة المؤسسة أنها متنوعة الخدمات وبالتالي لا تستفيد منها فئة واحدة وإنما أكثر من فئة.

وذكر أن بيانات رسمية تفيد بأن 18 % من القوى العاملة بالدولة موجودة في منشآت إمارة الشارقة، و98 % من إجمالي المنشآت داخل الإمارة والبالغة 62 ألف منشأة، هي مشروعات صغيرة ومتوسطة، وهو ما يعكس أهمية هذه المشروعات بالتنمية الشاملة والمستدامة، حيث إن المشروعات الصغيرة والمتوسطة إحدى أهم الأدوات التي تنمي المجتمع ككل، من خلال خلق فرص عمل جديدة وتنشيط عجلة الاقتصاد وتنمية الإبداع والابتكار، فضلا عن توفير العديد من السلع والخدمات التي تلبي احتياجات السوق المحلي.

الدخول لذهن الطالب

وأشار المدفع، في حواره مع «البيان» إلى أن أحد أكبر التحديات التي واجهت المؤسسة منذ نشأتها هي تغيير فكر الشباب نحو العمل الخاص، إذ لا يتجاوز عدد الطلاب الراغبين في إقامة مشروع خاص بهم نسبة 3 % فقط من خريجي الجامعة، وفق دراسة أجرتها المؤسسة، فيما يبحث الباقي عن وظيفة حكومية، لافتا إلى أن هذا التحدي لايزال قائما وخاصة لطلاب الجامعة.

وأضاف أن عدد خريجي الجامعات في الدولة يقدر بحوالي 16 ألفاً سنويا، ومع مرور الوقت لن تستوعب الوظائف الحكومية تلك الأعداد المتزايدة، وبالتالي يجب أن توفر المشروعات الصغيرة والمتوسطة فرص عمل لـ60% على الأقل من هذا العدد خلال الـ10 سنوات المقبلة، وهو السيناريو القائم في جميع دول العالم، إذ لا يمكن أن تستمر الحكومة في تقديم 70 % من الوظائف سنويا.

وأضاف أن هذا الأمر يتطلب تدعيم فكرة ريادة الأعمال لدى طلاب الجامعة والأجيال القادمة، مشيرا إلى أن مؤسسة «رواد» تولي اهتماما كبيرا بهذا الشأن لتنمية فكرة تأسيس المشروع الصغير في ذهن طالب الجامعة، وتعزيزها من قبل الأسرة وهذا ما تنشده المؤسسة عبر العديد من المبادرات، لافتا إلى أن مؤسسة رواد ليست للجيل الحالي فقط وإنما للأجيال القادمة، وهو ما دفعنا إلى إطلاق مبادرة «نجوم الأعمال للجيل التالي»، التي تعتمد على إشراك المؤسسات التعليمية مع واقع العمل من خلال توجيه الطلاب إلى كيفية استغلال مهاراتهم في مشروعات تدر عائداً عليهم.

وأشار إلى أنه بحسب دراسة أجرتها المؤسسة لطلاب الجامعة، وجدنا أن 3% فقط من الخريجين يفكرون بالعمل الخاص خلال أول عامين من تخرجهم، فيما يبحث باقي الطلاب عن الوظيفة الحكومية، وبالتالي فإن هذه النسب لا تمكن المؤسسة من تحقيق أهدافها في خلق مشروعات صغيرة نوعية بأعداد كافية بما ينعكس على أرقام نمو الاقتصاد بالإمارة.

طرق ابتكارية

وتابع أن المؤسسة تعاملت مع هذه العقبة بعدد من الطرق الابتكارية، بشكل مباشر وغير مباشر لغرس فكرة العمل الخاص في ذهن ووجدان طلاب الجامعة، فأطلقت عددا من المبادرات بلغت 9 حتى الآن، ومنها «ابدأ في الكلية» وهي تساعد الطلاب الذين لديهم أفكار اقتصادية لتحويلها إلى مشروعات داخل الجامعة بتمويل كامل من المؤسسة.

«حاضنات الأعمال»

وأضاف أنه مع تطوير الفكرة أطلقنا مبادرة «حاضنات الأعمال داخل الجامعة» التي تقوم بتوفير مكان وظروف مناسبة لبدء العمل داخل الجامعة، بهدف مساعدة الطالب على خوض تجربة العمل الخاص بدون مخاطرة أو خسارة محتملة لأن المؤسسة تتحمل كل شيء، ووجدنا أنه مع شعور الطالب بتحقيقه عائد نتيجة جهد معين، تتكون لديه الرغبة في الاستمرار في مشروعه ويتقبل تحمل نسبة من المخاطرة لإقامة عمل خاص به.

واشار إلى أن المؤسسة نجحت من خلال مبادراتها في التأثير على 400 طالب من الجامعة وتغيير تفكيرهم من الوظيفة كتفكير أول إلى المشروع الخاص.

وقال المدفع: إن «رواد» بدأت تطلق عددا آخر من المبادرات في إطار البحث عن حلول خاصة ببيئة الأعمال نفسها لتحفيز الشباب على خوض التجربة، وذلك من خلال إطلاق عدد من المعسكرات أو المعارض التي تستغرق فترات طويلة، والمقصود بكلمة المعسكر هنا أن يكون المعرض لمدة زمنية طويلة تجعل الشباب في حالة عمل مستمر داخله سواء على المنتج الذي سيعرضه أو ميزانية مشروعه أو آليات التسويق والترويج.

وتابع المدفع أنه بعد انتهاء المعسكر، الذي يستغرق 3 أسابيع تقريبا، تتولد رغبة قوية لدى أغلب المشاركين لاستكمال مشروعهم وذلك لأنه حقق نجاحا معنويا وماديا، لافتا إلى أن المعسكر الصيفي لبدء الأعمال أسفر عن 32 مشروعا في أول عام له فيما أسفر المعسكر الشتوي عن 40 مشروعا في أول عام له.

دور جديد

وقال: إنه مع التطور في أداء المؤسسة فرض عليها دور جديد وهو تحريك المجتمع نحو ريادة الأعمال، من خلال مخاطبة المدارس والجامعات والإعلام والأسرة، ومنظمات اقتصادية أخرى للمشاركة في إعداد جيل من رواد الأعمال، لافتا إلى أن هذا هو الدور الأكبر الذي تسعى المؤسسة لإنجازه لتحريك المجتمع نحو ريادة الأعمال وليس الشباب فقط.

الدعم الأسري

وأشار إلى أنه في هذا الإطار بدأت المؤسسة تشجع الدعم الأسري للمشروعات، وأطلقت في هذا الشأن معرضا بعنوان «أنا وأمي» وذلك لإشراك الأسرة مع أبنائها وإعطائهم قوة معنوية. وكشف عن مبادرة جديدة سيتم إطلاقها وهي «كيف أربي ولدي ليكون رائد أعمال؟» وهي مبادرة ستطلقها رواد مع مؤسسات دولية.

وأضاف أنه إلى جانب ذلك فإن تلك المشروعات تعتبر أداة قياس لمردود الاستثمار في التعليم والجامعات لإمارة الشارقة على الثروة البشرية لديها، بمعنى هل مدخلات التعليم تخرج فقط موظف أم مبتكر ومبدع ومطور، إذ تستوعب المشروعات الصغيرة جانب الابتكار وتوظيف الأفكار الأكاديمية والتجارب العملية. وأضاف أنه على صعيد آخر فإن إمارة الشارقة لديها عدد من المناطق السكنية خارج المدينة، وتستطيع المشروعات الصغيرة أن تلبي بعض من الخدمات المطلوبة بها، فضلا عن توفير فرص عمل لسكانها من أصحاب المهارات اليدوية والفنية.

خدمات مقدمة

أوضح المدفع أن المؤسسة تقدم لأصحاب المشروعات خدمتين رئيسيتين، الأولى الدعم الفني والثانية برنامج التمويل. وتابع أن الدعم الفني يقدم مجموعة من الخدمات الخاصة بالتدريب والاستشارات والإعفاءات من بعض الرسوم والتعاون مع بعد القطاعات الحكومية لإصدار بعض القرارات والتشريعات وعمل الدراسات والمسوحات لكي تهيئ المناخ للمشروعات الصغيرة للعمل والنمو.

وأضاف أنه على صعيد التمويل فإن المؤسسة تعمل من خلال برنامجين، التمويل المباشر من أموال المؤسسة وذلك بحد أقصى 300 ألف درهم، أومن خلال تمويل مصرفي مع بنك الشارقة الإسلامي بحد أقصى 3 ملايين درهم بامتيازات خاصة بفائدة مخفضة وتسهيلات في السداد. وأشار إلى توقيع اتفاقية مع مصرف الشارقة لإنشاء صندوق بقيمة ملياري درهم لتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة بالشارقة.

اكسبو 2020

وقال: إن الفعاليات الدولية التي تستضيفها الدولة تخلق المزيد من الفرص لنمو المشروعات الصغيرة، إذ ارتفعت نسبة الإقبال على المشروعات الخاصة في أعقاب الفوز بإكسبو 2020، وزادت الطلبات من قبل أصحاب المشروعات القائمة على رخص لإضافة نشاط لمشروعاتهم، وركزت أغلبها على الخدمات السياحية والنقل للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي ستتولد مع استضافة دبي للإكسبو 2020.

دور

مؤشر قياس

تجري «رواد» حالياً مشروعاً ضمن «مؤشر المشروعات الصغيرة والمتوسطة» الذي أطلقته أخيراً وذلك لقياس دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الإسهام في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة.

وتشمل الدراسة 100 مشروع تم تمويلها من المؤسسة، بإجمالي رأس مال ما بين 75 و80 مليون درهم، فيما تحقق المشروعات إجمالي دخل سنوي يصل إلى 150 مليون درهم.

وبين أحمد المدفع أنه ستتم إضافة 100 مشروع آخر على العينة محل الدراسة، للوصول إلى تصنيف قطاعي للمشروعات ما بين صناعي وتجاري وخدمي ومنزلي، ولتحديد مستويات دخولهم، والوصول إلى مؤشر عام عن تأثير المشروعات الاقتصادية في المجتمع وتأثرها بالظروف الاقتصادية، لافتا إلى أن الدراسة من المقرر أن تنتهي خلال 6 أشهر.

مجتمع

نمو الأعمال

 

تشهد إمارة الشارقة نمواً كبيراً في مجتمع الأعمال بدأ بـ2450 منشأة في 1975، ليرتفع إجمالي عدد المنشآت إلى 32 ألفاً في 2005، وهو نمو طبيعي لحركة المجتمع والظروف الاقتصادية. كما تم إضافة نحو 30 ألف منشأة جديدة خلال السنوات العشر الأخيرة ليصل إجمالي المنشآت 62 ألفاً في 2013.

وبينما كان عدد المصانع في 2010 حوالي 3850 مصنعاً، ووصل اليوم إلى 5200 مصنع.

دعم

ريادة نسائية

قال احمد محمد المدفع: إن نحو 53 % من المشروعات المدعومة هي للسيدات، مع وجود خطة مستقبلية للاهتمام بالأعمال النسائية، إذ لاحظنا نمو ريادة الأعمال النسائية بالإمارة خلال السنوات الـ5 الأخيرة. وتابع أن مبادرات النساء في المشروعات الصغيرة تتميز باختيار أفكار ترتبط أكثر بمهاراتهم اليدوية، فضلا عن أن لديهن إصرارا وعزيمة لإثبات الذات، وهو ما يجعلهن ملتزمات بشكل كبير في علاقتهن مع المؤسسة وتجاه فكرتهن وتجاه المتعاونين معهن وأيضا هذه الصفات تبني علاقة ثقة مع العميل والمورد، فضلا عن أن أغلبهن يجدن مساعدة كبيرة من الأسرة.

وتابع أن المؤسسة لديها برنامج خاص لريادة الأعمال النسائية، لتشجيعهن على الاستمرار في مسارهن، ومواجهة النقاط السلبية لخلق مجتمع من سيدات الأعمال، لافتا إلى أن حصة المشروعات النسائية من المعسكرات الصيفية التي تقيمها المؤسسة تتجاوز الـ90 %، فضلا عن أن 85 % من المبادرات داخل الجامعة من الفتيات.

مواجهة

معوقات المؤسسة

أوضح أحمد المدفع أن أبرز المعوقات التي تواجهها المؤسسة مع الشباب تكمن في رغبتهم الملحة بتأسيس مشروع بدون دراية بمتطلباته، أو معرفة مهنية كافية بطبيعة عمله، إذ يسعى لتحقيق المكسب فقط وهو ما يتسبب بفشل مشروعه. وأضاف أن معظم المشروعات التي لا تحظى بالنجاح لم يتفرغ أصحابها لها، إذ ليس كافيا أن توفر مقرا وموظفين للمشروع وإنما الإدارة هي أهم عامل نجاح.

مبادرات جديدة

تعمل «رواد» على إطلاق مبادرة جديدة، وهي «تعزيز الأنشطة الاقتصادية في المناطق الواعدة» لأن هناك مناطق سكنية جديدة ومتميزة تفتقد إلى وجود أنشطة وخدمات مباشرة لسكان هذه المنطقة، وكشف أحمد المدفع أنه تم تحديد 5 مناطق جديدة وجارٍ العمل على بحث إمكانية إتاحة الفرصة للمشروعات القائمة أو المشروعات الجديدة للدخول والعمل في تلك المناطق. وأضاف أن هذا الأمر سيتيح تنمية تلك المناطق وتوفير الخدمات فيها، فضلا عن إتاحة الفرصة لرواد الأعمال للحصول على مساحة لممارسة أعمالهم في ظل عدم وجود منافسة.

Email