الفقر بين الدين والاقتصاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعريف الفقر لغوياً هو الحاجة، وفعله الافتقار، والفقير هو الذي نزعت فقره من ظهره فانقطع صلبه من شدة فقره أو الفقير المكسور الفقار يضرب مثلًا لكل ضعيف، أما الفقر فى المفهوم الإيماني هو فقر القلوب، لأن الغنى غنى النفس وإذا سعى الإنسان للآخرة يسر الله له أمره.

وجاء في الأثر أن فقراء أمتي يدخلون الجنة قبل أغنيائها بخمسمئة عام، وقد خير خاتم الأنبياء بين الغنى والفقر فاختار الفقر وهو الذي كانت تأتيه الأموال عندما قويت شوكة الإسلام في جزيرة العرب، فيكفي الفقراء فخراً أن خاتم الأنبياء قال اللهم احشرني مع الفقراء فنسب نفسه لهم وهو صاحب المقام الرفيع عند رب العالمين فكلنا تحت لوائه المعقود، صلى الله عليه وسلم.

اقتصادياً، فقد عرف البنك الدولي الدول منخفضة الدخل أي الفقيرة بأنها تلك الدول التي ينخفض فيها دخل الفرد عن 600 دولار سنوياً، وعددها 45 دولة معظمها في أفريقيا، منها 15 دولة يقل فيها متوسط دخل الفرد عن 300 دولار سنوياً، وبرنامج الإنماء للأمم المتحدة يضيف معايير أخرى تعبر مباشرة عن مستوى رفاهية الإنسان ونوعية الحياة، هذا الدليل وسع دائرة الفقر بمفهوم نوعية الحياة لتضم داخلها 70 دولة من دول العالم، أي هناك حوالي 45% من الفقراء يعيشون في مجتمعات غير منخفضة الدخل، أي هناك فقراء في بلاد الأغنياء.

أما إذا تحدثنا عن بعض المؤشرات العالمية للفقر، فمنها المؤشر العددي للفقر مقارنة بخط فقر 1.25 دولار في اليوم للفرد، وهذا المؤشر يظهر السكان الذين يعيشون على أقل من دولارين في اليوم للفرد، هم نسبة السكان الذين يعيشون على أقل من دولارين في اليوم للفرد بالأسعار الدولية عام 2005، فنجد أفريقيا وجنوب الصحراء وصلت النسبة الى 9.5% ، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا كانت النسبة 6.3% ، أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي وصل الى 1.8% بينما أوروبا وآسيا الوسطى كانت النسبة 7.3% ونكتفي بذكر أن 30 مليون فرد يعيشون تحـت خط الفقـر في الولايات المتحدة الأميركية.

ونختم بمؤشر فقر الحاجة في الإسلام، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من بات آمناً في سربه، معافاً في بدنه، عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بما فيها.. وأحد مؤشرات الغنى في الإسلام الزكاة فهي مفروضة على أغنياء المسلمين وليس على فقرائها ومن لم يحافظ على نصاب الزكاة طوال السنة الهجرية الواحدة فليس بغني.

 

Email