1.3 مليار دولار سوق الطباعة ثلاثية الأبعاد في المنطقة
مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا
دبي هي إحدى المدن القلائل في العالم التي يصعب فيها على المرء مواكبة مبادرات حكومتها الرشيدة، فلا يكاد يمر أسبوع إلا ويفاجئنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمبادرة جديدة، فيسارع الجميع باهتمام شديد لمعرفة تفاصيلها والتفكير بما حققته وتحققه هذه الإمارة الطموحة، والاستعداد للانتقال بخطوات ثابتة نحو المستقبل الذي ترسمه تلك المبادرات.
فبعد أقل من شهر من إطلاق استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تهدف إلى تحسين نوعية حياة سكان الإمارة، وتقليص التكلفة والحفاظ على الموارد، وتقديم نموذج جديد في فن تنمية المجتمعات.
افتتحت دبي الأسبوع الماضي في حرم أبراج الإمارات بدبي أول مبنى مطبوع ومعد للاستخدام بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على مستوى العالم والذي يشكل المبنى المؤقت لمؤسسة دبي للمستقبل، لتجسّد الإمارة من جديد رؤية سمّوه حين قال: “التاريخ لا يحفر في ذاكرته الخطط، بقدر ما يحفر الإنجازات على أرض الواقع”.
ويتوقع تقرير ’شركة البيانات العالمية‘ (IDC)، أن تصل قيمة سوق الطباعة ثلاثية الأبعاد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إلى 1.3 مليار دولار بحلول عام 2019.
وتوفر الطباعة ثلاثية الأبعاد إمكانات نمو كبيرة لكامل منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا مع استقطابها بالفعل لمستويات اهتمام مرتفعة من قبل الشركات المصنعة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تسعى لتوظيف تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد.
ومن بين القطاعات التي تتطلع لتبني تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد تبرز قطاعات السيارات والطيران ومزودي اللوازم الطبية والشركات المصنعة للإلكترونيات والشركات المصنعة للأدوات والمكونات.
وفي تصريح خاص للبيان الاقتصادي يؤكد أشيش بنجابي، المدير التنفيذي للعمليات لدى “جاكيس لحلول الأعمال”، الموزعون الحصريون للطابعات ثلاثية الابعاد العالمية في الشرق الأوسط إن دبي تحتل المراكز الأولى في قيادة الابتكار في المنطقة، وأن افتتاح اول مبنى مطبوع في العالم يعتبر تأكيدَا واضحا على رؤية امارة دبي لأهمية هذه التكنولوجيا المستقبلية للطباعة ثلاثية الابعاد.
وتوقع بنجابي أن تشهد السوق نمواً استثنائياً على مدى السنوات القليلة القادمة مع تحسن المواد والتطبيقات والتقنيات المستخدمة. كما أنها ستصبح أرخص وأسرع وأكثر تنوعاً.
استخدامات
وأضاف: “تستخدم الطباعة ثلاثية الابعاد بشكل كبير في قطاع الانشاءات اقليمياً، ويمكن استعمالها في مجالات عدة أهمها صناعة الأطراف الاصطناعية، والروبوتات، بحوث الطيران وخدمات التصنيع والنقل اللوجستي الخاصة في قطاع التجزئة.
وسوف تكون في نهاية المطاف واحدة من تلك التقنيات التي تعبر كل جانب من جوانب الحياة. وانطلاقا من دورنا الرائد في توريد الطابعات ثلاثية الابعاد ومستلزماتها، نحن متحمسون جدا لنكون جزء من قصة نجاح دبي وشركاء في مساهمتها لتحتل المركز الأول في استخدام الطابعات ثلاثية الابعاد ومستلزماتها”.
حجم السوق
وحول حجم سوق الطباعة ثلاثية الأبعاد في العالم، قال بنجابي: “مع نموها وفق معدل نمو سنوي مركب تبلغ نسبته حوالي 25%، ستبلغ قيمة السوق العالمية للطباعة ثلاثية الأبعاد 17.2 مليار دولار بحلول عام 2020، وذلك وفقاً لدراسة جديدة أصدرتها شركة استشارات السوق ’أيه تي كيرني‘.
ووفقاً لتلك الدراسة، من المتوقع أن تشهد القطاعات الأخرى المرتبطة بالطباعة ثلاثية الابعاد مثل قطاع المجوهرات نمواً بواقع 30-35% على مدى السنوات الـ 15 القادمة، متبوعاً بقطاع الطاقة الذي ينمو وفق معدل نمو سنوي مركب من 25-30%. ومن ناحية أخرى، تتصدر قطاعات الطيران والسيارات والصناعة قائمة أبطأ القطاعات نمواً”.
مخرجات الطباعة
في حين يشهد قطاع الطباعة ثلاثية الأبعاد مستويات نمو مذهلة، تقتصر المخرجات على البلاستيك الحيوي PLA (بولي لاكتيك أسيد) والأسلاك الرفيعة والورق وبلاستيك ABS (أكريلونيتريل البيوتاديين الستايرين) والتي تفتقر جميعها لخصائص القوة.
وعلى مدى السنوات، تتطور تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد لتسمح بطباعة نماذج أولية تؤدي الغرض المطلوب منها بصورة فعلية مع مستوىً أعلى من القوة وتحسن الأداء الوظيفي باستخدام مواد مثل الكيفلار وألياف الكربون والنايلون والألياف الزجاجية وغيرها الكثير.