قال الدكتور تادج أودونوفان، رئيس كلية الهندسة والعلوم الفيزيائية، جامعة هيريوت وات دبي «من المعروف على نطاق واسع أن استخدام الروبوتات يزيد الإنتاجية ولديه القدرة على تحويل قطاع البناء والإنشاءات.
وعلى الرغم من أن العمل اليدوي من المرجح أن يكون دائماً جزءاً مهماً من البناء الحديث، إلا أن الفوائد الناتجة عن استخدام الروبوتات لا يمكن إنكارها خصوصاً مع الثورة التكنولوجية التي نشهدها حالياً والتحول الرقمي الضخم الذي نشهده في المنطقة».
وأضاف أودونوفان «لقد أذهلت الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص العالم في عام 2017 عندما عينت أول وزير في العالم للذكاء الاصطناعي في مجلس الوزراء، إلى جانب الإعلان عن استراتيجية الذكاء الاصطناعي التي تشكل الأساس لتحول العديد من القطاعات، مثل النقل والتعليم والرعاية الصحية، بالإضافة إلى قطاع البناء والإنشاءات».
وقال د. أودونوفان إن «تشير الدراسات إلى أن السوق العالمية لروبوتات البناء مقدرة بنحو 87.4 مليون دولار أمريكي في عام 2020، من المتوقع أن تصل إلى 252.5 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 16.4% خلال فترة 2020-2027».
تلعب صناعة البناء والتشييد دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية للمنطقة. في عام 2018، تمّ منح مشاريع بقيمة 101.8 مليار دولار أمريكي لشركات البناء في جميع أنحاء منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، مقارنة بـ 102.3 مليار دولار أمريكي في عام 2019.
وأضاف أودونوفان «من المتوقع أن يصل حجم سوق معدات وروبوتات البناء العالمي إلى 205.0 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2025، وهو ارتفاع ملحوظ من حجم العقار في عام 2020 الذي بلغ 169.3 مليار دولار أمريكي، أي بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 3.9%. ومن المتوقع أيضاً أن يؤدي عدد مشاريع البنية التحتية ومشاريع البناء الضخمة المتزايد إلى زيادة الطلب على معدات وروبوتات البناء خلال نفس الفترة».
الجدير بالذكر أن منطقة الشرق الأوسط سباقة في مجال تكنولوجيا البناء وفق المقياس العالمي، فمن المتوقع أن تصل حصة هذه السوق بالدولة إلى نحو 40 مليار دولار بحلول عام 2027.
وقال أودونوفان: «إن التطبيق الأكثر شيوعاً اليوم هو روبوتات الإنتاج في الموقع. هذه هي الروبوتات التي يمكنها وضع الطوب ولحام المكونات المعدنية وتطبيق المواد اللاصقة وتجميع الأبواب والنوافذ. والروبوت الأكثر شهرة على الأرجح هو «هيدريان إكس»، وهو أول نظام وآلة روبوتية متحركة لوضع الكتل في العالم، حيث إنها قادرة على بناء جدران المنزل في أقل من يوم واحد. في مجال التصنيع المسبق، يتم الآن استخدام روبوتات البناء لصنع أجزاء للمباني الجاهزة. بالإضافة إلى المركبات المستقلة، مثل الحفارات والجرافات ؛ هناك العديد من مركبات مواقع البناء التي يمكن تشغيلها آلياً. اليوم لدينا حتى آلات يمكنها نقل حطام البناء دون تدخل بشري».
وأضاف: «يمكن أن توفر روبوتات الفحص مثل الطائرات بدون طيار التي تستخدم أجهزة الاستشعار معلومات حيوية حول تقدم البناء. إلى جانب استخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن لهذه الروبوتات التنبؤ بالمهام المطلوبة، بالإضافة إلى تحديد المشكلات المحتملة والمتوقعة لسهولة وسرعة الاستجابة وحل المشكلات لتوفير التكاليف والوقت».
وقال أودونوفان: «في مجال الصحة والسلامة، تعتبر الروبوتات إضافة مرحباً بها في صناعة البناء. فهذه الصناعة متطلبة جسدياً، والإجهاد الناتج عن الرفع المتكرر للأوزان الثقيلة هو سبب شائع لإصابات العاملين في مواقع البناء. وهذا هو المجال الذي يمكن أن تساعد فيه روبوتات الهيكل الخارجي. روبوتات الهيكل الخارجي هي شكل فريد من أشكال روبوتات المحترفة التي تحاكي أو تزيد وتعزز حركات عمال البناء. أنها توفر الدعم الأساسي الذي يسمح لزيادة القوة والقدرة على التحمل.
أما بالنسبة لمحترفي البناء في المستقبل، قد يكون الآن هو الوقت المناسب للاستثمار في المهارات التي ستكون مطلوبة لمواكبة هذه الثورة في الصناعة. يتنبأ تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أننا سنحتاج إلى إعادة تأهيل أكثر من مليار شخص بحلول عام 2030، وستكون الأتمتة والتعلم الآلي في صميم هذه التغييرات.
وأشار أودونوفان:»في حين أن هذا يمكن أن يحسن الإنتاجية والكفاءة بشكل كبير، فإن العمال الذين لا يمتلكون المهارات المناسبة معرضون لخطر عدم مواكبة التطور في الصناعة".
تجمع البرامج العلمية مثل BEng متعددة التخصصات بجامعة Heriot-Watt في مجال الروبوتات والأنظمة المستقلة والتفاعلية بين الإلكترونيات وبرامج الكمبيوتر والميكانيكا. تم تصميم البرنامج لتكون عملية وتسمح للطلاب بتطوير مهارات، حيث تتجاوز المحتوى الأكاديمي التقليدي وتقدم للطلبة تجربة علمية عملية فريدة لتصقل مهاراتهم في هذا المجال.
بالإضافة إلى ذلك، يتميز الحرم الجامعي الجديد في دبي بوجود روبوتاريوم، وهو أحدث مرفق للروبوتات والذكاء الاصطناعي. سوف يدعم الطلاب لتطوير وتصميم والتفاعل مع الروبوتات والأنظمة المستقلة.