يوسف عمير تحدث مع الإعلام مرتين في 18 شهرا ونجح في الإرتقاء بالشركة لمصاف العالمية

رئيس «أدنوك»... قليل الكلام كثير الفعل.. والإنجازات خير شاهد

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن يوسف عمير بن يوسف الأمين العام للمجلس الأعلى للبترول الرئيس التنفيذي لأدنوك يعشق العمل بعيدا عن الأضواء عملا بالحكمة المأثورة »دع الأعمال تتحدث عن نفسها«، فهو لم يدل على مدى 18 شهرا سوى بحديثين صحافيين فقط.

الأمر الذي يجعل الكثيرين يتأملون في الكيفية التي بها استطاعت شركة من العيار الثقيل على غرار »أدنوك« الولوج الى مصاف الشركات النفطية العالمية الكبرى من دون ضجيج أو ضوضاء، ومن دون كاميرات تلفزيونية أو حتى مقابلات صحافية إلا فيما ندر. وأقر الأمين العام للمجلس الأعلى للبترول بتفضيله مثل هذا النهج في الإدارة خلال حديثه النادر مع واضعي كتاب »أبو ظبي الصاعدة 2006« الصادر عن مجموعة أكسفورد للأعمال، حيث قال ما نصه » إننا لا نحب أن نحدث ضجيجا فهذه هي مقابلتي الثانية خلال الـ 18 شهرا الماضية. وهذا لا ينفي كوننا شركة تتمتع بالشفافية، ولكننا لا نحب التحدث كثيرا وخاصة عن أنفسنا، وفي اعتقادي أن الناس تقيّم الشركات بناء على أدائها ولذلك فإننا نطمح إلى تحقيق النتائج المطلوبة وأن لا نضيع وقتنا بالحديث عنها«. ودفع هذا التعليق البعض الى الخلوص الى نتيجة لا تمت الى الواقع بصله، ومؤداها أن شركة أدنوك تعطي القليل من الاهتمام إلى مسألة الظهور الإعلامي، وإنها لا تضع ضمن أولوياتها إقامة علاقات مع المؤسسات الإعلامية.

وبقدر ما دفع هذا التعليق البعض الى القفز على المقدمات للخروج باستنتاجات عن مدي اهتمام الشركة بقضية الشفافية، فإنه وبالقدر نفسه، كان هذا التعليق حافزا لـ «البيان الاقتصادي» على استخدام محرك البحث على شبكة الإنترنت للتحري والخلوص الى نتائج تعكس الواقع. وتمثلت النتيجة في ورود معلومات شحيحة عن يوسف عمير بن يوسف الأمين العام للمجلس الأعلى للبترول، يقابلها فيض متدفق من المعلومات عن شركة أدنوك تتعلق معظمها بإنجازات حقيقية موجودة على أرض الواقع، إي هناك فصل واضح بين الشفافية والإفاضة عن الحديث عن الذات من جانب، والشفافية على مستوى الشركة من جانب آخر. وربما لا تسعف شظايا المعلومات المتناثرة هنا وهناك في التعرف الكامل على شخصية الرئيس التنفيذي لأدنوك، ولكنها قد تسلط الضوء على بعض الإبعاد.

وعملا بمقولة »دع الآخرين يقيمون الأفعال«، فقد حصل يوسف عمير بن يوسف الأمين العام للمجلس الأعلى للبترول على جائزة »الشخص الأكثر تأثيرا في قطاع الطاقة الاقليمي« عام 2004، وهي احدي جوائز التفوق التي توصف بجوائز »الأوسكار« السنوية لقطاع الطاقة في الشرق الأوسط.

وذلك عقب استطلاع للرأي أجرته مجلة »بايبلاين«. وعلقت حينذاك أيلين مايكل، الناشرة للمجلة قائلة »إن هذه الجائزة قدمت تقديرا لبادرة بن يوسف في قيادة مجموعة أدنوك نحو تحقيق أهداف جديدة في مشاريع الغاز والنفط«.

قناعات شخصية

ويؤمن يوسف عمير بن يوسف الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية »أدنوك« بالجوانب الإنسانية في الإدارة باعتبارها المفتاح الرئيسي لنجاح أية منظمة أو مؤسسة، ويرى في هذا الصدى ضرورة أن تظل المؤسسات الناجحة وفية لبعض الالتزامات وأهمها التمسك بمجموعة من القيم والمبادئ والمعتقدات.

وفي مقدمتها التزام المؤسسة بعناية بالإنسان وإن جودة التزام الشركة تجاه مساهميها يعتمد إلى حد كبير على جودة التزامها نحو القوى العاملة لديها كونهم الذين يقدمون الخدمة للعملاء ويحققون الإنجازات.

ومن ثم، فهو يدعو كل شركة بأن تهتم بالموارد البشرية كأهم عنصر من عناصر إستراتيجية النمو المستدامة لها كما أن عملية تطوير قوى عاملة مؤهلة وملتزمة تتطلب استثمارات كبيرة في عملية التوظيف والتدريب.

كما انه يعتقد إن صناعة الطاقة اليوم تحديات جديدة تتمثل في تقنيات حديثة تحتاج إلى خبرات ووظائف جديدة وإجراءات داخلية وأساليب وأنظمة لاتخاذ القرارات وانه من أبرز المشكلات التي تواجهها الصناعة الآن هي مشكلة النقص في العمالة ذات المهارات الفنية للمشاريع الكبيرة التي تجرى الآن أو يتم التخطيط لها.

كما يؤمن بوجود منطق اقتصادي وتجاري للاستثمار في الصناعة النفطية في المرحلة الحالية، وينهض هذا المنطق على تقدير مؤداه أن الأسعار المرتفعة للنفط تمثل حافزا على ضخ المزيد من الاستثمارات في قطاع الصناعة النفطية.

وشرح الرئيس التنفيذي لشركة »أدنوك« هذا المنطق بقوله إنه على الرغم من وفرة الإمدادات إلا أن أسعار النفط تحوم حول 70 دولارا للبرميل وأن انخفاض أسعار النفط في الماضي أثبط الاستثمار في هذا القطاع وأرغم بعض المنتجين على الخروج من السوق،وقاد على الأقل الى انخفاض العائدات وبالتالي تقليص التكاليف والمشتريات وزيادة الاندماجات.

وأضاف أن انخفاض الأسعار بالنسبة للدول المنتجة يؤدي الى تقليص الإنفاق، بما ينطوي على ذلك من مضاعفات سلبية على التنمية الاقتصادية،وقال أيضا إن الأسعار المنخفضة ليست أمرا جيدا بالنسبة لمستهلكي النفط.

حيث تفضي الى زيادة اعتمادهم على النفط على حساب توجيه التمويل الى تحقيق الكفاءة في استهلاك الطاقة. ولاحظ أنه في ظل تراجع الاستثمارات في الأنشطة الإستخراجية،كان من المتعين على دول أوبك مواجهة الطلب على النفط من خلال السحب من الطاقة الإنتاجية الاحتياطية.

وأنه على الرغم من أن الأسعار المنخفضة مثلت عائقا أمام ضخ استثمارات مستقبلية في الصناعة النفطية إلا أن دول أوبك تصرفت على نحو يعزز استقرار الأسعار، وأنه ما كان في مقدورها الوفاء بالطلب الحالي على النفط، لو كانت قد تصرفت بطريقة مغايرة.

ولكن من حسن الحظ كان في مقدور أوبك تلبية تلك الزيادات في الطلب العالمي والذي كان يقدر في عام 2000 بحوالي 76 مليون برميل يوميا فيما ارتفع اليوم الى 85 مليون برميل يوميا.

وأضاف أنه منذ عام 2000 تحسن وضع الأسعار بشكل ملموس، وانه على جانب الطلب وفي ظل حالة عدم اليقين التي تسود السوق، فإن الطلب سيزيد بمقدار 10 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2025 وهو ما سوف يؤثر على المستوي الملائم من الاستثمارات المطلوبة للمشروعات الضخمة في قطاعات الغاز والنفط.

وهكذا، تتمثل خلاصة رؤية الرئيس التنفيذي لشركة »أدنوك« في أن الطلب العالمي على النفط مازال في ازدياد مستمر، رغم التقلبات التي تشهدها أسواق النفط العالمية.

وهو ما يوفر المنطق التجاري لضخ الاستثمارات في الصناعة النفطية، وعليه، يصبح من الطبيعي أن تخطط الشركة لزيادة طاقتها الإنتاجية بشكل تدريجي لتتمكن من تلبية الطلب وتحقيق مردود اقتصادي من استثماراتها في مجال النفط.

ولعل عزوف يوسف عمير بن يوسف الأمين العام للمجلس الأعلى للبترول الرئيس التنفيذي لأدنوك عن التحدث بكثرة مع وسائل الإعلام، يعود الى ضخامة المسؤوليات الملقاة على عاتقه والتي تتمثل في تحقيق الرؤية التي من أجلها تأسست شركة » أدنوك «.

إذ تبوأت دولة الإمارات العربية المتحدة مكانة بارزة بين الدول الصناعية بفضل النظرة الثاقبة والسياسة الحكيمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة (رحمه الله).

وتطبيقا لهذه الرؤية تأسست شركة بترول ابوظبي الوطنية (أدنوك) في 27 نوفمبر 1971م واسند إليها العمل في كافة قطاعات صناعة النفط والغاز وتسويقها. ويقوم المجلس الأعلى للبترول بوضع وتوجيه السياسات البترولية العامة بإمارة ابوظبي.

إنجازات أدنوك

وتشرف أدنوك حالياً على عمليات إنتاج أكثر من 2.5 مليون برميل نفط يومياً مما يضعها ضمن أكبر عشر شركات منتجة للنفط في العالم بالإضافة إلى مصالحها العديدة واهتماماتها المتزايدة في مجال الاستكشاف والإنتاج والتصنيع والتكرير بحيث أصبحت في طليعة الشركات العاملة في هذا المجال.

كما تشرف »أدنوك« على مناطق الامتياز الخاصة بها وتديرها، إضافة إلى إدارتها المباشرة لعملياتها النفطية التابعة لها، وتعمل مجموعة شركات »ادنوك« في مختلف مجالات صناعة النفط والغاز والخدمات البترولية بدءاً من عمليات الاستكشاف والإنتاج ومروراً بعمليات الحفر وبناء المنشآت وتكرير النفط وتصنيع الغاز البتروكيماويات وانتهاء بالنقل والتوزيع.

ويبدو أن رئيس أدنوك ليس بحاجة الى أن يتحدث بنفسه عن إنجازات الشركة، بل هناك الكثير من الإنجازات الموجودة على أرض الواقع التي تتحدث عن نفسها.

فعلى مدى ثلاثة عقود تنامت أنشطة أدنوك بصوره مطردة عبر الشركات التابعة لها والمتخصصة في مجالات الاستكشاف والإنتاج وخدمات النفط والغاز وتكرير النفط وتصنيع الغاز والصناعات الكيماوية والبتروكيماويه والنقل البحري وتسويق إنتاجها في أنحاء العالم وإنتاج وتوزيع المشتقات البترولية بأنواعها.

وقد تجسدت إنجازات »أدنوك« بشكل واضح من خلال إقامة مجمعات ضخمة للنفط والغاز في منطقة الرويس وجزيرة داس ومنطقة حبشان وغيرها، وإنشاء قاعدة صناعية لخدمات الإنتاج وتصدير النفط والغاز ومختلف المنتجات النفطية والأسمدة والصناعات البتروكيماوية.

ففي مجال إنتاج النفط الخام والغاز تقوم شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية »أدكو« بعمليات الاستكشاف والحفر والإنتاج وتصدير النفط الخام من خمسة حقول برية رئيسية هي عصب، باب، بوحصا، سهل وشاه، فيما تقوم شركة أبوظبي العاملة في المناطق البحرية »أدما العاملة« من خلال حقلين كبيرين هما أم الشيف وزاكوم السفلي.

كما تعمل في المناطق البحرية شركة تطوير حقل زاكوم (زادكو) نيابة عن أدنوك وشركة تطوير النفط اليابانية (جودكو) في تطوير وإنتاج النفط الخام من الطبقات العليا لحقل زاكوم العلوي الذي يعد واحداً من أكبر المكامن البترولية البحرية في العالم كما تتولى زادكو عمليات إنتاج النفط من حقول أم الدلخ وسطح وأرزنه.

وتقوم عدة شركات أخرى بخدمات المساعدة لعمليات الاستكشاف والإنتاج وتشمل شركة أبوظبي لمنتجات وكيماويات الحفر المحدودة (أدكاب) وشركة الحفر الوطنية(إن. دي. سي) وشركة الإنشاءات البترولية الوطنية (إن. بي.سي. سي) التي تقوم بأعمال إنشاء وتركيب المرافق التي تحتاجها صناعة النفط والغاز البرية والبحرية، وشركة أبوظبي لإدارة الموانئ البترولية ومرافق تحميل النفط بإمارة أبوظبي.

وتعتبر شركة أبوظبي لتسييل الغاز المحدودة (أدجاز) التي أسست عام 1973 أقدم شركة لتسييل وتصدير الغاز الطبيعي المسال في الشرق الأوسط وتتولى في هذا المجال تسييل الغاز المنتج من الحقول البحرية وتصديره بدلاً من التخلص منه بإحراقه كما كان يحدث في الماضي الأمر الذي شكل إضافة مهمة للدخل القومي ويساهم في المحافظة على البيئة أيضاً.

وتتولى هذه المهمة في المناطق البرية شركة أبوظبي لصناعات الغاز المحدودة (جاسكو) لاستخلاص السوائل البترولية من الغاز المصاحب المنتج من الحقول البرية التابعة لشركة (أدكو).

وفي مجال الصناعات البتروكيماوية تقوم شركة صناعات الأسمدة بالرويـس (فرتيل) بتشغيل مصنع لإنتاج الأسمدة في الرويس حيث يتم فيه تصنيع الأمونيا واليوريا التي تقوم الشركة بتسويقها محلياً وعالمياً.

وتقوم شركة بترول أبوظبي الوطنية للتوزيع (أدنوك للتوزيع) بعمليات توزيع المنتجات البترولية عبر أسطول ضخم من وسائل النقل، إضافة إلى شبكة واسعة من خطوط الأنابيب كما تقوم شركة ناقلات أبوظبي الوطنية بعمليات نقل وشحن النفط، فيما تتولى الشركة الوطنيـة لشحن الغاز المحدودة (إنجسكو) عمليات الشحن للغاز المسال الذي تنتجه (أدجاز).

وتستخدم أدنوك أحدث الأساليب التكنولوجية في القيام بعمليات الاستكشاف والإنتاج بإجراء العديد من الدراسات الجيولوجية والزلزالية بهدف تحديد أماكن وجود النفط والغاز ودعم برامج الاستكشاف والتقييم وتطوير الحقول في المستقبل ووضع تقييم كامل حول الاحتياطيات النفطية.

وتركزت الأنشطة في السنوات الماضية وما زالت على تحقيق زيادة عدد الحفارات لتلبية الخطط الموضوعة لتطوير الحقول والتركيز على استخدام أحدث التقنيات في هذا المجال حيث تم تحقيق خفض في تكاليف العمليات بصورة ملحوظة نتيجة لذلك.

وفي مجال نظم المعلومات تستخدم (أدنوك) عدداً من الأنظمة لغرض القيام بتسهيل العمليات الإدارية والدراسات العلمية، ومن بينها أحد أكبر المعالجات في الشرق الأوسط والذي يضع أدنوك ضمن أكبر 500 مستخدم لأجهزة الحاسبات العملاقة.

كما تستخدم أدنوك شبكة الألياف البصرية المتطورة لنقل المعلومات بينها وبين مجموعة شركاتها ومواقع حقولها النفطية وتطبق عدداً من النظم والبرامج الرئيسية الحديثة في مجالات الموارد البشرية والمالية والمواد والصيانة والإمداد وحفظ الوثائق وتحرص بشكل خاص على تأهيل الكوادر الوطنية في مجال نظم المعلومات.

وهكذا، يجد رئيس أدنوك الكثير من الأصول الموجودة على أرض الواقع والتي تبين بجلاء انطلاق الشركة الى مجالات رحبة من النمو والازدهار، وهي واضحة وضوح الشمس للعيان، بحيث تقل أهمية التحدث عنها مع الآخرين لتتحدث هي عن نفسها.

Email