لم يعد يستثني أحداً

الفشل ينتقل إلى اللقاحات الطبية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في أواخر الخريف الماضي، زار مسؤول قروي وانغ جيشنغ، مزارع الدجاج في مقاطعة لياوننغ الصينية الشمالية، محذراً إياه من نفوق آلاف الدجاجات، ناحياً باللائمة على إنفلونزا الطيور.

لم يبد القلق على وانغ، فمنذ شهر دفع، حسبما قال، 225 دولاراً ثمناً لثمان وعشرين دجاجة من اللقاح المكثف، لحماية دجاجاته، وقضى يومين ونصف اليوم في حقن كل دجاجة من دجاجاته العشرة آلاف، إلا أنه وبعد يوم من زيارة المسؤول، لمح وانغ، ثلاث دراجات ثلاثية العجلات، محملة بصناديق من أكياس الطيور، تمر قبالة مزرعته، باتجاه نار موقدة أضرمت لحرقها.وما لبثت طيوره أن بدأت في النفوق. وفي غضون أسبوع واحد، نفقت دجاجاته جميعاً أو ذبحت درءاً لانتشار المرض.تبيَّن فيما بعد، أن شركة إنسر مونغوليا بيوفارماسي صانعة لقاح انفلونزا الطيور الصغيرة، ليست مرخصة لتصنيع اللقاح. وكانت تصنع منتجاً على درجة متدنية من الجودة.

حسبما ذكرت وزارة الزراعة الصينية وبعد أسابيع خمسة، من المصيبة التي ألمت بـ «لياوننغ» في الصميم، أعلنت الحكومة عن اعتقال ستة من تنفيذيي الشركة، وأمرت الشركة بالتوقف عن تصنيع اللقاح، ومازال هؤلاء الستة رهن الاعتقال، وعمال الشركة البالغ عددهم 1300 عامل، يجلسون عاطلين عن العمل، بانتظار الموافقة على استئناف الشركة لعملياتها.

ومن جانبها، قال مسؤول في إنسر مونغوليا بيوفارماسي، إن الشركة استرجعت لقاحاتها، وأقرت بأن لقاحات الانفلونزا كانت غير مرخصة. بيد أنه أضاف، أن الاختبارات أثبتت أن اللقاحات لم تكن السبب في كارثة لياوننغ.

تشتهر الصين، من الأقراص المدمجة، إلى السيارات ببضائعها المقلدة التي تغمر الأسواق.

وقد بذلت الحكومة جهوداً حثيثة، على مضض أحياناً، وغالباً مع نتائج متمازجة فسلسلات الإنتاج المنتشرة، واتساع رقعة البلاد، تجعل عملية بسط السيطرة على منتجي السلع المقلدة أمراً بالغ الصعوبة غير أن تهديد انفلونزا الطيور، لأرزاق ملايين المزارعين .

ـ وربما أرواح كثير من البشر ـ والحاجة لضبط الأمور، كان لها بعد جديد. فلقاحات الطيور المزيفة، تحت مستوى معايير الجودة، لم تترك ملايين الطيور في الصين، بغير حماية فقط، ولكنها تعرض للخطر جهود محاربة الوباء في أنحاء العالم كافة.

وكانت وزارة الزراعة الصينية أعلنت العام الفائت، أن 13 شركة، بما فيها عدة معاهد بحثية مدعومة من الحكومة، عوقبت لترويجها لقاحات غير مرخصة. وقد صرحت الحكومة لتسع شركات في الصين لإنتاج لقاحات انفلونزا الطيور، التي تقول بكين انها توزع مجاناً إلى المزارعين، من قبل العيادات البيطرية المحلية.

ويذكر أن اللقاحات المزيفة، مثل العقاقير الطبية الخاصة بالبشر، غالباً ما تحتوي مركبات نشطة تحتويها المنتجات النظامية.

وكان المعهد الصيني للعقاقير البيطرية المراقبة، بدأ في فبراير 2004، طباعة علامات تلصق بزجاجات اللقاحات المرخصة لإثبات صحتها، ووزعت أكثر من 8 ملايين علامة في أرجاء الصين.

ترجمة: وائل الخطيب

Email