الرئيس والمدير التنفيذي لعمليات «جنرال موتورز» في المنطقة لـ«البيان»:

«جنرال موتورز»: دبي تفتح آفاقاً جديدة حول مستقبل التنقل عالمياً

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد لؤي الشرفاء، الرئيس والمدير التنفيذي لعمليات «جنرال موتورز» في أفريقيا والشرق الأوسط، أن دبي تفتح آفاقاً جديدة حول مستقبل التنقل عالمياً، منوّهاً بأن إنطلاق المعرض العالمي «إكسبو 2020 دبي» فيها سوف يدفع نحو مزيد من النقاش حول آفاق هذا القطاع. وقال الشرفاء، في حوار مع «البيان»: «نقدّر كثيراً ونثني على الرؤية المستقبلية التي تتمتّع بها حكومة دبي، والتي تتعزّز عبر إقامة «إكسبو 2020 دبي» بالارتكاز على أسس مهمّة تتمثّل بالتنقّل والاستدامة والفرص الواعدة». 

وقال الشرفاء: «سوف يدفع موضوع التنقّل بشكل خاص نحو مزيد من النقاش حول مستقبل هذا القطاع، خصوصاً وأن «إكسبو 2020 دبي» بحدّ ذاته يشكّل منصّة للخبراء ضمن هذا المجال لمشارَكة أفضل الممارسات وأبرز ما تم تعلُّمه، إلى جانب الاتفاق على التغييرات الأساسية التي يجب تنفيذها ضمن قطاعات العمل. ومن جهتنا، نؤكّد أن هذه الأسس تتوافق تماماً مع جهودنا المستمرّة في مجال المركبات الكهربائية (EV)، حيث نهدف للتعامل مع العديد من المسائل المتعلّقة بالطرقات، بدءاً من تخفيض البصمة الكربونية، وصولاً إلى جعل طرقاتنا أكثر أماناً وأقل ازدحاماً.

وأضاف: «عندما يتعلّق الأمر بالقيادة الذاتية، فإن الإمارات تُعدّ أيضاً رائدة هذا التوجّه على الصعيد الإقليمي عبر السعي لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بجعل 25% من سُبل التنقّل في دبي ذكية ومستدامة ودون سائق بحلول عام 2030. وضمن هذا السياق، يسرّنا جلب «كروز» بالتعاون مع «هيئة الطرق والمواصلات» إلى دبي، وهي عبارة عن أسطول من مركبات التاكسي الآلية التي قمنا بتصميمها، التي تحصل على الطاقة من نظام بطارية (Ultium) لدينا. وسوف تنطلق «كروز» على الطرقات ابتداءً من 2023، وهو ما يشكّل إعلاناً لبداية عصر جديد للنقل العام في هذه المنطقة.

أداء 2021

وحول أداء قطاع السيارات في الإمارات بشكل عام خلال 2021، قال الشرفاء: «بينما شهدت 2020 الكثير من عدم الاستقرار والوضوح، إلا أن 2021 أظهرت أنها واعدة جداً، خصوصاً وأن قطاع السيارات كان سريعاً في التكيّف مع المتغيّرات العديدة التي برزت جرّاء بعض التبدّلات في سلوك العملاء. ونحن في «جنرال موتورز» يمكننا مقاربة التزاماتنا المرتبطة بالاستدامة من موقع القوّة، وقد ظهر هذا عبر أرباحنا للفصل الثاني مع تسجيل عائدات دولية بمقدار 34.2 مليار دولار. لقد قمنا أيضاً بزيادة استثماراتنا في مجالَي التنقّل الكهربائي والقيادة الذاتية حتى 35 مليار دولار بين 2020 و2025، مضيفين بذلك 8 مليارات دولار بهدف تسريع مهمّتنا».

وتابع: «كإثبات آخر على موقعنا القوي في السوق، نشير إلى نمو المبيعات بنسبة 17% ضمن مجال عملنا الأساسي من المركبات خلال النصف الأول من هذا العام بالمقارَنة مع 2020. لقد أدّى هذا إلى تحقيقنا لأعلى مبيعات فصلية منذ 2018 خلال النصف الأول من السنة، وتحسين الحصّة السوقية بشكل مستمر بالاعتماد على النمو المضاعَف الذي شهدناه خلال النصف الأول من العام».

تغيّرات

وفيما يتعلق بمستقبل القطاع في 2022، قال الشرفاء: «نمر في مرحلة تشهد الكثير من التغيّرات ضمن مجمل قطاع أعمالنا، وتتميّز «جنرال موتورز» بكونها تقود هذا التغيير، وذلك بالارتكاز على عناصر أساسية تتمثّل بالتنقّل المستقبلي والالتزام بالاستدامة. وتتمحور رؤيتنا حول الوصول إلى مستقبل بصفر حوادث وصفر انبعاثات وصفر ازدحام مروري، مما يجعل كوكبنا ينعم بمزيد من الأمان والنظافة. وعلى الصعيد الدولي، نحن ملتزمون بإطلاق 30 مركبة كهربائية جديدة بحلول سنة 2025، وكثير منها سيأتي إلى الشرق الأوسط. وبدءاً من «شفروليه بولت EV» الكهربائية، مروراً بمركبة «جي إم سي هامر EV» الكهربائية التي سيجري إطلاقها في 2022، وصولاً إلى «كاديلاك ليريك» التي ستتوفر في 2023، سيكون لدينا مركبة كهربائية للجميع، وضمن كافة الفئات وبمختلف الأسعار».

وأكمل: «هذا الأمر متاح بفضل نظام بطارية (Ultium) من «جنرال موتورز»، الذي يحوي بطارية قياسية مع مجموعة مكوّنات لوحدة الدفع، وهو يتميّز بالمرونة الكافية التي تمكّن صنع مجموعة واسعة من الشاحنات والمركبات الرياضية متعدّدة الاستعمالات (SUV) ومركبات الكروس أوفر والسيارات والمركبات التجارية، وكل منها يتمتّع بمعايير استثنائية من ناحية التصميم والأداء ومدى القيادة والسعر المعقول».

واستطرد قائلاً: «إلى جانب تعزيز التعاون الوثيق بهدف المضي في تحقيق الأهداف المتعلّقة بالبنى التحتية، نحن نعمل مع شركائنا على كل المستويات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، ونعتمد أحدث التقنيات المتطوّرة، مثل خدمة «أونستار» للاتصال والأمن داخل المركبة، كما تجدر الإشارة إلى التغيير الذي طرأ في قطاع أعمالنا على تجربة بحث الناس عن السيارات وشرائهم لها، إذ إن الجائحة ساعدت في تسريع التحوّل الرقمي ضمن مجمل عملية شراء السيارة. فقد أصبحت الآن مجموعة من العناصر - مثل مقاطع الفيديو التي تضم مراجعة للمنتجات، وصالات العرض الرقمية، وتجارب القيادة الافتراضية واللقاءات عبر برامج الفيديو – تساعد في تحسين تجربة التسوّق الافتراضية، وبالتالي قمنا خلال 2020 بإطلاق منصّتنا الإلكترونية «تسوّق. انقر. انطلق». وتتميّز التقنية الرقمية بكونها تتيح التفاعل بغضّ النظر عن الموقع، وهي بذلك تتخطّى مزايا منصّات التجارة الإلكترونية العادية لتعيد تصوُّراً كاملاً لرحلة العميل، بدءاً من إعلامه بالخيارات والعروض، مروراً بالمساعدة في اتخاذ القرار، وصولاً إلى إتمام عملية الشراء والتوصيل. وبالنظر للمستقبل، فإننا سنتابع الارتقاء بتوجّهنا الفعّال والمبتكَر ضمن هذا المجال للتعامل بكفاءة مطلَقة مع هذا الخيار الجديد والمفضَّل لمبيعات التجزئة».

نمط فكري

وحول التغييرات التي يتوجّب القيام بها في مكان العمل للحصول على قوّة عمل متنوّعة، قال الشرفاء: «يُعتبَر قطاع السيارات في الأساس بأنه عالم يسيطر عليه الرجال بالإجمال، وبالأخص في المراكز القيادية ولدى الوكلاء. لكننا نعي الحاجة لتغيير هذا النمط الفكري السائد والدفع نحو تشجيع إبداء الرأي من مجموعات مختلفة ومتنوّعة بين الموظّفين والعملاء والشركاء. وهذا من شأنه أن يساعدنا على التفكير بشكل مختلف وكسر القوالب النمطية وبالتالي الوصول إلى أهدافنا في مجال التنقّل المستقبلي. ولقد تم التأكيد مراراً وتكراراً أنه من خلال احتضان ودعم التنوّع بين الجنسين ضمن الشركات، يمكن عندها للأعمال أن تحقّق مستويات أعلى من النجاح والابتكار، كما يتمتّع حينها الموظّفون بصحّة أفضل وسعادة أكثر. وأشير هنا إلى أننا نرتكز على مجموعة عناصر أساسية عندما يتعلّق الأمر بموظّفينا، وهي تتمثّل بالثقة والتعاطف والمرونة».

وأضاف: «إن «جنرال موتورز» تهدف لأن تصبح أكثر شركة متميّزة بالشمولية في العالم. ونحن نعتمد هذا النهج التغييري وسوف نتابع الدفع نحو تحقيقه وتعزيزه أكثر – وهو يبرز ابتداءً من أعلى المراتب مثل ماري بارا، الرئيس التنفيذي لجنرال موتورز، والتي تُعتبَر أول سيدة تتولّى منصب الرئيس التنفيذي في قطاع السيارات. ولقد احتلّت بارا المرتبة السادسة ضمن لائحة «فوربس» لأقوى السيدات سنة 2020، بينما تم اختيارها لتكون ضمن لائحة «تايم» للأشخاص المئة الأكثر تأثيراً هذه السنة. وهي تُعدّ على نطاق واسع أكثر القادة تميّزاً ضمن قطاع السيارات اليوم، كما أنها تشكّل سابقة بين أوساط السيدات العاملات حيث تقود عملية التغيير على صعيد يومي. ومن شأن تمثيل السيدات في المراكز القيادية - إضافة لإيجاد الفسحة الكافية لتحقيق التنوّع بين القوى العاملة - أن يشكّل عنصر تحفيز أساسي للسيدات العاملات حالياً ضمن هذا القطاع، وكذلك بالنسبة لصاحبات المهارات في المستقبل واللواتي سيتعرّفن مباشرة بأنفسهن على فرص النمو المتوافرة لهن».

وقال: «في المنطقة، نحن نسعى بشكل حثيث للارتكاز على الجهود الدولية وتعزيزها أكثر بهدف توفير الدعم اللازم للمجتمعات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأشير إلى أن توجّهنا الوظيفي ينقسم بشكل متساوٍ بين الرجال والسيدات على حد سواء. وكما هو الحال اليوم، فإن نسبة 30% من وظائفنا القيادية تتولّاها سيدات، بما فيها العديد من المراكز العالية مثل منصب رئيس تنفيذي ومدير، وذلك ضمن العديد من المجالات، بدءاً من التسويق وصولاً إلى الامتثال. إلى جانب هذا، تشغل السيدات سلسلة من المهام الإدارية والتقنية ضمن شبكتنا الإقليمية من الوكلاء الموثوقين، وذلك في مجالات عدّة بما فيها الهندسة والتحليل والشؤون المالية والخدمات الرئيسية لما بعد البيع. وينطبق هذا الأمر على الأسواق في مجلس التعاون الخليجي والمشرق وشمال أفريقيا».

التزام

وتابع الشرفاء: «يبقى التزامنا قوياً وثابتاً بإيجاد مورِد متنوّع ومتوازن من المهارات في مجالات العلوم والتقنيات والهندسة والرياضيات. وتساهم في تحقيقنا لهذا الأمر الشراكات طويلة الأمد التي نعقدها مع العديد من الجامعات الرائدة في المنطقة، والتعاون الوثيق مع بعض الجهات البارزة مثل برنامج الزمالة التقنية لدى «مركز الشباب العربي». وضمن هذا الإطار أيضاً، قمنا بتنظيم جلسة حوارية حول التنوّع، والإنصاف والشمولية، إضافة للتواصل والسلامة. ولقد أدّت هذه المبادرة كذلك إلى إطلاق برنامج التدريب الهجين، حيث تتم دعوة طلّاب الجامعات للعمل معنا على مدار العام. وقبلها، تعاونا عن كثب مع مبادرة «أسبوع أبوظبي للاستدامة» بهدف إطلاق برنامج لعام كامل بالتعاون مع برنامج «شباب من أجل الاستدامة»، حيث أقيمت مجموعة من ورش العمل الافتراضية والجلسات الحوارية حول مستقبل التنقّل. علاوة على هذا، تستمر شراكتنا مع برنامج المواهب الواعدة «جيتكس هاي فلاير»، حيث تُمنَح الأولوية لموضوع تعزيز المهارات المستقبلية في الشرق الأوسط، وهو ما يؤكّد على التزامنا القوي بهذه الناحية».

وحول مشاركة بعض الأمثلة حول كيفية تمكين السيدات من أعضاء الفريق عبر المبادرات الداخلية، قال: «بما أن بعض العناصر الأساسية لنجاح الأعمال تتمثّل بوجهات النظر المتنوّعة وفريق العمل الديناميكي، فإننا نسعى باستمرار لتمكين السيدات أكثر ضمن فِرَق عملنا الإقليمية. ومثال على جهودنا ضمن هذا المجال هو احتفالنا بيوم المرأة العالمي، حيث أقمنا تعاوناً خاصّاً مع «جامعة ستانفورد» بهدف جلب المؤتمر الافتراضي تحت عنوان «ملتقى المرأة في علم البيانات» إلى دبي».

وأكمل: «لقد انتقى المؤتمر مجموعة من الأخصّائيين والطلّاب في العديد من المجالات المتنوّعة لمشارَكة التوجّهات السائدة في عالم التقنيات، ومناقشة أخلاقيات تعلّم الآلات، ومشارَكة كيفية تقدّم علم البيانات عبر حل مسائل معقَّدة في قطاعات الصحة والبيئة وغيرها من النواحي الأخرى. وإلى جانب تقدير السيدات في هذا المجال، فإننا نعمل أيضاً على تعزيز قدرات القادة المستقبليين بمجالات العلوم والتقنيات والهندسة والرياضيات في المنطقة وخارجها، مما يؤكّد على التزامنا الوثيق برؤية دولة الإمارات العربية المتحدة حول تحقيق المساواة والإنصاف بين الجنسين. أما فيما يخصّ النواحي الداخلية في الشركة، فلقد شجّعنا فريقنا الإقليمي على الانخراط في حملة «اختاري التحدّي» الدولية لدى «جنرال موتورز» لهذا العام والتي حقّقت نجاحاً كبيراً، حيث قامت السيدات من مختلف مجالات العمل لدينا بإرسال الصور ومقاطع الفيديو لتسليط الضوء أكثر على ما يجب أن يتغيّر في مكان العمل، وهو ما سيدعم عملية تنظيم ووضع السياسات المستقبلية في الشركة. علاوة على هذا، قمنا بإنشاء لجنة مراقبة تُعنى بمواضيع التنوّع والإنصاف والشمولية، ونحن نؤكّد على التزامنا المستمر بالتنوّع في كل ناحية من أعمال الشركة».

Email