مدير استراتيجية الوقود الحيوي في بوينغ:

شهور قليلة لاستخدام الوقود الحيوي تجارياً على مستوى العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد دارين مورغان مدير استراتيجية الوقود الحيوي في شركة بوينغ العالمية أن استخدام الوقود الحيوي على المستوى التجاري عالميا بات قريبا ولا يحتاج سوى شهور عدة في ظل التطورات المتسارعة للبحث عن بدائل للوقود الحالي تحد من الانبعاثات.

وقال مورغان في حوار مع «البيان الاقتصادي» إن المشروع الأخير الذي أطلقته «مصدر» بالتعاون مع بوينج وشركة الاتحاد للطيران سيمكن الدولة من توفير الوقود الحيوي المستخرج من مياه البحار ويعطي خيارات واسعة ونظيفة في مجال الوقود كما انه سيعزز من جهود الدولة في مجال الطاقة النظيفة خصوصا مع وجود ناقلة عالمية من الاتحاد للطيران والتي ستبدأ باستخدامه على متن رحلاتها عند الانتهاء من إنتاجه وتوفيره.

وأضاف أن العالم عموما وقطاع الطيران خاصة يتحرك بشكل جيد نحو توفير الوقود الحيوي وعلى نحو تجاري لكن يتبقى التغلب على بعض التحديات التقنية والحصول على الشهادات والاعتمادات الدولية الخاصة بهذا المشروع الاستراتيجي الذي يهم العالم أجمع.

وأشار إلى أن هناك رحلات تجارية بدأت بها بعض شركات الطيران باستخدام الوقود الحيوي حيث يمكن استخدامه إما ممزوجا بالوقود العادي مشيرا إلى أن استخدام هذا النوع من الوقود لن يتطلب أي إضافة أو تقنيات جديدة على الطائرات التجارية أو محركاتها.

وفيما يلي نص الحوار

القطاع يتحدث عن الوقود الحيوي ؟ أين وصلت التطورات في هذا المجال؟

العالم وقطاع الطيران خاصة يتحرك بشكل جيد على هذا الصعيد. هناك اهتمام عالمي بهذه القضية لعدة أسباب لعل أبرزها البحث عن مصدر للطاقة النظيفة والتغلب على حجم انبعاثات الكربون التي تؤرق صناعة الطيران المدني. قبل ‬4 أو ‬5 سنوات كنا نتحدث عن فرضيات وجوانب نظرية واليوم نتحرك عمليا وهناك رحلات طيران تجارية بدأت باستخدام الوقود الحيوي وهذه تطورات مذهلة.

هناك شركات طيران ومؤسسات تجارية أخرى بدأت لكن ما زالت مجرد اختبارات أو رحلات اختبارية؟ كيف تنظرون إلى هذه التطورات؟

أي تقنية جديدة تحتاج إلى مزيد من الوقت ومزيد من الاختبارات حتى تعطي النتائج المرجوة وبالفعل هناك شركات طيران دشنت رحلات تجارية تعمل بالوقود الحيوي هناك مشاريع عملية تم إطلاقها خلال السنوات الماضية في هذا الاتجاه وجميعها تصب في صالح تعزيز استخدام هذا النوع من الوقود.

ماذا عن أحدث مشاريعكم داخل الإمارات؟

يعد مشروع مصدر بالتعاون مع بوينغ والاتحاد للطيران ابرز هذه المشاريع وهو الأول من نوعه داخل الدولة. يتمثل المشروع في نظام الزراعة المتكامل بمياه البحر حيث يتم ضخ المياه من البحر عبر قنوات يتواجد فيها نظام تربية أحياء مائية ينتج السمك والمحار الأمر الذي يخضع لإجراءاتٍ رقابيةٍ صارمة. وتحتوي هذه المياه على كميةٍ كبيرة من المواد المغذية الأمر الذي يسمح في استخدامها لري وتخصيب المروج والنباتات الملحية مثل أشجار القرم ونباتات الساليكورنيا ليتم حصد هذه النباتات وعصرها للحصول على الزيوت. وبعد ذلك يمكن تحويل هذه الزيوت إلى وقود حيوي في الوقت الذي يتم فيه استخدام ما يتبقى من هذه النباتات كموادٍ غذائية لتربية الأحياء المائية وكعلف للحيوانات.

ما هي أهمية هذا المشروع؟

يستطيع هذا النظام الشامل والمتكامل أن يقدم فوائد اقتصادية وبيئية واجتماعية كبيرة للمناطق التي يمكن أن يتم فيها تنمية النباتات الملحية وحصدها وتحويلها إلى وقود حيوي يمكن استخدامه تجاريا وعلى نطاق واسع. ولأن النباتات الملحية تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون خلال فترة نموها فإنها تعتبر وقوداً أكثر استدامة من أنواع الوقود المستخدمة في الطيران التجاري وغيرها من القطاعات الصناعية. وهناك تجارب مماثلة في أراضٍ قاحلة ينعدم فيها التنوع الحيوي وتندر فيها المياه العذبة مثل أريتريا وشرق أفريقيا وباهيا كينو وسونورا والمكسيك كما انه سيحاول زيادة التطبيقات التجارية لهذا النوع من الوقود الحيوي.

متى تتوقعون بدء استخدام هذا النوع تجارياً هل هي عام ‬2015 كما قالت بوينج سابقا؟ وليس في رحلات اختبار؟

مع تسارع الخطوات العملية والتجارب فإننا نتوقع استخدام الوقود الحيوي تجاريا وعلى مستوى العالم في غضون الشهور القليلة المقبلة وهناك عملية مستمرة من الاختبارات والتطوير إضافة إلى سلسلة من الإجراءات الفنية والاعتمادات والتي يتوجب الحصول عليها قبل الاستخدام الواسع والتجاري لهذا النوع الجديد من الوقود النظيف.

هل تتوقعون ان يتخلى القطاع بالكامل عن الوقود الحالي- متى يصبح حقيقة واقعة على الأرض؟

في حال استمرار التوسع في استخدامه واستمرار التجارب والاختبارات اللازمة ووجود الرغبة في الابتكار والتطوير فإننا نتوقع في المستقبل تخلي صناعة الطيران المدني عن الوقود الحالي كما أن إدخال التقنيات الحديثة يعني تحويله إلى وقود رخيص وأكثر جدوى في الاستخدامات التجارية خصوصا أن قطاع الطيران يواجه تحديات فيما يتعلق بتقلب أسعار النفط وبالتالي يساعد شركات الطيران على ضبط نفقاتها. كما انه لا يتطلب أي تغيير على الطائرات التجارية أو المحركات التي تعمل فيها.

ما هي التحديات الحالية أو المستقبلية التي تواجه استخدام الوقود الحيوي؟

بلا شك فان تحويله إلى وقود رخيص وذات جدوى اقتصادية يعد من ابرز تحديات استخدام الوقود الحيوي داعيا إلى المزيد من البحث عن التقنيات الجديدة والابتكار للوصول إلى هذا الهدف وتعزيز مشاركة القطاعين العام والخاص فضلا عن استمرار الدعم الحكومي في المراحل الأولى.

هل شركات الطيران قادرة لوحدها على هذا التحدي الجديد ؟ أم أنها تحتاج فعلا إلى دعم حكومي معين؟

بالطبع لا. مثل هذا الوقود الجديد لا بد أن يتم بدعم مالي وفني من الحكومات والتزام من جميع الأطراف بالبحث عن الحلول التي تكفل توفير الطاقة النظيفة خصوصا أن مقوماتها الأساسية من النباتات ومياه البحار متوفرة في كثير من دول العالم ولا تحتاج سوى الالتزام الحكومي بتطويرها والرغبة في الابتكار.

ألا يؤثر استخدام هذا النوع من الوقود على كميات الغذاء فعليا ؟ هناك جدل بين المؤيدين والمعارضين؟

هناك العديد من مصادر الوقود الحيوي ولا يقتصر استخراجه على النباتات التي يستفيد منها الإنسان. هناك مثلا مياه البحار والتي يمكن استخراج الوقود الحيوي منها وهو المشروع الكبير الذي أعلنته مصدر مؤخرا بالتعاون مع بوينج والاتحاد للطيران والذي يشكل تطورا هاما على صعيد جهود الدولة في الريادة في مجال الطاقة النظيفة خصوصا في ظل وجود ناقلة عالمية مثل الاتحاد للطيران. ثم ان توفير طاقة نظيفة لأجيال المستقبل تستحق الكثير من الجهود والتقنية كفيلة بتوفير هذه الخيارات الحيوية.

البعض يرى أن قطاع الطيران لا يسهم إلا بنحو ‬3 ٪ - فلماذا هذه الضجة على الصناعة ؟ ما رأيكم؟

هذا جزء من توجه العالم نحو البحث عن بدائل للطاقة الحالية وتقليل نسب انبعاثات الكربون وصناعة الطيران جزء من هذا العالم وبما أن ركائز هذه الطاقة متوفرة في الكون وتحتاج إلى زيادة في الجهد، فلماذا لا يتم العمل بذلك وتوفير المناخ الملائم لهذه الثورة الجديدة.

ماذا عن التكلفة وهل هناك جدوى اقتصادية من استخدام هذا النوع من الوقود؟

العمل المستمر والتقنية والبحث عن الابتكار كفيلة بتحويل الوقود الحيوي إلى وقود نظيف وآمن وذي جدوى اقتصادية لصناعة الطيران المدني وبما يضمن حماية للقطاع من تقلبات أسعار النفط الحالية ارتفاعا وانخفاضا. أتوقع أن يصبح هذا الوقود أكثر جدوى خلال السنوات الخمس المقبلة مع استمرار الجهود العالمية في هذا المجال وتبني طرق ذكية لتحويله وقودا فاعلا بأسعار مقبولة فضلا عن ملاءمته للبيئة.

هناك تقارير تشير إلى حجم القطاع قد يصل إلى ‬230 مليار دولار ويخلق أكثر من ‬800 ألف فرصة عمل؟

لا تتوفر لدي مثل هذه الأرقام لكن التطور المستمر والتقنية كفيلة بتحقيق هذه الأرقام وأي تقنية جديدة يمكن أن توفر المزيد من فرص العمل.

من المعروف أن الولايات المتحدة تمتلك اكبر احتياطي في العالم في مجال الوقود الحيوي، هل هناك استعداد حكومي وشعبي لاستخدام هذا الاحتياطي؟

نعم هناك التزام حكومي لتعزيز التوجه نحو الوقود الحيوي وهناك دعم من قبل مجلسي الشيوخ والنواب. هناك مشاريع عديدة تمت داخل الولايات المتحدة تتعلق بقطاع الطيران سواء المدني أو العسكري بما فيها رحلات اختبار تم فيها استخدام الوقود الحيوي.

Email