قصة نجاح

الحنين يدفع مايكل ديل لشراء شركته

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قرر مايكل ديل مؤخراً عدم التخلي عن أسطورته الشخصية مستحوذاً على شركته التي أسسها وقادها منذ مطلع الثمانينات من القرن العشرين، لأنه لم يستطع رؤيتها تنهار أمام عينيه وسط سوق عالمية متغيرة ومنافسة، فدفع قيمة كامل أسهم الشركة البالغة 24 مليار دولار، التي تساوي نصف إجمالي ثروته تقريبا، لتتحول إلى شركة خاصة ليشطب سهم شركة ديل من قائمة الشركات المدرجة في بورصة ناسداك الأميركية.

كان مايكل ديل يحاول إعادة شراء شركته وخصخصتها منذ فبراير 2013 لكنه واجه معارضة شديدة من حملة الأسهم.

إلا أن الشركة عانت على مدى سنوات من تراجع المبيعات، ما أثر بشكل كبير في سعر السهم في السوق. وبالتالي رأى مايكل ديل أن إعادة شراء الشركة سيكون أفضل خيار للتحول من شركة تصنع حواسب شخصية إلى شركة تبيع هواتف والأجهزة المحمولة.

من هو

يرى بعض المراقبين أن قرار مايكل ديل بشراء أسهم شركته المتراجعة ينطوي على الكثير من العاطفة، سيما ان اسمها يرتبط مباشرة باسمه، أو لأن عقدة الحنين إلى ماضيه العريق تجعل من هذه الصفقة الخاسرة ماليا رابحة معنويا.

فهو من بدأ العمل في سن الثالثة عشرة من منزل والديه كمقر لجمع الطوابع البريدية ليحقق ربحا بقيمة 2000 دولار، وفي عامه الـ 15 قام بفك جهازه إلى قطع صغيرة وأعاد تجميعه مرة أخرى، ثم احترف بيع اشتراكات الجرائد وعمل ذلك معتمداً على المتزوجين حديثاً، وجمع ما يقرب من الـ 18 ألف دولار فتمكن مش شراء أول سيارة بي إم دبليو وهو في سن الـ 18.

وبدء شركته الناشئة عن طريق مبلغ من المال حصل عليه من جديه، واستهدف مايكل في البداية أصدقاء الجامعة الذين يحلمون بامتلاك حاسوب يتناسب مع إمكانيتهم المادية.

وفي 1985 تمكنت شركته من إطلاق أول حاسب خاص بها "تيربو بي سي" وكان معالج أنتل بسرعة 8 ميجا وركزت الدعاية على المجلات التقنية والبيع المباشر، وتميز هذا المنتج عن غيره بالمرونة عن طريق تجميع الأجهزة حسب مطالبات العميل عن طريق أكثر من خيار، ما أدى إلى توفير الكثير من المال لكي يصبح من أرخص الأجهزة الموجودة في وقته، وكانت شركة "بى سيز" المحدودة أول شركة تنجح في هذا النوع من البيع.

وفي عام 1987 كان عائد الشركة 6 ملايين دولار، وفي 1988 غير مايكل اسم الشركة إلى شركة Dell المعروفة الآن، وفي عام 1992 وضعت مجلة فورتشن شركة دل في أكبر 500 شركة حواسب، وفى 1996 تم فتح المتجر الإلكتروني والبيع عن طريق الانترنت، وفي 1999 تخطت شركة دلّ غريمها التقليدي Compaq في المبيعات والتصنيف العالمي.

وفي عام 2003 وافق مساهمو شركة دل على تغيير الاسم ليتمكنوا من الدخول في مجالات أخرى غير الحواسب وفي عام 2004 بدأت دل في دخول مجال الشاشات المسطحة والحواسب والكاميرات ومشغلات الموسيقى.

وجاء ترتيب مايكل ديل كرابع أغنى رجل في أمريكا مما يجعل ترتيبه ال 18 في رجال العالم، كما أن عائدات شركة دل بلغت حوالي 40 مليار دولار، ولديها أكثر من 40 ألف موظف وله فروع في أكثر من 170 دولة ومقدار مبيعات الشركة 300 مليون دولار يوميا.

النشأة

ولد مايكل في مدينة هيوستن، تكساس في فبراير 1965 وهو الثاني في ترتيبه بين اخوته. اهتم ديل منذ طفولته بالحواسيب. حيث اشترى حاسوبه الأول من نوع أبل 2. وقام بعدها بسنتين بالتغيب عن المدرسة أسبوعا كاملا ليحضر مؤتمرا حول الحواسيب.

بداية الشركة

التحق ديل بجامعة تكساس وبدأ ببيع الحواسيب وملحقاتها في عنبر الطلاب. إلا أنه ومع نهاية العام الدراسي انتقل إلى شقة مملوكة. وقد توقف ديل عن الدراسة في عام 1984 وإنشاء شركته ديل كومبيوتر برأس مال لم يتجاوز الألف دولار.

وقد كانت شركته تبيع الأجهزة مباشرة للعملاء متجاوزة الوسطاء. وقد كانت تلك الفكرة مبتكرة حينها.

وبعدها بعامين قدم ديل حاسوبا سرعته 12 ميغاهرتز وذلك في معرض كومديكس وكان سعر الجهاز 1.995 دولار.

وبعد أربع سنوات من إنشاء الشركة 1988 بدأت ديل التعامل مع زبائن كبار منها شركات حكومية. وقد تمكن ديل من تحصيل ما يقارب الـ 30 مليون دولار بعد أن عرض شركته للاكتتاب الدولي العام.

وفي عام 2003 تم اختيار الشركة ضمن أكثر 10 شركات تستحوذ على ثقة المستهلكين من قبل شركة وول ستريت. وفي عام 1987 أصبحت ديل أول شركة تقدم خدمة المنتجات على شبكة الإنترنت.

وبدأت ديل تتوسع عالميا بافتتاحها لفرعها الأول في المملكة المتحدة. وكانت ديل تقدم التقنية بشكل أسرع من الشركات الأخرى والتي كانت تخطط ببطء وتوزع منتجاتها عبر قنوات غير مباشرة.

وأما في مجال الأجهزة الدفترية فقد طرحت ديل أول أجهزتها الدفترية في عام 1991. وفي عام 1997 قامت الشركة بشحن 10 ملايين جهاز حول العالم.

تأليف ومناصب

ألف مايكل كتابه بعنوان (مباشرة من ديل: الاستراتيجيات التي أحدثت طفرة في صناعة ما)، وقد بدأت طباعته في عام 1999 وصنف ضمن أكثر الكتب مبيعا، وقد حكى في هذا الكتاب قصة شركته والاستراتيجيات التي ابتكرها.

وقد عين ديل كمسؤول الإنترنت في المنتدى الاقتصادي العالمي. وكذلك يعمل في اللجنة التنفيذية للجنة الأعمال العالمية وعضوا في مجلس الأعمال الأمريكي.

كما أنه يشغل منصب رئيس مشروع سياسة أنظمة الكومبيوتر. ويعمل بمجلس المستشارين للرئيس الأميركي للعلوم والتقنية وبمجلس أدارة الأعمال الهندية.

وقد تخلى ديل عام 2004 عن منصبه كمسؤول تنفيذي لشركة أبل ليحل محله كيفن رولينز ولكنه بقي محتفظا بمنصب الرئيس. واليوم تبلغ ثروته نحو 50 مليار دولار. ومن بين 691 مليارديراً حول العالم هناك فقط 20 شخصا تقل أعمارهم عن الـ 40 عاما. ديل هو أصغر هؤلاء.

 

العودة إلى الأصل

 

اشتعلت النار في التسعينات ببعض حواسيب ديل النقالة بسبب أعطال فنية، وفي عام 2001، اضطرت الشركة لخفض العمالة لتتعافى من تراجع المبيعات، وفي خطوة مفاجئة، وبعد تنحيه عن قيادة شركة ديل عام 2004، عاد مايكل لقيادة شركته عام 2007، تحت ضغط الخسائر الكبيرة التي ألمت بشركته.

 فالهدف الرئيسي الذي تسعى من أجل تحقيقه يتلخص في الجملة التالية وهي: (مهمتنا أن تصبح شركة ديل هي الشركة الأكثر نجاحًا على مستوى العالم، في مجال الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات).

Email