نساء الإمارات بهرنني

نساء الإمارات بهرنني

ت + ت - الحجم الطبيعي

على مدى ثلاثة أيام من المناقشات، خلال منتدى القيادات النسائية الذي احتضنته دبي الشهر الماضي، اكتشفت فداحة خطأي في نظرتي لنساء الإمارات. فعلى مدى ثلاثة أيام من المناقشات المستفيضة، غمرني شعور غريب، وإحساس بتأثر عميق. وبعيدا عن الأجواء التقليدية فإن المنتدى الذي قامت بالإشراف على تنظيمه مؤسسة دبي للمرأة ورعته مجموعة واسعة من الشركات الخاصة، تدارس سبل إدماج النساء في سوق العمل.

حيث ضمت قائمة المتحدثات الرئيسيات سلمى عليا كافاف وزيرة شؤون المرأة والأسرة في تركيا وأسيل العوضي عضو البرلمان الكويتي. وتركزت الجلسات على كيفية تحديث وتطوير هياكل العمل المتخلفة والمعقدة، بغية إدماج النساء وفتح أبواب الترقي في الوظائف أمامهن.

وجمع المنتدى 600 سيدة من الصفوف القيادية الحكومية العليا ليس من الإمارات فحسب، وإنما من أقطار الشرق الأوسط كافة. وكانت تلك بالنسبة إلي تجربة فريدة، بنتائج لم أكن أتوخاها.

بداية، أدركت أن الهدف غير الرسمي للمؤتمر يتمثل في إعادة اعتبار النساء الإماراتيات خصوصا، والخليجيات عموما، كلاعبات أساسيات في سوق العمل.

وكما جاء في عبارات مي الدباغ، مديرة برنامج النوع الاجتماعي والسياسات العامة في كلية دبي للإدارة الحكومية نجد أن كثرا من أجواء العمل مشحونة بأفكار نمطية عن النساء العربيات، سواء في دبي، أو في أماكن أخرى. وأن النساء يعتبرن دون وجه حق، غير جادات في بناء مستقبلهن المهني، مضيفة أن العمل الذي يقمن به يعتبر خطوة مرحلية قبل دخول قفص الزوجية والإنجاب، وهو أمر ينتقص من التزام وهدف هذه المجموعة.

ومع ازدياد سخونة النقاش، تركز الحديث حول الأخذ بأسباب العمل، والحصول على التوجيه، وتولي المهام، واكتساب الخبرة العالمية وكيفية الحصول عليها.

الحقيقة أنني لا ينبغي أن أفاجأ. فقرابة 70% من خريجي الكليات في دبي هن من الإناث، وهناك نسبة عالية منهن عاملات ملتزمات. ووفقا لدراسة حديثة لمركز سياسة العمل/ الحياة والتي ستصدر في يونيو من هذا العام، حول النساء في الأسواق الناشئة، بما فيها اقتصادات دول البريك، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين، فإن النساء يشكلن شريحة كبيرة من الكفاءات المؤهلة تأهيلا عاليا الأخذ بيدها.

وقد اتضح لي أن نساء الإمارات يحببن عملهن، ويظهرن مستويات عالية من التفاني في العمل، وأن 90% منهن على استعداد لتبوؤ مناصب عليا. إلى جانب أن مستوى طموحهن يفوق بمرتين ونصف المرة طموح نظيراتهن الأميركيات ولا يقل مستوى عن زملائهن الذكور.

Email