الصحة والناس

العلاج الطبيعي أفضل طرق علاج الخشونة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرض الخشونة من أكثر الأمراض شيوعا بين عامة الناس، وهو يصيب كبار السن من بين 40 إلى 50 سنة على الرغم من أن هذا المرض قد يبدأ مبكراً في حياة الإنسان، ويؤكد الأطباء أن العلاج الطبيعي أفضل طرق العلاج، وأن مرض الخشونة يعد السبب الرئيسي في آلام المفاصل، وتحدث الإصابة به في كل مكان بالجسم يوجد فيه غضاريف مفصلية .. لافتين إلى أن أكثر الأجزاء إصابة بالخشونة الفقرات ومفاصل اليد والركبة.

وأيضًا مفصل الحوض والقدمين والكتف والكوع.. وحول هذا المرض وأسبابه وكيفية علاجه والتخلص من آلامه بالعلاج الطبيعي، كان هذا اللقاء مع الدكتور عوني رحمي، وكيل كلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة.. فإلى التفاصيل.

حول أسباب الخشونة، قال استشاري العلاج الطبيعي: إن خشونة المفاصل، الركبة والفخذ هي أكثر الأمراض التي تصيب الإنسان، خاصة كبار السن، بالإضافة إلى وهن العضلات (ضعف العضلات)، ولهذه الخشونة أسبابها الرئيسية كزيادة الوزن وقلة الحركة والإصابات والوقوف الخاطئ وسوء التغذية، ومن العوامل التي تساعد على الخشونة الأمراض الروماتيزمية مثل الروماتويد والنقرس في حالاتها المتأخرة، فضلاً عن تقوس الساقين، وفي بعض الأحيان نقص عناصر مهمة من المعادن.

أسباب وراثية

هل هناك أسباب غير عضوية تؤدي إلى خشونة الركبة؟

هناك أسباب وراثية وقد تكون عيوبا خلقية تساعد على تدهور المفصل سريعا، مثل ليونة الأربطة، كما أن التقدم في العمر يزيد نسبة الماء والبروتين في الغضروف مما يؤدى إلى تآكله، فمع كثرة استخدام المفصل يحدث التهاب في الغضروف، مما يؤدي إلى حدوث آلام والتهاب في المفصل، علاوة على الإصابات المتكررة في المفصل، كما يحدث مع لاعبي كرة القدم، إضافة إلى الإصابة بالسكر واضطراب الهرمونات والجراحات السابقة في مكونات المفصل كالأربطة.

مع كل هذه الأسباب ما هي الأعراض المباشرة للخشونة؟

أول أعراض الخشونة الألم ويزداد مع المجهود الزائد مثل حمل أشياء ثقيلة أو الصعود إلى السلالم، ولابد من تحديد الألم بدقة لوصف العلاج المناسب، وقد يكون الألم أيضًا ناتجا عن تورم بالركبة أو نقص مدى حركة المفصل بحيث يصبح المريض من شدة الألم غير قادر على ثني الركبة لآخر جزء فيها، بالإضافة إلى احتكاك العظام ببعضها أو وجود زوائد عظمية أو التهاب الغشاء المبطن للمفصل.

وماذا عن خشونة الركبة المنتشرة بشكل كبير في مجتمعاتنا العربية؟

خشونة الركبة مرض ينتج عن تآكل الغضاريف الناعمة التي تغطي سطح المفصل والتي تساعد على نعومة الحركة فيحدث ضعف في تماسك هذه الغضاريف، مما يؤدي إلى تشقق سطحها ثم تتآكل تدريجيًا إلى أن يصبح سطح العظمة عاريًا من الغضاريف التي تحميه، ويعتبر مفصل الركبة الذي يحدث فيه الخشونة هو أكبر مفصل في الجسم، وهو مفصل بين أطول عظمتين في الجسم، ويؤدي وظائف مهمة في أغلب أنشطتها الحركية مثل الوقوف والمشي.

حدثنا إذن عن دور العلاج الطبيعي في علاج الخشونة؟

العلاج الطبيعي يهدف إلى تنشيط إفراز السائل الزلالي بالمفصل وتعزيز تغذية الغضروف والكولاجين بالمفصل وتسكين الألم المفصلي وتقوية العضلات المحيطة بالمفاصل والرفع من الكفاءة والأداء المفصلي، ونحن نعمل جاهدين في العلاج الطبيعي للخشونة أولاً على إنقاص الوزن حتى يتناسب مع الوزن والحمل على المفاصل وتخفيض الأحمال، وبالتالي تقل الخشونة، ويتطلب لذلك تمرينات رياضية والتنبيه الكهربي للعضلات حتى تعمل هذه العضلات بكفاءة أفضل مع تقليل النشويات والسكريات والدهون والإكثار من الخضروات والفاكهة.

العلاج المائي

وما أحدث طرق العلاج الطبيعي لمثل هذه الحالات؟

«العلاج المائي» هو من أفضل الوسائل العلاجية حاليًا؛ وذلك لأنه يعمل على تخفيف الحمل وتخفيف شدة الألم على المفصل، بالإضافة إلى التيارات الهوائية الباردة أو الغمس في الماء البارد، وذلك لتخفيف شدة الألم أيضًا وتنشيط الدورة الدموية للمفاصل وذلك يسمى «العلاج السحري».

أيضًا من أساليب العلاج للإصابات المتكررة يفضل استخدام أساليب العلاج الطبيعي السليمة مثل التيارات الكهربائية وأشعة الليزر، فضلاً عن أن الاهتمام بالتغذية هو من أفضل الطرق العلاجية أيضًا، خاصة تناول الخضروات الطازجة ولدينا مقولة ننصح بها جميع المرضى بأن يأكلوا كل ما هو أخضر مثل الجرجير والبقدونس والخس، وهذا لاحتوائها على عناصر وأملاح معدنية تفيد الجسم خاصة العظام.

ما النصائح التي تقدمها لمرضى الخشونة عموما؟

أولاً المشي ثم المشي، ولابد أن يكون بانتظام، وهو أبسط وأسهل بدون العلاج، كما أنصح بالتمرينات التي تؤدى إلى تحسين الدورة الدموية لغضاريف وأنسجة الركبة وتقوية عضلاتها، ويفضل أن تكون في الصباح أو المساء ولا تفضل في درجات الحرارة العالية أو في الشمس وألا تقل مدة المشي عن نصف ساعة يوميًا، ويفضل ألا يكون في أوقات الألم الشديد للمفصل مع ارتداء حذاء رياضي مريح مع عدم الإجهاد.

ما أهم التمرينات التي يجب أن يؤديها مرضى الخشونة؟

يجب أداء تمرينات ساكنة للعضلة الرباعية للركبة لتقويتها وتكون كالتالي: وضع فوطة مبرومة أسفل الركبة ثم الضغط عليها بالركبة مع شد صابونة الركبة ومشط الرجل لأعلى والاستمرار في هذا الوضع لأربع ثوان والاسترخاء لأربع ثوان ويكرر التمرين عشر مرات.

وامتدادا للتمرين السابق يمكن النوم على الظهر ثم ثني الركبة السليمة بزاوية خمس وأربعين درجة، ثم رفع الساق الأخرى لنفس مستوى الساق المثنية مع شد مشط الرجل لأعلى ثم الانتظار في هذا الوضع سبع ثوان ثم يتم إنزال الساق واسترخاء عضلاتها لأربع ثوان أيضاً ثم يكرر التمرين حسبما يطلبه منك الأخصائي.

ولكن يجب التوقف عن التمرين عندما يكون هناك ألم شديد أو عندما يزيد التمرين الألم بشكل كبير، مع الجلوس على الكرسي ومد الساق ثم رفعها مستقيمة إلى مستوى الركبة الأخرى والاستمرار في هذا الوضع لعشر ثوان (أو أقل إذا لم تستطع) ثم إنزال الساق للأرض وهي مستقيمة أيضا، ومحاولة تعلم عادة انقباض واسترخاء العضلة الرباعية في أي وضع أثناء اليوم، حيث إن تكرار تنبيه العضلة يزيد من قوتها.

محاذير

بالطبع هناك تمرينات محظورة على مريض الخشونة..

على هذا المريض تجنب استخدام الدراجة الثابتة أو المتحركة حيث إنها تؤدي إلى زيادة الاحتكاك بين المفاصل، مع تجنب الوقوف لفترات طويلة وعدم الإكثار من صعود ونزول السلالم؛ لأن ذلك يؤدي إلى زيادة الضغوط على مفاصل الركبة مما يزيد من خشونة الركبة وآلامها، كما يمكن استخدام عكاز أو عصا للاستناد عليهما أثناء المشي لتقليل الضغوط على مفصل الركبة.

حيث يكون العكاز في اليد العكسية للركبة المصابة. يجب أداء تمرينات لعضلة الفخذ الأمامية (العضلة الرباعية) لتقويتها بوضع فوطة صغيرة أسفل الركبة ثم الضغط عليها مع النوم على الظهر وثني الركبة السليمة ثم رفع الساق الأخرى لنفس مستوى الساق المثنية مع شد مشط الرجل لأعلى لمدة عشر دقائق مع استرخاء العضلات، وهناك بعض التمرينات العلاجية مثل فرد الركبة مع الاستلقاء على السرير مع ثني وفرد الركبتين بالتبادل.

هل تعتبر أن الجلوكوزامين فعّال في علاج مثل هذه الحالات؟

رغم أن الجلوكوزامين يستخدم منذ فترة لعلاج الآلام وإبطاء تقدم المرض بالأفراد المصابين بالتهاب المفاصل، فإن العديد من الدراسات السابقة أظهرت الجدل حول فاعليته، فقد أظهرت دراسة جديدة لعلماء بجامعة بيتسبرج الأمريكية أن مركب الجلوكوزامين غير فعال في علاج مرضى التهاب مفصل الركبة، وتضمنت الدراسة الجديدة 201 فرد مصابين بآلام في الركبة.

حيث تم إعطاؤهم إما الجلوكوزامين أو عقارا وهميا، ثم تم تصويرهم باستخدام الرنين المغناطيسي وأشعة اكس، وبعد انتهاء فترة الدراسة التي استمرت 24 أسبوعا، أظهرت النتائج عدم وجود اختلاف بمعدل تطور تلف الغضاريف أو إعادة إنتاجها بين الأفراد الذين تلقوا الجلوكوزامين أو الذين تلقوا العقار الوهمي.

خدمة: دار الإعلام العربية

Email