«الشمس» في اليابان بعد إشادة مهرجان برلين

سيرة الإمبراطور هيروهيتو الإنسانية بلمسات روسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدأ في اليابان الشهر المقبل للمرة الأولى عرض فيلم الشمس الذي يتناول الجانب «الإنساني» لشخصية إمبراطور اليابان السابق هيروهيتو الذي حارب الجنود اليابانيون باسمه خلال الحرب العالمية الثانية وذلك رغم مخاوف من أن يثير الفيلم غضب اليمينيين.

ومازال هيروهيتو الذي كان يقدس كاله حتى هزيمة اليابان عام 1945 يعتبر موضوعاً حساساً في الدوائر المحافظة لدرجة أن هوية الممثل الذي لعب دوره بقيت سراً قبل عرض الفيلم العام الماضي. وبعد أكثر من 18 شهراً من الإشادة التي حظي بها فيلم «الشمس» للمخرج الروسي الكسندر سوكوروف في مهرجان برلين السينمائي سيفتتح عرض الفيلم في اليابان يوم 5 أغسطس المقبل.

وقال موزع الفيلم انه كان عليه أن يتغلب على المخاوف من ضغوط جماعات اليمين المتفاخرة بعائلة إمبراطورية تقول إن تاريخها يمتد لأكثر من ألفي عام. وأضاف ميتشيو كوشيكاوا رئيس شركة سلو ليرنير للتوزيع لرويترز «كان الناس قلقين حقاً من احتمال التعرض للعنف من قبل جماعات يمينية لذا كانت الشركات تخشى من شراء حق العرض.

لكني اعتقد أن الفيلم سيكون فرصة طيبة لمناقشة قضية الإمبراطور هيروهيتو برمتها. وسيبدأ عرض الفيلم في دارين فقط واحدة في طوكيو والأخرى في مدينة ناجويا بوسط اليابان رغم أن كوشيكاوا قال انه قد يعرض في النهاية في 25 دار عرض سينمائي. وهناك أسباب لهذه المخاوف.

فقد أطلق يمينيون الرصاص على عمدة ناجازاكي التي تعرضت مع مدينة هيروشيما للقصف بالقنبلة الذرية في أغسطس 1945 فأصابوه عام 1990 بعد أن قال إن هيروهيتو يتحمل بعض المسؤولية عن الحرب. ويقول باحثون إن دور هيروهيتو في صنع القرارات وقت الحرب لم يدرس قط في اليابان ربما بسبب قرار قوات الاحتلال الأميركية لإبقائه على العرش وتحويل الإمبراطور إلى رمز ليابان ديمقراطية جديدة.

وقال هارالد فوس الأستاذ في جامعة صوفيا «في السياسات اليابانية ما بعد الحرب كان من المحرم الحديث عن هيروهيتو كشخص يتحمل مسؤولية أخلاقية أو سياسية عن الحرب». وأضاف فوس انه بوفاة هيروهيتو عام 1989 زال التحريم ولم يعد كثير من الشبان اليابانيين يهتمون بأمر العائلة الإمبراطورية لكن توجيه النقد للإمبراطور أمر من غير المرجح أن يفعله معظم السياسيين.

وفي الفيلم الذي يركز على عزلة الإمبراطور مع نهاية الحرب يجسد الممثل ايسي اوجاتا هيروهيتو كإنسان يصر على انه لا يختلف عن غيره من سائر البشر. لكن منتقدين قالوا انه قدم أيضاً كشخص جبان يتصرف كالأطفال وهو تصوير قد يثير الجدل. وقال المخرج سوكوروف إن هدفه من الفيلم وهو الثالث في سلسلة عن اقوي شخصيات القرن العشرين مثل هتلر ولينين هو النظر إلى الجوانب الإنسانية لشخصية هيروهيتو.

ونقل عن سوكوروف قوله للطبعة الانجليزية من صحيفة اساهي «انه ليس فيلماً وثائقياً ولا سياسياً. كنت مهتماً بهيروهيتو كإنسان». ويأتي عرض الفيلم قبل عدة مناسبات مرتبطة بالحرب مثل ذكرى إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما يوم 6 أغسطس.

وأصبح هيروهيتو محوراً للاهتمام مرة أخرى الأسبوع الماضي بعد مذكرة كشف فيها احد رجال الحاشية عن انه توقف عن زيارة نصب ياسوكوني لقتلى الحرب لأنه استاء من دفن زعماء أدينوا بارتكاب جرائم حرب هناك. وقال الموزع كوشيكاوا انه يأمل أن يبشر الفيلم بعهد جديد من القدرة على الحديث بحرية عن الامبراطور هيروهيتو سيظهر أن الأمور في اليابان أصبحت طبيعية أخيراً.

(رويترز)

Email