حالات الوحي على رسول الله

حالات الوحي على رسول الله

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن الوحي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم في حال واحدة وإنما كانت له عدة حالات:

أنه كان يأتي كالرؤيا فى المنام (وقد سبق للخليل إبراهيم عليه السلام أن رأى في منامه أنه يذبح ابنه إسماعيل عليه السلام فصدق الرؤيا وهمّ بالتنفيذ)، ولقد كان هذا أول حال الوحي مع النبي صلى الله عليه وسلم.

والصورة الثانية للوحي أن جبريل كان يلقى التنزيل فى روع النبي وقلبه، أي يعلمه به في خفاء وسرعة دون أن يراه النبي صلى الله عليه وسلم فيحسن النبي أنه قد وعى معنى جديداً فى صورة مخصوصة وذلك في مثل قوله صلى الله عليه وسلم إن روح القدس نفث في روعي (لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب)، والروع في هذا الحديث معناه النفس، وروح القدس هو جبريل عليه السلام.

وأما الصورة الثالثة فهي أن الملك يظهر للنبي صلى الله عليه وسلم في هيئة رجل يخاطبه فيعي النبي منه ما يقول، وذلك كما حدث أن جاء جبريل في صورة (دحية الكلبى) وكان دحية صحابياً جليلاً وسيماً، وكان ذلك بعد الهجرة (إذ ان دحية لم يسلم إلا بعد موقعة بدر).

والحالة الرابعة أنه كان يأتي للنبي مثل صلصلة الجرس، وكانت هذه الحالة أشد ما يعانيه النبي حتى أن جبينه كان يتفصد عرقاً في اليوم الشديد البرد، وحتى أن راحلته لتبرك به في الأرض، فينفصم عنه وقد وعى النبي ما يقول له الوحي.

والحالة الخامسة هى أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم الوحي في حالته وصورته التي خلقه الله عليها، ويقول المفسرون النجم: إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام في صورته الحقيقية مرتين إحداهما عند البعثة والثانية عند الإسراء، ويرى البعض أن هذه الرؤية لم تكن بالعين وإنما كانت إلهاماً بالفؤاد لقوله تعالى (ماكذب الفؤاد مارأى)

وقد ذكر ابن القيم حالتين للوحي ما ورد، هما التخاطب من وراء حجاب كما كلم الله موسى.

والأخرى ماأوحاه الله تعالى إليه في السموات من فرض الصلوات وغيره.

وكذلك فقد ورد ذكر الوحي في القرآن مراراً تبعاً لجدال اليهود والكفار في حقيقة مصدر القرآن، ومن هذا ماورد في سورة الشورى: قال تعالى: (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليم حكيم).

رجاء علي

Email