تيم كلارك رئيس الناقلة لـ «البيان»:

طيران الإمارات تحتاج إلى 100 طائرة جديدة والانتقال إلى مطار «آل مكتوم» ليس قبل 2025

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف تيم كلارك رئيس طيران الإمارات أن الناقلة قد تحتاج إلى أكثر من 100 طائرة جديدة خلال السنوات القليلة المقبلة، لكن ليس دفعة واحدة، حيث ستبدأ باستبدال الطائرات القديمة في عملية متدرجة تأخذ سنوات.

وأشار إلى أنها لن تنتقل إلى مطار آل مكتوم قبل عام 2025، مع الاستثمارات الضخمة في مركز تشغليها وهو مطار دبي الدولي. وقال كلارك في حوار مع «البيان» إن الناقلة تتوسع وتنمو حالياً انطلاقاً من قاعدتها في مطار دبي الدولي، وتحتاج إلى فترة من 10 إلى 15 عاماً لتبدأ التفكير في التحول إلى مطار آل مكتوم، موضحاً أن التوسعات الحالية في المطار تكفي لاحتياجات طيران الإمارات، خصوصاً مع افتتاح الكونكورس 3 المخصص بالكامل لطائرة إيرباص 380.

وأضاف كلارك أن ازدحام الأجواء في مطار دبي والإمارات عموماً، يخضع حالياً لمراجعة حكومية شاملة، وهناك جهود مكثفة للتغلب على هذا التحدي، حيث تتعاون مختلف الجهات الحكومية حالياً، كما أن الأمر يتطلب أيضاً تعاوناً وتنسيقاً على مستوى المنطقة وليس داخل الدولة فقط، وهو أمر لا يخص طيران الإمارات وحدها، لكنه محور اهتمام جميع شركات الطيران في المنطقة.

 

 

وفيما يلي نص الحوار:

تراجع أسعار النفط مؤخراً، كيف سيؤثر في عائدات الشركة؟

بالطبع هي أخبار سارة أن يتراجع سعر برميل النفط عن مستوياته التي استقر عليها طوال الفترة الماضية، والتي كانت فوق 110 دولار. إذا تراجع السعر إلى ما دون 90 دولاراً فإنها أخبار طيبة للصناعة، وستسهم في تحسين النتائج المالية للشركة مع نهاية العام الجاري.

هل تتوقع إذا استمرت الأسعار بالتراجع آثاراً إيجابية على الأداء المالي للناقلة؟

نحن كغيرنا نتأثر بأسعار الوقود، والتي تصل حالياً إلى 40 % من إجمالي نفقات الشركة، وإذا استمر التراجع فإن النتائج المالية للسنة الحالية ستكون أفضل بكثير، وخاصة إذا تراجعت الأسعار إلى معدلات 80 دولاراً أو حولها.

موقفكم من التحالفات التجارية لم يتغير، ألا تخشون تأثير مثل هذه التحالفات في عمليات وأسواق الشركة؟

هو موقف لن نتراجع عنه، وسنبقى خارج أي تحالف تجاري. التحالفات التجارية أثبتت أنها لا تخدم الصناعة، بدليل حالات الإفلاس والخسائر التي تتكبدها الكثير من الشركات داخل هذه التحالفات، والسبب يعود إلى ذلك الاختلاف الجغرافي وأنموذج العمل الذي تنفذ كل شركة، وما ينتج عن ذلك من تباين، وهذا ظهر في إفلاس الشركات اليابانية في الشرق، والأميركية في الغرب. لن تؤثر هذه التحالفات في عمليات طيران الإمارات، لقد بقينا خارج التحالفات أكثر من 20 عاماً، ونحقق المزيد من النمو والتوسع والكفاءة في كل عام، بعيداً عن أي تحالفات تجارية.

هل تنوي طيران الإمارات المزيد من التحوط؟

هناك كمية قليلة من التحوط لدينا، ولا نخطط لزيادتها حالياً، ولا نعتمد كثيراً على سياسة التحوط في الوقود.

من حيث التمويل، هل تواجه طيران الإمارات مشاكل في ذلك في ظل الأوضاع الحالية؟

لن نواجه تحديات أو مصاعب في التمويل، ذلك أن كل طلبياتنا لهذا العام ونصف طلبيات العام المقبل مغطاة مالياً بالكامل. ما زالنا ننهج استراتيجية التنوع في مصادر وموارد التمويل. نمتلك سيولة تقدر بـ 17.6 مليار درهم «4.8 مليارات دولار»، وهي تمكننا من الوفاء بجزء كبير من احتياجاتنا المالية.

هل تخطط الناقلة لمزيد من إصدار الصكوك؟

لدينا طلبيات مغطاة بالكامل حالياً، وإذا رأينا حاجة لإصدار صكوك أو سندات فهو خيار وارد لنا وحسب ظروف السوق.

الاتصالات مع بوينغ بشأن الطائرة الجديدة، أين وصلت؟

نحن على اتصال مستمر مع بوينغ فيما يتعلق بتصنيع الطائرة الجديدة بوينغ إكس أو تحسينات على البوينغ 777، وفي حال تلبية متطلبات الشركة تجاه هذه الطائرة فنحن جاهزون لصفقة جديدة.

في حال نجحت بوينغ في تلبية متطلبات الناقلة، كم هو عدد الطائرات التي تحتاجونها، لديكم طلبية تزيد على 230 طائرة، هل تحتاجون لمزيد من الطائرات؟

نعم نحتاج إلى طائرات جديدة لأننا خلال السنوات القليلة المقبلة سنبدأ في استبدال بعض الطائرات القديمة من طراز بوينغ 777، وإيرباص 330، وهذه أعدادها تتجاوز 100 طائرة، ما يعني أننا نحتاج إلى أكثر من 100 طائرة جديدة، لكن ليس دفعة واحدة، فعملية تجديد الأسطول متدرجة وعلى سنوات.

تأثيرات أزمة أوروبا على عمليات الشركة، من حيث أعداد المسافرين والعائدات؟

لم نلمس أي أثر حتى الآن للأزمة في أوروبا على عملياتنا من وإلى أوروبا، وهناك نسبة نمو كبيرة من السوق اليوناني، وهي الدولة التي تعاني اقتصادياً أكثر من غيرها. لدينا شبكة وجهات متنوعة في القارة الأوروبية، ونحن مستمرون في التوسع هناك طالما لدينا حقوق طيران.

لجأت الكثير من شركات الطيران مؤخراً إلى التقليل من مستوى الخدمات للركاب، اقتربت من الاقتصادية، على النقيض نرى طيران الإمارات تعلن عن تطوير الأنظمة الترفيهية؟ على ماذا تراهنون في ذلك؟

ما زالنا نراهن على ولاء المسافرين، ونثق في المنتجات والخدمات التي نقدمها للمسافرين، ولن نغير من نموذج العمل الذي رسخناه منذ فترة طويلة، وهو الارتقاء بالخدمات وجودتها على جميع المستويات.

أين ترى التحديات المقبلة للناقلة، هل هي إيجاد أسواق جديدة، أم أسعار النفط، أم الأزمة الاقتصادية في أوروبا؟

بلا شك تبقى أسعار النفط المرتفعة هي التحدي الأكبر الذي يواجه شركات الطيران، ومن ثم تأتي الأوضاع الاقتصادية الحالية وإيجاد أسواق جديدة للنمو والتوسع والحصول على المزيد من حقوق الطيران.

استمرار ازدحام أجواء مطار دبي ألا تعتقد أنه سيؤثر في الناقلة بشكل عام؟ رغم الجهود الحكومية التي تبذل حالياً؟

هناك جهود حكومية مكثفة، واهتمام على أعلى المستويات بهذا الموضوع، وقد استعانت الدولة بخبراء عالميين لوضع حلول عملية للتغلب على مشكلة ازدحام الأجواء، كما أن الأمر يتطلب أيضاً التعاون والتنسيق مع الدول الأخرى التي لديها أيضاً ناقلات تتوسع، كما هو الحال في طيران الإمارات. الأمر يحتاج إلى اتفاقيات على مستوى المنطقة إذا أردنا تعزيز مستويات النمو الحالية، وهي الطريقة الوحيدة والناجعة للتغلب على ازدحام الأجواء.

كثر الحديث مؤخراً عن حاجة الناقلة إلى الانتقال إلى مطار آل مكتوم، هل من جديد في ذلك؟ ألا يؤثر ذلك في رحلات الربط للناقلة؟

لقد استثمرنا كثيراً في مطار دبي الدولي، وأعتقد أن التوسعات الجارية تكفي الناقلة حالياً، والانتقال إلى مطار آل مكتوم لن يكون قبل مرور 10 إلى 15 عاماً، عندما تصل الطاقة الاستيعابية لمطار دبي إلى مستوياتها النهائية، مع وجود رغبة من شركات طيران عالمية بالعمل من دبي. نتوقع البدء بنقل عمليات الشحن الجوي قبل المسافرين، لكن ذلك ليس في المستقبل القريب. هناك شركات بدأت فعلياً في العمل، وهي شركات الشحن الجوي، والطيران الخاص سيباشر أعماله انطلاقاً من المطار الجديد. وما زلنا في مرحلة مبكرة من التفكير في الانتقال هناك، حيث ما زالت الأعمال الإنشائية لمرافق المطار يجري تنفيذها، وهي تحتاج أيضاً إلى سنوات.

تواجهون منافسة من ناقلات المنطقة، شراء شركات جديدة ألا يؤثر ذلك في الناقلة على المدى البعيد؟

لدينا أسواقنا، والمنافسة لا تخيفنا، ومن الطبيعي العمل وفق أجواء المنافسة، والدولة تبنت سياسة الأجواء المفتوحة، وهي تعني العمل في بيئة تنافسية يستفيد منها الجميع، وهذه السياسة طبقتها الدولة منذ عشرات السنين.

تحدثتم مؤخراً عن بدء طيران الإمارات في مرحلة الربط بين الأسواق أو الوجهات، كيف يتم ذلك؟

لدينا وجهات في أميركا الشمالية والجنوبية، وأخرى في آسيا وأوروبا، وخلال السنوات الثلاثة المقبلة سنربط هذه المحطات عبر مطار دبي الذي سيصبح واحداً من أكبر مراكز الطيران في العالم، خصوصاً أنه يوفر حالياً رحلات إلى أكثر من 210 وجهات، وهي خدمة قد لا تتوفر في أي مطار في العالم.

أين ترى تركيز طيران الإمارات خلال الأعوام المقبلة، في أي الأسواق؟

نركز حالياً على التوسع في آسيا، فهي تحمل مركز الثقل الاقتصادي والنمو المتسارع، ونسعى إلى فتح المزيد من الوجهات في هذه الدول حالما نحصل على حقوق طيران فيها. لكن ذلك لا يعني توقفنا عن التوسع في أسواق أخرى مثل أوروبا والأميركتين.

 

خطط طويلة الأمد

 

قال كلارك إنه، ولضمان التوسع والنمو، فإن الناقلة تحتاج إلى الطائرات الجديدة، ولديها حالياً طلبيات تزيد على 230 طائرة. لكن كلارك أشار في نفس الوقت إلى الحاجة إلى القرار الحكومي لدخول الأسواق الجديدة أو التوسع في الأسواق الحالية، وهي قضية تبرز دوماً عند افتتاح أي خط جديد. ولدى طيران الإمارات خطط تمتد لفترة من 10 إلى 20 سنة حول طبيعة النمو، وأين تتجه خلال هذه السنوات، وما يتغير فيها فقط هو توقيت تسيير الرحلات وفقاً للظروف الاقتصادية وتوفر الطائرات.

وأشار كلارك إلى أن الناقلة تخدم وتستثمر في الأسواق التي ترى فيها طلباً قوياً على رحلاتها، أو التي تعتقد أنها ستوجد طلباً جيداً فيها. وقال إن ربط المدن الثانوية أو الصغيرة غير المخدومة من قبل الناقلات التجارية كان أحد النجاحات التي حققتها طيران الإمارات خلال السنوات الماضية، وهناك أمثلة عديدة على ذلك في مدن آسيوية وأوروبية وأسترالية وجدت فيها الناقلة فجوات في الطلب، واستطاعت تلبيتها بنجاح.

 وقال كلارك إن نجاح الناقلة يرتكز على نجاح الدولة في تبني سياسة الأجواء المفتوحة وحرية السوق، وهي سياسة وفرت للإمارات نمواً كبيراً في قطاع الطيران المدني، ومزايا اقتصادية كبيرة بفضل رؤية حكومية ثاقبة، استفادت منها شركات الطيران المحلية والإقليمية، كما أنها تصب في خدمة المسافرين، وتوفر لهم خيارات متنوعة للسفر والتنقل.

Email