أكد مديرون عاملون في كبرى شركات السيارات بالإمارات، أن التكنولوجيا هي التي ستقود سيارات المستقبل، التي ستكون بمنزلة «هواتف ذكية تمشي على عجلات»؛ حيث سيتم تجهيزها بمئات الحواسيب الصغيرة، ما يجعل هذه الصناعة على أعتاب تغييرات ثورية لم تشهدها طوال أكثر من قرن.

وقالوا إن هناك 10 مزايا هي التي ستقود سيارات المستقبل، هي: وجود قاعدة بيانات كبيرة، ووسائل ترفيه لا حصر لها، وانتهاء تام لعصر المفاتيح، واستخدام كبير للذكاء الاصطناعي، واعتماد تقنيات الجيل الخامس، وشاشات لمس في كل مكان، ومساعد صوتي لتلبية الأوامر، ونظم ملاحة على أحدث مستوى، واتصال دائم بشبكة الإنترنت، وكاميرات كثيرة بديلة للمرايا.

«البيان الاقتصادي» استطلع آراء مديري كبرى شركات السيارات بالإمارات حول ما ستكون عليه سيارات المستقبل، حيث أكدوا أنها ستضم أنظمة معلومات وترفيه كبيرة، حيث يُرجح أن تشتمل على نظام معلومات وترفيه أكبر حجماً وأكثر دقة من أي شيء نراه حالياً، ما يسمح لنا بالعمل أو مشاهدة شيء ما أثناء الذهاب إلى وجهتنا. وتوقعوا أنه بحلول 2025 لن تكون هناك مفاتيح وأن عملية ركوب السيارة سوف تعتمد على التعرف إلى قائدها بمجرد الاقتراب منها عن طريق واجهات ثلاثية الأبعاد رقمية بالكامل تقوم بهذه المهام.

وأشار المديرون إلى أن صناعة السيارات في المستقبل سوف تستعين بالتقدم المذهل في التقنيات المذهلة التي يشهدها العالم حالياً مثل تقنية الجيل الخامس، والشاشات الحديثة التي تعمل باللمس بدلاً من الأزرار والمفاتيح، حتى فكرة التواصل مع السيارات سوف يتم عن طريق مساعد شخصي في شكل «هولوغرام» ثلاثي الأبعاد يمكن للسائق من خلاله طلب خدمات متعددة، كما أن استخدام نظم الملاحة لتوجيه السيارة إلى النقطة المطلوبة سيتم عبر نظم معروضة على زجاج النوافذ الأمامية تكون موصولة بشكل دائم بشبكة الإنترنت، وتضمن معلومات الملاحة، ليس فقط أقصر الطرق وأقلها ازدحاماً، وإنما أيضاً ربط نظم الملاحة والتعليق بسطح الطريق لتوفير قيادة سلسة تلغي الحفر والذبذبة من وصول تأثيرها إلى مقصورة الركاب.

تحوّل

وقال ميشال عياط، الرئيس التنفيذي لـ«الشركة العربية للسيارات» إن التحول التكنولوجي سيكون هو اللاعب الرئيس في القطاع في السنوات المقبلة، فطوال 50 عاماً، كان سوق السيارات سوقاً تقليدياً في عملية البيع والشراء، ولكن الخمس سنوات القادمة، سوف يشهد السوق تحولاً جذرياً، لم يشهده طوال نصف قرن.

وأضاف: العميل الآن ليس محتاجاً لأن يذهب إلى معرض السيارات لمعرفة السيارة التي يرغبها، ويكفيه بضغطة على هاتفه أو على الكمبيوتر، أن يعرف كل شيء عن السيارة التي يود شراءها، ومواصفاتها، وسعرها، من دون أن يكون مضطراً لزيارة المعرض، إلا لتجربتها قبل الشراء، ويكون قبلها قد اتخذ قراره بالفعل. والدليل على ذلك، أن زوار معارض السيارات قد انخفضوا بنسبة تصل إلى 50%، والسنوات القادمة سوف تشهد تغييراً كبيراً في عالم السيارات، لم نشهده من قبل.

وتابع إن التطور التكنولوجي طال قطاع السيارات، مثل غيره من القطاعات، حيث نجد أن السيارات الحديثة، باتت تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتجعل السائق مرتبطاً بكل شيء حوله، ويستطلع رؤية كل شيء بزاوية 360 درجة.

أيضاً التطور التكنولوجي جعل السيارة مرتبطة بسيارات أخرى، أو بمراكز الخدمة التابعة لها، لمعرفة كل شيء عن السيارة، فضلاً عن التوجه المتسارع والمذهل في صناعة السيارات الكهربائية والسيارات ذاتية القيادة.

«مدينة المستقبل»

وقال فنسنت وينن، المدير الإداري الأول لسوق الإمارات في «الفطيم السيارات»: تعمل «تويوتا موتور» بجميع أقسامها، بما فيها «لكزس»، على خطط لإنشاء «مدينة المستقبل»، حيث ستختبر العديد من وسائل التنقل الجديدة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مثل الروبوتات، والتنقل الذاتي، والبيوت الذكية على أرض الواقع. ومن المقرر أن يبدأ المشروع الطموح، الذي يُطلق عليه اسم «مدينة ووفن» العام المقبل.

وأضاف: أما في ما يتعلق بمفهوم القيادة الذاتية للسيارة، فتخطّط مجموعة «تويوتا» ومن ضمنها علامة «لكزس» لإطلاق مركبات جديدة ذاتية القيادة عندما يحين الوقت المناسب. كما أن مركبات «لكزس» كافة تدعم حاليّاً تقنيات متطّورة تندرج ضمن المرحلة الأولى لنظام القيادة الذاتية، وتضم أنظمة الأمان مثل نظام التحذير من مغادرة المسار ونظام تثبيت السرعة المتكيف، اللذين يعد وجودهما ضرورياً لتصنيع السيارات ذاتية القيادة.

تنافسية

وقال فيكتور دالماو، المدير التنفيذي لشركة «فولكس واجن الشرق الأوسط»، إن قطاع صناعة السيارات سوف يتطور بشكل مذهل في السنوات المقبلة، فقد أصبح السوق أكثر تنافسية من أي وقت مضى، وفرض الوضع الطبيعي الجديد تحديات على الاقتصادات العالمية مع انخفاض طلب العملاء والتغيرات غير المسبوقة في سلوك المستهلكين. وتركت هذه العوامل آثاراً استثنائية على صناعة السيارات، ما دفع جميع شركات السيارات إلى إعادة تقييم عملياتها التجارية.

وأضاف: من جانبنا، ستظل «فولكس واجن» ملتزمة استراتيجيتنا الرقمية مع التركيز على الجودة والبساطة كسمات رئيسة تقدمها منتجاتنا للعملاء. وستعمل هذه الاستراتيجية على تعزيز علامتنا التجارية وتصدرها فئة السيارات الفاخرة القائمة على حجم المبيعات في المنطقة.

«هجينة»

وقسم المديرون السيارات إلى 4 أنواع: هجينة، وكهربائية، وذاتية القيادة، وطائرة، وهو ما يوجد سباقاً محموماً بين أقطاب صناعة السيارات في العالم لأخذ موقع الريادة في أي منها أو فيها كلها حتى تستحوذ على نصيب الأسد في مبيعات سيارات المستقبل.

وقالوا إن التطور بدأ بالسيارات الهجينة التي تجمع بين الاحتراق الداخلي ووجود بطارية يساعد كلاهما الآخر، ولكن المديرين توقعوا اختفاءها بسبب التوجه نحو السيارات الكهربائية بالكامل التي تشهد تقنياتها تقدماً مذهلاً وبرز فيه لاعبون كبار مثل شركة «تيسلا» الأمريكية. وكشفت تقارير صادرة عن وكالة الطاقة الدولية أن عدد المركبات الهجينة بلغ حتى نهاية 2020 نحو 6 ملايين مركبة حول العالم.

«كهربائية»

وقال المديرون إن النوع الثاني من سيارات المستقبل هو الكهربائية التي تعمل عليه كبرى الشركات في الوقت الحالي. وأوضحوا أن مبيعات السيارات الكهربائية في جميع دول العالم ارتفعت إلى نحو 2.3 مليون سيارة بنهاية 2020 بنمو تصل نسبته إلى نحو 22% مقارنة بمبيعاتها في الفترة ذاتها من العام الماضي، والتي بلغت 1.76 مليون سيارة.

كما توقعت مؤسسة «بلومبرج نيو إنرجي فاينانس» أنه بحلول 2040 ستمثل السيارات الكهربائية نحو 33% من إجمالي أسطول السيارات العالمي و55% من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة.

ورأى المديرون أن صناعة السيارات الكهربائية تواجه سلسلة من العقبات لتسريع وتيرتها، وفي مقدمتها تأمين بطارية شحن عالية المدة وأيضاً المحطات الخاصة للتزود بالكهرباء.

وقالوا إنه رغم وجود إقبال متزايد لفكرة تملك سيارات كهربائية عند شرائح مختلفة حول العالم، إلا أن القدرات التخزينية للبطاريات لا تزال عاملاً يؤرق كل من يرغب في امتلاك هذا النوع من السيارات وهناك أيضاً مشكلة أخرى كبيرة، تتعلق بمدة شحن بطارية السيارة نفسها، التي لا تزال تتطلب وقتاً، وهو أمر لا يتناسب مع السرعة المطلوبة لإنجاز الأعمال بكل أشكالها التي تستند إلى السيارة.

ومن الأسباب السلبية الأخرى، قلة وجود مراكز شحن للسيارات. أيضاً هناك مشكلة أخرى هي الأسعار المرتفعة، حيث لا تزال هذه السيارات أعلى سعراً من تلك التي تعمل بالوقود التقليدي.

وتتسابق الشركات على إنتاج السيارات الكهربائية، فمثلاً سيتم الكشف عن أول سيارة من الجيل المقبل من السيارات الكهربائية بالبطارية من شركة «كيا» في الربع الأول 2021 وستجسد السيارة المقبلة انتقال تركيز «كيا» نحو الطاقة الكهربائية.

وقال كريم حبيب، النائب الأول للرئيس رئيس مركز التصميم العالمي في «كيا»: نريد لمنتجاتنا أن توفّر تجربة فريدة وطبيعية تمكنها من أن تحسّن حياة عملائنا اليومية. هدفنا هو تصميم حضور فيزيائي فريد لعلامتنا التجارية، وإنشاء سيارات كهربائية أصلية ومبتكرة ومثيرة.

«ذاتية القيادة»

أما النوع الثالث من المركبات فهو السيارات ذاتية القيادة، فقد كان البعض يرى هذا الأمر ضرباً من الخيال أن تشاهد سيارة تسير في الشارع من دون أي تدخل بشري، إلا أن ذلك وبفضل الجهود الحثيثة التي تُبذل في هذا المجال بات اليوم أقرب إلينا من أي وقت مضى.

فقد دخلت كبرى الشركات حول العالم في مراحل التجارب لتقنيات السيارات ذاتية القيادة، كما اجتاحت عالم صناعة السيارات تقنيات المساعدة على الطريق مثل نظام تثبيت السرعة النشط القادر على مراقبة حركة السير أمام السيارة وتعديل السرعة والتوقف إذا ما لزم الأمر، وتقنية مراقبة المسار على الطريق لمنع انحراف السيارة عن المسار الذي تسير به ونظم مراقبة الشاخصات المرورية على الطرقات وتحديد السرعات القصوى والدنيا وغيرها من التقنيات الأخرى.

وعلى الرغم من أن ظهور هذه التقنيات بشكل تجاري تحت بند «التقنيات المساعدة» وليست التقنيات المؤتمتة بالكامل، إلا أنه يمثّل خطوة أولى نحو الوصول إلى الإنتاج التجاري لسيارات ذاتية القيادة بالكامل.

ويرى البعض أن من بين ميزات السيارات ذاتية القيادة، السلامة، فبحسب الإحصائيات ما يزيد على 1.3 مليون شخص يموتون سنوياً بسبب الحوادث المرورية، و94% من هذه الحوادث سببها الأخطاء البشرية، حيث يمكن للآلة اتخاذ القرارات الصحيحة بحسب المعطيات التي تمتلكها من حالة الطقس والطريق من دون أي تأثّر بعوامل مثل التعب أو النعس التي قد تصيب الإنسان أثناء القيادة.

لكن تبقى مشكلة قبول مثل هذه التقنية وتبنيها من قبل المستخدمين، هي المشكلة الأكبر، فمن الصعب إقناع المستخدمين بترك عجلة القيادة لجهاز كمبيوتر يتولى قيادة السيارة والوصول إلى الوجهة المحددة، فبحسب الإحصاءات نجد أن 45% من سائقي السيارات يرفضون أن تكون سيارتهم ذاتية القيادة، بينما 15% فقط يرغبون في الانتقال إلى سيارة ذاتية القيادة.

المركبات الطائرة.. خيال أصبح حقيقة

كانت «السيارات الطائرة» ضرباً من الخيال سابقاً، إلا أنها أصبحت حقيقة الآن، بعد تطوير مركبات طائرة عديدة بالفعل، بدءاً من أجهزة الطيران الشخصي أو ما تسمى «جيتباك»، وصولاً إلى سيارات الأجرة الطائرة.

فالتطورات التي تحققت في مجال زيادة سعة البطاريات وعلوم المواد ونظم المحاكاة بالحاسب الآلي، مهدت الطريق لتطوير طائفة من المركبات الطائرة، بدءاً من الطائرة الشراعية الكهربائية، إلى الطائرة ذات الأجنحة الثابتة، والطائرة رباعية المراوح من دون طيار.

وتتضمن معظم المركبات الطائرة مراوح بدلاً من الأجنحة لتتيح لها الإقلاع والهبوط العمودي، فتزيد المراوح المائلة من كفاءة الطائرة في الطيران لمسافات أطول، وتصمم الطائرات ذات المراوح المتعددة للحد من الضجيج عند التحليق. والأهم من ذلك أن هذه المركبات تعد وسيلة نقل أسرع مقارنة بوسائل النقل التقليدية، ولا سيما في المدن المزدحمة.

وتتنافس عشرات الشركات الناشئة في الوقت الحالي لتطوير أجهزة طيران شخصي «جيتباك»، ودراجات نارية طائرة، وسيارات أجرة طائرة شخصية. وتبحث شركات الطيران ومصانع السيارات والمستثمرون والممولون عن موطئ قدم في هذا السوق الذي من المتوقع أن تبلغ قيمته نحو 1.5 تريليون دولار في 2040.