ارتفاع التكلفة يعوق انتشار الجيل الثالث من تقنية النقَّال

إن ارتفاع الأسعار الذي تفرضه شركات الهاتف النقال على الاشتراك في الإنترنت يجعل المستهلكين في بريطانيا يحجمون عن استخدام خدمات شائعة مثل إنزال الموسيقى والأغاني من الإنترنت.

وتنصح شركات هاتف نقال مثل كارفون وارهاوس وذي لينك وفونز فوريو مشتركيها بعدم إنزال موسيقى وأغاني من الإنترنت عن طريق الهاتف النقال، بسبب ارتفاع التكلفة، ويتكلف إنزال أغنية واحدة من الإنترنت في بريطانيا على أقصى تقدير 60 جنيهاً استرلينياً، بسبب الرسوم التي تفرضها شركات خدمات الهاتف ومشغلي الشبكات خاصة للمشتركين الذين يستخدمون النقال في كل شيء تقريباً.

وقد ارتفع عدد الهواتف النقالة التي تحتوي على أجهزة تشغيل موسيقى مثل N91 من نوكيا وسوني إريكسون أيضاً من استخدام النقال في وظائف ذات علاقة بالإنترنت.

وقد أطلقت شركات أمثال إي. إم. آي ويونيفرسال ميوزيك وسوني بي. إم. جي هواتف نقالة ذات إمكانية تشغيل الموسيقى تحسباً لنمو هذه السوق المتوقع.

ورغم أن كثيراً من الناس يستمعون إلى الأغاني عبر الهواتف النقالة، فإن القليل ينزّلون هذه الأغاني عبر الإنترنت من خلال شركة تشغيل الهاتف، بل تشجع الشركات هؤلاء على نقل الأغاني إلى هواتفها النقالة عن طريق الأقراص المدمجة أو من خط إنترنت ثابت (من خلال حاسوب منزلي).

ولم تنصح أي من شركات الهاتف النقال الذين استطلعتهم صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أي مستهلك بإنزال الموسيقى من الإنترنت عبر الهاتف مباشرة.

وقال مستشار مبيعات فركار فون وارهاوس: لو كنت أنا لنسيت تماماً إنزال الأغاني من الإنترنت إلى الهاتف النقال، لأن هذا يستغرق وقتاً طويلاً، وبالتالي سيكون مكلفاً جداً.

وينصح بعض مستشاري التسويق حتى باستخدام مواقع الأغاني غير القانونية على الإنترنت للحصول على أغاني مجانية على الهاتف النقال. وينصح آخرون بتبادل الأغاني مجاناً بين الهواتف ذاتها باستخدام تقنية البلوتوث لموجات الراديو القصيرة المدى.

وقال مستشار مبيعات في فونز فوريو إذا كان لديك أصدقاء أو أقارب لديهم أغاني لطيفة على هواتفهم، يمكنهم إرسالها إليك عن طريق البلوتوث. هذا النوع من النصح يقلق شركات صناعة الموسيقى التي كانت تأمل أن تساهم مبيعات الأغاني على الهاتف النقال في تخفيف خسائرها من القرصنة التجارية.

كما أن شركات تشغيل الهاتف النقال البريطانية لا ترحب بذلك لأنها استثمرت 40 مليار استرليني في الجيل الثالث من الهاتف النقال، وبنيته التحتية وتراخيصه على أمل الكسب من خدمات إنزال البيانات. وتفيد أرقام فورستر ريسيرس لأبحاث التسويق والتقنيات أن 95% من الهواتف النقالة المباعة في بريطانيا العام الماضي قادرة على الاتصال بالإنترنت، و15% منها فقط استخدمت في الاتصال بالإنترنت.

وقال بن وود محلل الاتصال في دار جارتز للتكنولوجيا إنه لم يحدث انفجار في سوق الإنزال من الإنترنت وفشل الجيل الثالث من تكنولوجيا الهواتف النقالة في تحقيق التوقعات بأن الناس سوف يستخدمونها للاتصال بالإنترنت وإنزال البيانات منها.

فالناس يحجمون عن ذلك بسبب ارتفاع التكلفة، فعندما يستخدمون هذه التقنيات يجدون فواتير مثقلة بالأرقام فيتراجعون، فهم ينزلون أشياء بسيطة مثل أغنية، فيدفعون عشرات الجنيهات الاسترلينية.

وتختلف سوق استخدام الإنترنت على الهاتف النقال كثيراً في قطاع النقال اعتماداً على نوعية عقود المستهلكين والمواقع التي يفضلون استخدامها.

وتصل تكلفة إنزال ما يعادل ميجابايت 3 جنيهات استرلينية، لكن بعض الشركات مثل تي. موبايل توفر أسعاراً مخفضة، حيث تطرح 40 ميجابايت مقابل 8 جنيهات استرلينية في إطار مشروع «ويب آندواك» أو استخدام الإنترنت أثناء المشي.

وأغلى الأسعار تقع على عاتق المشتركين في البطاقات المدفوعة مقدماً، حيث تفرض فودافون مثلاً 5,7 جنيهات استرلينية لإنزال ميجابايت من الإنترنت، وتفرض تي. موبايل 20 استرلينياً لإنزال ميجابايت على عملائها من أصحاب البطاقات المدفوعة سلفاً. وهكذا يتكلف إنزال الأغنية التي تبلغ 3 ميجابايت 5,22 أو 60 إسترلينياً على الترتيب.

ترجمة: أشرف رفيق