«آبل» .. إمبراطورية حطمت منافسيها

«آبل» .. إمبراطورية حطمت منافسيها

ت + ت - الحجم الطبيعي

شقت «آبل» طريقها وبنت سمعتها مع بزوغ فجر أجهزة الكمبيوتر الشخصية كمبتكر مستقل لا يهاب أحدا، بأحد أشهر الإعلانات التلفزيونية على الإطلاق. أطلق على الإعلان 1984 تيمنا باسم واحدة من أشهر روايات الأديب الأنجليزي جورج أورويل ألفها عام 1949 وتنبأ فيها بقوى هائلة تتحكم في مصير العالم وتتقاسمه.

يصور الإعلان امرأة رياضية تمسك بمطرقة وتمثل آبل ماكينتوش، وتحطم بيد واحدة هيمنة ودكتاتورية الوحدة والتطابق السائد بين منافسي آبل ، مثل «آي بي إم» و«مايكروسوفت». بيد أنه بعد 26 عاما يبدو أن بندول الساعة يتأرجح عائدا للخلف.

تعد آبل الآن واحدة من أثرى وأقوى شركات التكنولوجيا في العالم، بفضل أجهزة الهواتف الخلوية المتطورة التي تنتجها، مثل «آي بود» و«آي فون»، وآحدث ما قدمته للسوق العالمي، «آي باد». فجأة، صارت آبل أشبه بتلك الشركات العملاقة التي سخرت منها في الماضي عندما كانت في أولى خطواتها.

آبل هي ثالث أقوى شركة أميركية من حيث الاصول المالية، بعد مايكروسوفت وعملاق صناعة النفط «إكسون موبيل»، وقد تتجاوز مايكروسوفت قريبا، فحجم المبيعات المتوقعة خلال العام الجاري يصل إلى ستين مليار دولار.

تزداد آبل قوة ونموا، ويزداد منتقدوها، وتشير آخر أخبار حقل التكنولوجيا إلى أن صورة آبل آخذة في التغير، قد تكون منتجاتها رائعة كعادتها، غير أن صورة الشركة التي كان الجمهور ينظر إليها ككيان هزيل ،تتحول إلى كائن متغطرس يسعى للهيمنة المطلقة.

وتتساءل مجلة «كمبيوتر وورلد»: هل تحولت آبل لمايكروسوفت أخرى؟، وسارت ومضت صحيفة «نيويورك تايمز» على نفس النهج حيث وصفت آبل بالِشركة «المتوحشة» وقالت إن جهازها الرائع «آي باد» صار «مملكة آبل التي لا يمكن اختراقها: جهاز بلا مسام ولا يمكن فتحه ، وليس مزودا بأي وسيط لادخال بيانات».

ربما تنتشر انتقادات مماثلة في العاصمة الاميركية واشنطن ، إذ وردت أنباء تفيد بأن وزارة العدل الأميركية تبحث فتح تحقيق حول ممارسات آبل الاحتكارية عقب إعلان الأخيرة الشهر الماضي ضرورة توافق كل البرامج التي يتم كتابتها لنظم تشغيل آي فون، مع أدواتها.

أثار إلحاح الشركة هذا موجة من الانتقادات عبر الانترنت. كان ضمن التعليقات التي تكررت على موقع «بيتا نيوز» وهو منتدى معروف لمطوري البرامج: هذه القيود تجاوزت كل الحدود، ووجه المنتدى دعوة جاء فيها على الجميع التوجه الى تطوير برامج لصالح أندرويد وهو نظام تشغيل غوغل، منافس آبل الأساسي في عالم تكنولوجيا الهواتف الخلوية.

وتحتفظ آبل بهيمنتها القوية أيضا على جهازيها، آي فون وآي باد، فتحظر التطبيقات ذات الإيحاءات الجنسية وحتى تلك التي تنتقد الشخصيات العامة، ولو على سبيل الدعابة، لدرجة أن أحد تلك الإعلانات تعارض وقيود الرقابة التي تفرضها آبل ولم تجزه إلا بعد أن فاز بجائزة بوليتزر، فيما تظل لعبة يمكن خلالها وضع الشخصيات السياسية على منصة بهلوان داخل البيت الأبيض، على قائمة آبل للمواد المحظورة.

ومعروف عن آبل أنها تتوخى السرية التامة حول المنتجات التي تعتزم طرحها وانها تتعرض لانتقادات جمة لسلوكها هذا بعد قصة نموذج آي فون الأولي المفقود.

تقول القصة ان أحد مهندسي آبل ترك نسخة الجهاز التي كانت الأسواق تتطلع إليه وتنتظره بشوق ، في إحدى الحانات الشهر الماضي ليجده طالب ويأخذه، وقدم موقع «جزمودو» المعني بكل جديد في عالم التكنولوجيا ، خمسة آلاف دولار ليشتري الجهاز من الطالب ، ومن ثم أعاده مباشرة لشركة «آبل»، بعد فحصه بصورة دقيقة.

كان من الممكن أن تنتهي القصة دون أن يصاب أحد بضرر ، غير أن آبل ادعت أن الجهاز سرق وقامت الشرطة على الفور بحملة تفتيش لمنزل محرر موقع جزمودو الذي كتب القصة، حيث صادرت أجهزة الحاسب الشخصية لديه.

(د ب أ)

Email