اتهامات تناقض نفسها والسوق يعود للاستقرار مجدداً

«أسبوع الأعصاب» يرفع قيمة التداولات ويعيد الضغط على «القيادية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنهت أسواق المال المحلية تداولاتها الأسبوعية أمس، بتحسن عام في قيمة تداولات الأسهم التي ارتفعت بنسبة 9.5% عن الأسبوع الماضي، إلى جانب زيادة عدد الصفقات المنفذة بنسبة 7.3%، رغم تراجع كمية الأسهم المتداولة بفارق بسيط لم يتجاوز 0.25% عن الأسبوع الماضي.واعتبر محللون أنه لا يمكن اعتبار هذه النتائج متصلة بطريقة أو بأخرى بتراجع الأسعار العام الذي بلغ ذروته يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الماضي، بل على العكس،

فهي تشير وبوضوح إلى عودة الاهتمام والإقبال وتراجع مؤشرات الخوف التي تملكت صغار المستثمرين خلال الفترة الماضية، وأن ارتفاع قيمة الأسهم المتداولة على حساب حجمها الإجمالي ما هو مؤشر صريح على عودة الاهتمام بالأسهم القيادية والتداول عليها على نقيض تداولات شهر رمضان الذي شهد إقبالا على الأسهم ذات الأسعار منخفضة القيمة مما رفع كمية الأسهم المتداولة على حساب قيمتها الإجمالية.

أسبوع أعصاب

وصف المراقبون أسبوع التداولات الماضي »بأسبوع الأعصاب«، فلم يكن للسوق شكل محدد حسب الرؤى والتحليلات، وتبادل الخبراء والمحللون مع المستثمرين والمحافظ الاتهامات التي انهالت على مختلف الأطراف على اعتبار أن المتهمين لهم دورٌ أساسي في تحريك تداولات السوق سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وأبرز هذه الاتهامات التي ناقضت نفسها كانت موجة للمحافظ، التي ردت بدورها بالنفي،

فالمحافظ الاستثمارية قالت أنها لم تتأثر بهذا بالهبوط الحاصل تبعاً لاستراتيجيتها الاستثمارية طويلة الأجل والمحافظ المضاربة والمضاربون المستقلون أعلنوا بشكل ضمني أن السوق خرج عن سيطرتهم، ثم انهالت الاتهامات على أعضاء مجالس إدارات الشركات بأنهم المسؤولون عن الوضع الحاصل، إلا أن التقارير أشارت إلى ان المحافظ قامت بعمليات التجميع الكافية التي ساعدت على ارتداد الأسهم من جديد.

وحمّل بعض المستثمرين جهات أخرى مسؤولية »التصحيح« وعادوا ليتراجعوا عما قالوا مشيرين إلى مديري المحافظ كونهم أصحاب القرار في تحريك السوق، وعند تحرك السوق ارتفاعاً لم يعتبروه خروجاً من المأزق بل على العكس توقعوا ان تعود الأسعار للهدوء وتأهب اغلب المتابعين والمستثمرين لجني أرباح جديدة، تبعاً لتكرار هذه الحالة في الأيام الماضية،

الأمر الذي أصبح اعتيادياً لدى المستثمرين، وهو ما حدث فعلاً يوم أمس الذي على الرغم من زيادة النشاط وارتداد الأسهم صعوداً في خطوة مكملة لارتفاعات أمس الأول إلى ان المؤشر العام لسوق دبي المالي مني بهبوط بسيط يدل على الاستقرار.وهو ما يدفع الجميع للإيمان بالأسبوع المقبل عقب عطلة عيد الاتحاد والذي سيبدأ يوم الاثنين.

الأداء الأسبوعي

حققت قيمة الأسهم المتداولة في سوقي أبوظبي ودبي الماليتين، ارتفاعاً بنسبة 9.5% وبفارق بلغ 736 مليون درهم، مغلقة تداولاتها عند المستوى 8.436 مليارات درهم مقارنة مع القيمة المسجلة في الأسبوع الماضي عند 7.7 مليارات درهم، استحوذت منها دبي على 5.855 مليارات درهم، في حين كان لأبوظبي نصيب في 2.581 مليار درهم.

أما بالنسبة لكمية الأسهم المتداولة في السوقين فقد أظهرت النتائج تراجعا بسيطاً في حجمها بنسبة 0.25% بفارق بلغ 1.747 مليون سهم مسجلة يوم أمس ما مجموعه 704.933 ملايين سهم مقارنة مع كمية الأسهم المتداولة في الأسبوع الماضي بحجم 706.68 مليون سهم، وكان لدبي نصيب منها في 421.476 مليون سهم مقابل 283.457 مليون سهم تداولتها أبوظبي. وفيما يخص عدد الصفقات المنفذة في أسبوع فقد أظهرت النتائج ارتفاعها بإجمالي بلغ 58.039 ألف صفقة مقابل 54.088 ألف صفقة نفذت في الأسبوع الماضي بنسبة ارتفاع بلغت 7.3%، وبفارق 3.951 ألف صفقة.

أداء الأسهم في أسبوع

أما بالنسبة للشركات الأكثر ارتفاعاً في أسبوع فقد تصدرتها شركة الإسمنت الوطنية بنسبة ارتفاع بلغت 25.71%، وأبوظبي لبناء السفن 17.04% ورأس الخيمة للدواجن والعلف 10%، وأبوظبي لبناء السفن 8.13%.أما الشركات الأكثر انخفاضا فقد كانت على رأسها الإمارات للقيادة بنسبة 14.45%، وعمان للتأمين بنسبة 8.83%، ورأس الخيمة الوطني بنسبة 8.64%، والإمارات للتأمين بنسبة 7.83%.

أما الشركات الأكثر نشاطاً من حيث القيمة، فقد تصدرتها إعمار العقارية بقيمة بلغت 2.168 مليار درهم، وتلاها بنك دبي الإسلامي بقيمة 819 مليون درهم، أملاك للتمويل 608 ملايين درهم، ودبي للاستثمار بقيمة 598 مليون درهم.

ارتفاع المؤشر

ارتفع مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 0.86% ليغلق عند المستوى 7090.81 نقطة بتداول 130 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 1.74 مليار درهم من خلال 10742 صفقة. وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 61 من أصل 85 شركة مدرجة في الأسواق المالية. و حققت أسعار أسهم 52 شركة ارتفاعا في حين انخفضت أسعار أسهم 8 شركة بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.

الأداء القطاعي

وسجل مؤشر قطاع الخدمات ارتفاعا بنسبة 1.10% تلاه مؤشر قطاع الصناعات ارتفاعا بنسبة 0.77% تلاه مؤشر قطاع البنوك ارتفاعا بنسبة 0.69% تلاه مؤشر قطاع التأمين ارتفاعا بنسبة 0.27%.وجاء سهم »إعمار« في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطا حيث تم تداول ما قيمته 605 ملايين درهم موزعة على 25.45 مليون سهم من خلال 1.714 صفقة. واحتل سهم »تبريد« المرتبة الثانية بإجمالي تداول بلغ 140 مليون درهم موزعة على 21.02 مليون سهم من خلال 1.182 صفقة.

وحقق سهم »الدواجن والعلف« أكبر نسبة ارتفاع سعري حيث أقفل سعر السهم على مستوى 6.6 دراهم مرتفعا بنسبة 10% من خلال تداول 120 ألف سهم بقيمة 810 آلاف درهم. وجاء في المركز الثاني من حيث الارتفاع السعري سهم »الإمارات للقيادة« الذي ارتفع بنسبة 9.63% ليغلق على مستوى 14.8 درهماً للسهم الواحد من خلال تداول 3 آلاف سهم بقيمة 44.425 ألف درهم.

وسجل سهم »بنك الإمارات الدولي« أكثر انخفاض سعري في جلسة التداول حيث أقفل سعر السهم على مستوى 56 درهماً مسجلا خسارة بنسبة 3.45% من خلال تداول 5.177 سهم بقيمة 290 ألف درهم. تلاه سهم »أم القيوين الوطني« الذي انخفض بنسبة 3.03% ليغلق على مستوى 8 دراهم من خلال تداول 75 ألف سهم بقيمة 600 ألف درهم.

ومنذ بداية العام بلغت نسبة النمو في مؤشر سوق الإمارات المالي 118.07% وبلغ إجمالي قيمة التداول 473.17 مليار درهم. و بلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعاً سعرياً 67 شركة من أصل 85 شركة وبلغ عدد الشركات المتراجعة 12 شركة.وتصدر مؤشر قطاع الخدمات المرتبة الأولى مقارنة بالمؤشرات الأخرى و محققا نسبة نمو عن نهاية العام الماضي بلغت 137.94% ليستقر على مستوى 6.422 نقاط. في حين احتل مؤشر التأمين المركز الثاني بنسبة 117.57% ليستقر على 5.839 نقاط. تلاه مؤشر قطاع البنوك بنسبة 116.93% ليغلق عند المستوى 7.674 نقاط. تلاه مؤشر قطاع الصناعات بنسبة 3.03% ليغلق على مستوى 1030 نقطة.

كتب سمير حماد

Email