استخدام «بتكوين» للكهرباء يوازي استهلاك مصر.. والغاز البديل الأمثل

أعاد تحليق أسعار البتكوين في الآونة الأخيرة إلى الواجهة مسألة الأثر البيئي للعملات المشفرة ومستويات الطاقة الهائلة اللازمة لإنجاز تعاملاتها (أو ما يسمى بتعدينها)، وفي الولايات المتحدة، يقول أصحاب مبادرات إنهم وجدوا حلاً بديلاً يقوم على إحراق الغاز الطبيعي.

ويعتبر مؤشر كامبريدج لاستهلاك بتكوين الكهربائي، أن استهلاك بتكوين للطاقة الكهربائية على أساس سنوي بلغ أعلى مستوياته التاريخية عند 149 تيراواط في الساعة، ما يناهز إجمالي استهلاك الكهرباء في مصر.

ودفعت هذه الإحصاءات برئيس «تسلا» إيلون ماسك إلى إعلان توقف شركته للسيارات الكهربائية عن اعتماد البتكوين وسيلة للدفع بعد أسابيع قليلة على إعلان قبول المدفوعات بهذه العملة الافتراضية نهاية مارس.

وتقيم شركات عدة مماثلة حظائر لها في مناطق أمريكية مختلفة. وفي الداخل، وُضعت منشآت كبرى للمعلوماتية تعمل بالغاز الطبيعي الذي يُحرق في العادة في الهواء الطلق.

وتعتبر الشركات المشاركة في عمليات التعدين بالاعتماد على إحراق الغاز الطبيعي، أن وضع منشآت المعلوماتية التابعة لهم قرب مصدر الطاقة هذا يرتدي أهمية كبيرة لهم، سواء على الصعيد البيئي أم المالي. ويرابط سعر العملة الافتراضية راهناً حول سعر 50 ألف دولار للبتكوين الواحد بعدما بلغ مستويات تاريخية عند 60 ألف دولار أخيراً.

غير أن أصواتاً كثيرة تعلو رفضاً للاستخدام المفرط للطاقة في عمليات تعدين العملات المشفرة، ما قد يدفع إلى إعادة النظر في الأهداف البيئية لدول عدة خصوصاً الصين.

وتؤدي تقنية إحراق الغاز إلى إزالة جزء كبير من غازات الدفيئة الموجودة في الغاز الطبيعي. غير أن الوكالة الدولية للطاقة تؤكد أن كميات الغاز الطبيعي التي أحرقت في العالم سنة 2019 والبالغة 150 مليار متر مكعب أدت إلى انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون توازي تلك التي أنتجتها إيطاليا في العام عينه.

ويوضح مات لوستروه أحد مؤسسي «غيغا إنرجي سوليوشنز» في تكساس، أن المشغلين «لا يكسبون شيئاً مع الغاز الطبيعي الموجود لديهم. نقترح عليهم التخلص منه مع إعطائه قيمة مضافة».

وفيما يظهر مؤشر كامبريدج بتكوين أن معدل الكلفة العالمية للطاقة الكهربائية المستخدمة في تعدين البتكوين يبلغ 5 سنتات للكيلو واط في الساعة، يؤكد لوستروه أن الغاز الطبيعي يمكنه خفض هذا المستوى إلى أقل من سِنتين.