نجاح 60 % من 70 ألف عملية أجريت في السنوات الأخيرة

3 ملايين طفل أنابيب في العالم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كان أول انتصار علمي سجله التاريخ عندما نجحت عمليّة الإخصاب خارج الجسم «IVF» عام 1978 م لسيدة بريطانية كانت نتيجتها ميلاد الطفلة (لويز بروان) في 28 يوليو في مدينة أولدام Oldham بعمليّة قيصرية، بعد دراسات وأبحاث استغرقت قرناً ميلادياً.

وهي الطريقة التي كان استخدامها في البداية فقط للسيدات اللاتي يشكون من انسداد قناتي فالوب ثم مع تطور التجارب والعلم اتسع استخدام هذه الطريقة لمشاكل غير انسداد قناتي فالوب. وتعتبر هذه الطريقة تقريباً من أكثر الطرق انتشار في العالم، وتوقع الحمل فيها بمعدل 25-35% لكل دورة شهرية. ومنذ ذلك الحين ولد نحو ثلاثة ملايين شخص بواسطة تخصيب البويضة خارج الرحم، الأمر الذي أدى إلى تمكين الأزواج غير القادرين على الإنجاب من تحقيق هذه الأمنية. (نور الصحة) التقى الدكتور يحيى عبد السلام وفا استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم في مستشفى إنجاب بالشارقة أستاذ أمراض النساء والعقم في كلية الطب بجامعة الأزهر، الذي أجرى أكثر من 1500 عملية أطفال أنابيب وحاورته حول العوامل التي تساعد على إنجاح العلاج بهذه الطريقة وخطواته ونسبة النجاح وأسباب فشل العملية أحيانا، كذلك تطور التقنيات المستخدمة في هذا العلاج.

من هم أطفال الأنابيب؟

يعرف الدكتور يحيى وفا أطفال الأنابيب بأنه إخصاب البويضة بالحيوان المنوي في أنبوب الاختبار بعد أخذ البويضات الناضجة من المبيض لتوضع مع الحيوانات المنوية الجيدة فقط بعد غسلها حتى يحصل الإخصاب، ثم تعاد البويضة المخصبة (الأجنة) إلى الأم.

حيث تستغرق هذه العملية من يومين إلى خمسة أيام وهذه الطريقة تُعطي الخيار الأفضل لاختيار أفضل الأجنة لنقلها إلى الأم بعد إخصابها خارج الرحم، وتعطي كذلك مجالاً أكبر لاحتمال الحمل في الدورة الواحدة لأنه يمكن نقل أكثر من جنين واحد إلى داخل الرحم.

الأزواج المناسبون

أما بالنسبة للأزواج المناسبين للعلاج بواسطة أطفال الأنابيب فقال إنهم الزوجة القادرة على إنتاج البويضات والزوج المنتج للحيوانات المنوية، والسيدات اللواتي تكون قناتا فالوب لديهن مغلقة أو تالفة بحيث لا تسمح للحيوانات المنوية بالوصول للبويضة لإخصابها.

كذلك الرجال الذين يعانون من العقم نتيجة نقص أو قلة حركة الحيوانات المنوية حيث توضع الحيوانات المنوية في مكانها الصحيح وفي أقل وقت ممكن ومع البويضة مباشرة، السيدات ما بين 35-40 عاماً، بالإضافة إلى السيدات المصابات بمرض البطانة الرحمية والرجال الذين تتولد لديهم أجسام مضادة للحيوان المنوي.

كيفية العلاج

وأشار إلى أن كيفية العلاج يحددها الطبيب المختص وهي تشمل خطوات عديدة وهي حث المبيض لإنتاج اكبر عدد ممكن من البويضات بواسطة الهومونات، حيث إن تنشيط المبيض ضروري لأنه بزيادة عدد البويضات يزيد احتمال تكون عدد أكثر من الأجنة الملقحة وبذلك تكون نسبة النجاح أعلى من وجود بويضة واحدة فقط، الأمر الذي يجب أن تكون عدد الحويصلات أكثر من ثلاث، لأنه وفي حالة إنتاج المبيض أقل من ذلك فإن العملية تؤجل إلى الدورة التالية لإعطاء فرصة أفضل لحدوث الحمل.

أما إذا حصلت الإباضة قبل جمع الحويصلات فإن العملية تؤجَّل إلى الدورة التالية ونسبة النجاح تقل كلما قلت عدد البويضات فإذا تم نقل أربعة أجنة فإن نسبة النجاح تصل إلى 40 % وإذا نقلت ثلاث تصل النسبة إلى 35% وجنينين اثنين بنسبة 25 % أما إذا كان جنينا واحدا فإن النسبة تصل 17%.

وتابع إن الخطوات تشمل أيضا رصد البويضات بواسطة جهاز الالتراساوند المهبلي لتحديد حجم البويضة، وعدد البويضات الصالحة، ومنع أية مضاعفات قد تحدث إذا لم تلتزم المريضة بالمتابعة المستمرة وكما يقررها الطبيب المعالج.

عملية سحب البويضات

وحول سحب البويضات وإمكانية حدوث مضاعفات قال إن جمع البويضات يتم دون عمل جراحي، حيث يتم سحبها بواسطة جهاز الموجات فوق الصوتية المهبلي، ويتوجب أن تكون المثانة فارغة حيث يجري تحضير المريضة قبل نصف ساعة بإعطائها مادة مخدرة في العضل، وهي عبارة عن مادتين مهدئة ومسكنة للألم، ثم يُنظَّفُ المهبلُ بمادة معقمة ليتم سحب البويضات، وبعد ذلك يُدخل الجهاز إلى المهبل.

وتتم عملية سحب البويضات بالتدريج من المبيض بواسطة الطبيب المعالج وأثناء ذلك تأخذ المريضة مزيداً من المسكن والمهدئ لأنها قد تشعر بشيء من عدم الارتياح أثناء سحب البويضة الأولى من المبيض الأول وكذلك بالنسبة إلى المبيض في الجهة الأخرى.

وأضاف انه بغض النظر عن عدد الحويصلات المسحوبة فإن العملية تستغرق من 5-20 دقيقة، كما انه ليس بالضرورة أن تكون كل حويصلة مسحوبة تحتوي على بويضة لأن 70% من الحويصلات المسحوبة تحتوي على بويضات، وبعد الانتهاء من سحب جميع الحويصلات يتوجب على المريضة الاستلقاء لمدة ساعة في المركز بعد العملية.

المضاعفات

وفيما يتعلق بالمضاعفات التي قد تصاب بها المريضة أوضح أنها تشتمل على ألم (مغص) يشبه ألم الحيض لمدة تتراوح ما بين 24-48 ساعة بعد جمع البويضات، نزيف، احتمال إصابة بكتيرية أثناء جمع البويضات.

كما انه وبعد جمع البويضات تؤخذ عينة من السائل المنوي في اليوم ذاته ويحضر السائل المنوي وذلك بفضل الحيوانات المنوية الجيدة ويتم وضعها في سائل خاص يساعدها على الحركة، وربما إضافة بعض الأدوية التي تزيد من نشاطها، كذلك يتم إخصاب البويضة في المختبر وذلك بإضافة الحيوانات المنوية إلى البويضات في طبق خاص وتتراوح فترة الحضانة هذه من 4-24 ساعة، حسب درجة النضوج.

عدد مرات غير محدد

وفيما يتعلق بعدد المرات التي يمكن للمرأة اجراء عملية أطفال الأنابيب أكد أنه ليس هناك عدد معين ولكن الضغط النفسي والإحباط الذي تشعر به السيدة عند فشل المحاولة الأولى يحتاج إلى 2-3 أشهر للراحة، ولكن إذا حصل الحمل مثلاً خارج الرحم (حمل مواسير) فإن ذلك ليس بسبب خطأ ما عند إجراء العملية، وإنما كون قناتي فالوب بهما نوع من الخطأ عند قسم من السيدات اللواتي يجرين هذه العملية يجعل احتمال الحمل خارج الرحم، وليس العملية نفسها، وقد يحدث حمل بأكثر من طفل واحد، وهذا الاحتمال موجود ولذا فإن عدد الأجنة المنقولة هو ثلاثة عادة، وهذا يقلل من احتمال حمل أكثر من جنين واحد ولكنه لا يمنعه.

فشل العملية أحياناً

أما بالنسبة لفشل عملية أطفال الأنابيب أحيانا أوضح الدكتور يحيى وفا أن أغلب الأزواج يلجأون إلى أطفال الأنابيب كأمل أخير حيث انها جعلت من الحلم حقيقة، مشيرا إلى انه وفي السنوات الثلاث الأخيرة أجريت في العالم أكثر 35 ألف تجربة لأطفال الأنابيب وكانت النتيجة 70-80% من الأزواج نجحت معهم التجربة بعد تكرار أربع محاولات حيث كانت نسبة النجاح 60-65% بعد المحاولة الثالثة.

وأضاف إن نسبة النجاح تقل كلما قل عدد البويضات المنقولة، فإذا نقلت أربعة أجنة فإن نسبة النجاح تصل الى40% وإذا نقلت ثلاث تصل النسبة إلى 35% وإذا نقل جنينين تصل النسبة إلى 25% أما إذا كان جنين واحد فإن النسبة تكون 17%، وهنا تظهر مشكلة وهي أنه كلما أدخلت أجنة أكثر إلى الرحم كانت نسبة النجاح أعلى، لكن نسبة حمل التوائم عالية أيضاً .

وتعدد الأجنة هذا قد يسبب بعض المضاعفات في فترة الحمل للأم والأجنة كازدياد نسبة فقدان الحمل (الإجهاض)، أو الولادة المبكرة، حيث إننا لا ننصح بإعادة أكثر من ثلاث أجنة أو اثنين في معظم المراكز، عدا بعض الاستثناءات مثل كون عمر المريضة تجاوز 40 عاماً وتعاني من مرض بطانة الرحم مثلاً.

ولفت الدكتور يحيى وفا إلى أن هناك طرقا تطويرية لعملية أطفال الأنابيب وهي:

أ- طريقة Intra - vaginal Culture: وتتلخص هذه الطريقة بأنه بعد جمع البويضات توضع مع السائل المنوي في أنبوب يحتوي على مادة خاصة لنمو الأجنة Culture Media، ثم يوضع هذا الأنبوب في المهبل ويثبت في مكانه بواسطة سداد خاص، يُزال السداد والأنبوب من المهبل بعد 24-48 ساعة، وتفحص المكونات داخل الأنبوب للتأكد من حدوث الإخصاب، حيث ينقل الجنين المخصب إلى الرحم كما في الطرق المعروفة.

ب- طريقة Transport I.V.F: ويتم من خلالها تحفيز المبيض وسحب البويضات، ثم تنقل البويضات والسائل المنوي إلى المختبر بواسطة حاضنة خاصة للنقل ويتم تحضير السائل المنوي، وبعدما يتم إخصاب البويضات بالسائل المنوي المحضر بالطرق المعروفة ويتم حضانة الأجنة لحين بلوغها النضج المعين، ثم تنقل إلى جسم المرأة.

الحقن المجهري

يقول الدكتور يحيى وفا إن أغلب الأزواج يلجأون إلى أطفال الأنابيب كأمل أخير لتحقيق حلمهم ففي السنوات الأخيرة أجريت في العالم أكثر من 70 ألف تجربة لأطفال الأنابيب وكانت النتيجة أن 50-60% من الأزواج نجحت معهم التجربة بعد تكرار أربع محاولات.

مشيرا إلى أن العلم وتطوراته التي ليس لها حدود قد توصل إلى حل مشكلة معقدة جداً، ألا وهي، عندما تكون عدد الحيوانات المنوية عند الرجل قليلة جداً بحيث كان يُعتقد في السابق أن من المستحيل علاجها. أما اليوم فهناك طريقة بواسطتها تم التغلب بشكل كبير على هذه المشكلة المستعصية تسمى الحقن المجهري.

وتتلخص في أن الشخص المتخصص بإجرائها يمسك بويضة واحدة بواسطة أنبوب خاص وباستعمال إبرة أصغر من شعرة الإنسان بحوالي سبع مرات أو أكثر يمكن اختراق البويضة، حيث انه وبهذه الطريقة يمكن إيصال عدد قليل جداً من الحيوانات المنوية (وحتى حيوان منوي واحد فقط في بعض الأحيان) إلى داخل البويضة ليتم إخصابها بشكل مباشر.

دراسة: أطفال الأنابيب عرضة لنوع نادر من سرطان العين

حذر علماء هولنديون من أن أطفال الأنابيب قد يواجهون خطرا متزايدا للإصابة بنوع نادر من سرطان العين، ورغم عدم وجود دليل مؤكد على وجود صلة بين التخصيب الصناعي والسرطان قال باحثون في المركز الطبي التابع لجامعة (ئ.ص)في أمستردام ان أطفال الأنابيب قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بورم خلايا الشبكية بما يتراوح بين خمس وسبع مرات مقارنة مع الأطفال الآخرين، في حين قالت الجمعية الأوروبية للتكاثر البشرى وعلم الأجنة التي تمثل أربعة آلاف خبير في الخصوبة من جميع أنحاء العالم انه يتعين التعامل مع هذا البحث بحذر.

وقارنت الطبيبة انيت مول وفريقها عدد حالات الإصابة بسرطان العين بين أطفال الأنابيب والأطفال العاديين بعد تشخيص المرض لدى خمسة من أطفال الأنابيب خلال 15 شهرا، حيث يصاب طفل من بين كل 17 ألف مولود في هولندا ودول غربية أخرى بورم خلايا الشبكية.

وقالت في تقرير نشرته مجلة لانسيت الطبية «تحتاج استنتاجاتنا لإجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد الصلة واكتشاف آلية محتملة للسبب». وكانت جميع حالات الإصابة بالسرطان لأطفال ولدوا في الفترة بين عامي 1997 و2001 وتم علاج الصغار بنجاح.

وأضافت مول إن الأمر قد يكون مجرد صدفة لكن نظرا لعدم ظهور أي إصابة لدى أطفال الأنابيب الذين ولدوا في الفترة من 1980 إلى 1995 فان ذلك يمثل زيادة كبيرة في معدل الإصابة بالمرض، بينما قالت جمعية الخصوبة البريطانية إن احتمالات إصابة أي طفل ولد طبيعيا أو عن طريق التخصيب الصناعي بالسرطان قبل بلوغ الخامسة عشرة هي واحد إلى 600.

وأظهرت دراسة جديدة أن الأطفال الذين ولدوا بمساعدة تقنيات الإخصاب الخارجي أطول قامة ويتمتعون بمستويات أفضل من الكوليسترول مقارنة مع أقرانهم الذين ولدوا بعد حمل طبيعي.

وقام الباحثون في نيوزيلندا بمقارنة 50 طفلا ولدوا بعد حمل ناجح عبر تقنيات الإخصاب الخارجي وأطفال الأنابيب مع 60 آخرين ولدوا بعد حمل طبيعي كان جميعهم أصحاء ولم يكن لهم أخوة توائم ومتابعتهم حتى بلغوا السادسة أو السابعة من العمر وقياس أطوالهم وكثافة عظامهم وفحص دمائهم مع الأخذ في الاعتبار طول الوالدين ووزن كل منهما.

ووجد هؤلاء أن الأطفال الذين تم الحمل بهم بالإخصاب الخارجي ولدوا بصورة أبكر بحوالي أسبوع وبوزن ولادي أقل من نظرائهم ولكنهم كانوا أطول قامة من الأطفال الذين نتجوا عن حمل طبيعي، مشيرين إلى أن أطفال الأنابيب الإناث كانوا أطول من الذكور الذين ولدوا بنفس الطريقة.

الشحوم الثلاثية

لفت الباحثون في الاجتماع السنوي لجمعية الغدد الصماء الذي انعقد في سان دييجو مؤخرا إلى أن فحوصات الدهون في الدم كانت أفضل عند أطفال الأنابيب حيث لوحظ وجود مستويات أعلى من الكوليسترول الجيد وأقل من الشحوم الثلاثية المؤذية والكوليسترول السيء ولم يلاحظ وجود أية اختلافات بين الأطفال العاديين وأطفال الأنابيب من حيث مستويات الأنسولين عند الصيام أو بنية الجسم. ويرى الباحثون أن هذه النتائج قد ترجع إلى أن تقنيات المساعدة على الحمل قد تسبب تغير الجينات المرتبطة بالنمو وتنظيم الدهون في الجسم.

حوار ـ أميرة حبيب

Email