صور حياة الدبلوماسيين

حسين فهمي: "الشارد"مسلسل واقعي حتى في التفاصيل الصغيرة جداً!

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحاكي الفنان حسين فهمي في مسلسله »الشارد« الذي تعرضه الفضائيات العربية تجربته الثرية كسفير للنوايا الحسنة بالأمم المتحدة ويأتي المسلسل في سياق تجاربه الناجحة السابقة على الشاشة الصغيرة، »البيان« التقت به وأجرت معه هذا الحوار:

* كيف مرّت بك تجربة مسلسل »الشارد«؟

ـــ مسلسل »الشارد« هو أحد الأعمال التي بدأت معي كفكرة والتقيت بالمؤلف مهدي يوسف ليكتبها في حلقات تلفزيونية، وأردت بها أن أصوّر العالم الصعب والشاق في حياة الدبلوماسيين بالمنظمات الدولية.

فعلى مدى الفترة الأخيرة ومشاركاتي في العديد من الأنشطة في بلدان مختلفة كسفير للنوايا الحسنة أحسست بالدور الكبير الذي يلعبه هؤلاء البشر لمساعدة الجماعات والدول المحتاجة.

ورفع المعاناة عن كواهلهم سواء المصابين بالإيدز أو الذين يعانون من الفقر أو الذين يكتوون بالحروب والمجاعات، ورغم ذلك فإنهم يواجهون أخطاراً جمّة تهدد حياتهم تبدأ بالخطف وتنتهي بالقتل.

وقد تأثرت بكل هذه المشاهد، ومن الطبيعي وبحكم أنني ممثل أردت أن أعبّر عنها في عمل فني.

* وهل وجدت سهولة في إخراج هذا العمل للشاشة؟

ـــ اعتبرت هذا العمل رسالة إلى الجمهور، وقد اعتذرت عن العديد من الأعمال والمشاريع الفنية الجديدة لأنني تفرغت تماماً لهذا المسلسل، ووجدت الكل يتنافس بوعي لإخراج العمل إلى النور.

وبالفعل تم الاتفاق سريعاً بيني ومدينة الإنتاج على المسلسل الذي أخرجه عمر عبدالعزيز، وشاركني فيه كوكبة من الممثلين منهم سوسن بدر وجومانا مراد وأحمد راتب وحنان مطاوع والسيد راضي.

* وكيف تعاملت مع تفاصيل الشخصية التي تقدمها في المسلسل؟

ـــ في الأحداث شخصية أحد مستشاري الأمين العام للأمم المتحدة الذي يكلف بمهمة سلام في إحدى دول جنوب إفريقيا، ويتعرض للرصد من إحدى أجهزة المخابرات التي تقوم باختطافه أثناء المهمة، ويتعرض لضغوط نفسية وعصبية قاسية يتضح بعدها إصابته بمرض الزهايمر.

والشخصية بهذه الصورة تمر بالعديد من الأحداث الصعبة، منها أن المسلسل يتناول للمرة الأولى في الدراما العربية الإصابة بمرض الزهايمر باعتباره مرضاً نادراً.

فاضطررت إلى الاستعانة بالدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي العالمي كمستشار نفسي للمسلسل، أما باقي الأمور فبسبب عملي كسفير للنوايا الحسنة لمستها عن قرب وأصررت على أن تكون وقائع المسلسل مقاربة جداً للواقع حتى في التفاصيل الصغيرة جداً.

* هل تأثرك بحادث اغتيال السفير المصري في العراق إيهاب الشريف، دفعك ـــ كما تردّد ـــ إلى نسج أحداثه في المسلسل؟

ـــ للأسف عندما اغتيل السفير إيهاب الشريف كان المسلسل يُصوَّر، وبالفعل أنا تأثرت جداً بهذا الحادث المؤلم، والذي هو جريمة بكل المقاييس، ولا أنكر أنني غيّرت عدداً من المشاهد في المسلسل بناءً على هذا الحادث، ولكن الحادث أثر فيّ من ناحية أخرى حيث زادت قناعتي بأهمية المسلسل والرسالة التي يقدمها.

* هل التفجيرات الإرهابية التي وقعت في مدينة السلام بشرم الشيخ جعلتك تعيد حساباتك من جديد نحو هذا العمل؟

ـــ التفجيرات الإرهابية كان أثرها أكبر فيّ لأنها توجهت نحو منطقة عزيزة علي وعلى العالم، وأنا فور التفجيرات سافرت إلى شرم الشيخ وبكيت.

وأنا أشاهد الجرحى والقتلى والخراب الذي تركته هذه الجريمة، وأحسست بأنني كفنان مطالب أكثر من أي وقت مضى بالقيام بدور لا بد منه لمواجهة وتحدي الإرهاب.

واقترحت عمل مهرجان سينمائي دولي في شرم الشيخ وهذا يحتاج إلى وقت كبير حتى يتم تنفيذه، فلجأت إلى تعديل عدد من مشاهد المسلسل وجعلتها تدور في شرم الشيخ لتقديم الوفاء والمساندة لهذه المدينة في مواجهة شبح الإرهاب، وليكون العمل نفسه رسالة للمجرمين من الإرهابيين بأنهم أخطأوا الهدف، وأن ما قاموا به لن يجعلنا نهجر المدينة.

* وهل في رأيك هناك ثمن لهذه المواقف والمبادئ على الفنان أن يدفعه بطيب خاطر؟

ـــ لا أحب في حياتي التعامل بمفهوم الربح والخسارة، وهذا شيء أدين به لتربيتي ووالدتي وأنا أتعامل مع الحياة بمبدأ أن الإنسان لا يعيش بمفرده وعليه أن يقف إلى جوار المحتاجين.

بمبادئ لا يتزحزح عنها مهما كان الثمن، مثلاً أنا عُرض عليّ مؤخراً إعلان من إحدى شركات السجائر الكبيرة مقابل مليون جنيه، ورفضت الإعلان رغم الإغراء المالي لا لسبب سوى أنني ضد التدخين، وكيف وأنا سفير للنوايا الحسنة أقدم مثل هذا الإعلان؟

* بشكل عام، كيف تقيِّم الدراما المصرية الآن؟

ـــ المسلسلات المصرية في أزهى عصورها، وهناك حالة من النشاط والأفكار الجديدة، ودخول نجوم السينما أثرى الشاشة الصغيرة، وجعل الجمهور يقبل عليها.

وإذا كانت هناك عيوب ومشكلات في المسلسلات مثل المط والتطويل، لكن هذه الأمور تجري معالجتها، والمنافسة بين عدد كبير من المسلسلات من ناحية ومع الدراما السورية من ناحية أخرى دفعت الدراما المصرية إلى التطوير التخلي عن عيوبها.

القاهرة ـــ محمد سليمان:

Email