كوفي عنان في كلمته: أهمية المنتدى انه يسعى لإيجاد صيغة وصل جديدة للنمو

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 23 شعبان 1423 هـ الموافق 29 أكتوبر 2002 خلال وقائع الجلسة الافتتاحية لمنتدى دبي الاستراتيجي، ألقت الدكتورة ميرفت التلاوي الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة غرب آسيا التابعة للأمم المتحدة (الاسكوا) كلمة كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة والتي وجهها الى المنتدى مشيدا بدور دبي ودولة الامارات الرائد الذي أفرز مثل هذا اللقاء الهام بما يحمله من دلالات ذات أبعاد استراتيجية هامة. وقال كوفي عنان في كلمته: «ان أهمية هذا المنتدى تنبع من المساحة الجغرافية الكبيرة التي يغطيها بما تتمتع به من طاقات وموارد بشرية وطبيعية تؤهلها الى لعب دور هام على الساحة الدولية، مع تباين انجازات هذه المنطقة في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والمعرفية والفكرية». وذكر الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته: «لقد اجتمعتم هنا للحوار وتبادل وجهات النظر إدراكا منكم لحقيقة ان المشكلات والتحديات المتنامية التي يواجهها البشر من المشكلات البيئية وانتشار تجارة المخدرات وانتشار الأمراض والأوبئة هي جميعها تحديات لا تعرف الحدود، في حين يأتي هذا التجمع من أجل عقد شراكات نحو التقدم مع استيعابكم للوضع العام في ظل العولمة التي عمقت اعتماد الشعوب على بعضها البعض ودور العلاقات التجارية المتشابكة في التقريب بين أفراد العائلة الدولية في الوقت الذي تحتم فيه التحديات المتزايدة الاحساس بالمسئولية المشتركة». وأضاف: «ان تجمعكم هذا يسعى الى ايجاد صيغة وصل جديدة للنمو والوقت الذي ساعد فيه النمو الاقتصادي على الارتقاء بحياة الملايين من البشر نجد ان النمو الاقتصادي وحده ليس كافيا لمعالجة مشكلات العالم الذي بات يعاني من الفقر والتلوث وغيرها من المشكلات، وللتحرك نحو الامام، فنحن لا نحتاج فقط لشبكات علاقات تضمن النمو ولكن ايضا نحتاج الى شبكات تحقق التنمية الشاملة والمتوازنة التي تأخذ في الاعتبار مفاهيم اجتماعية وثقافية وسياسية أوسع نطاقا». وقالت الدكتورة ميرفت التلاوي في الكلمة التي ألقتها نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة: «ان التقدم الاجتماعي عنصر اساسي من عناصر التنمية والفرد الذي يتمتع بصحة جيدة وفرص تعليم أفضل يكون قادراً على المشاركة الفعالة في تنمية وتطوير مجتمعاتهم، و«أهداف التنمية الألفية» التي تبناها قادة العالم منذ عامين مضيا أوضحت عدداً من حتميات العمل المحددة مثل توفير التعليم الاساسي لجميع مواطني العالم وكذلك العمل على تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، وبدون تركيز الجهود في هذه المجالات ودون العمل على التطوير الشامل لقدرات الموارد البشرية داخل الدول، لن يكون هناك أساس صحيح لعملية التنمية ولن يمكن تحقيق أي انجاز في اتجاه التنمية الاقتصادية». وأضاف عنان في كلمته: «ان للتناغم الثقافي دوراً هاماً في تحقيق التنمية وهذا ما يؤكده المنتدى لما له من قيمة في اتجاه مساعدة البشر على تحديد مصادر التهديد المشتركة وفرص التغلب عليها في حين يساعد التناغم الثقافي والفكري على تفعيل العلاقات التجارية الاقليمية وكذلك علاقات تبادل الخدمات وحركة رأس المال والتكنولوجيا كما يمكن لهذا التناغم المساعدة على بناء نظام تعليمي اقليمي يتواءم مع الحاجات المتنامية التي يمليها تيار العولمة «مشيرا الى ان الجهود الرامية الى تحقيق التناغم الاقليمي على الصعيد الثقافي والفكري لا يعني الوقوف في وجه الانفتاح على الأفكار والتأثيرات القادمة من مصادر وأقاليم اخرى حيث اثبت التاريخ ان نهوض الحضارات جاء في الاساس بناء على قدرة الشعوب على الانفتاح على أفكار الاخرين والقدرة على التعلم والقدرة على إثراء التنوع الثقافي من خلال التعلم والابتكار الناجم عن الاحتكاك مع الآخرين والاستفادة من خبراتهم. وأكد عنان في كلمته على ان المعنى الواسع للتنمية يحتاج الى مناخ سياسي موائم ومشجع مع ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة في حرية التعبير عن آرائهم في القضايا التي تتعلق بمصيرهم كما طالب بمنح المرأة والرجل على السواء الحرية في استغلال طاقاتهم الى أقصى مدى مع ثقتهم في ان حرياتهم سوف تحترم وتصان في ظل فعالية دور الحكومات وآليات تضمن التسوية السلمية للمنازعات والخلافات مع تأكيد الأمين العام للأمم المتحدة على أهمية الديمقراطية كمطلب رئيسي للتنمية وتشديده على ان الصراع الحقيقي القادم هو الصراع الرامي الى منح الجميع حرية الممارسة الديمقراطية بشكل متكافيء ومتاح للجميع. وأشار الأمين العام للأمم المتحدة الى دور الحكومات الهام في عملية التنمية لكنه ايضا أشار الى مسئولية القطاع الخاص والجمعيات الأهلية والمؤسسات الاكاديمية والمنظمات الدولية من أمثال الأمم المتحدة في هذا الصدد حيث قال انهم معا يمكنهم الترويج لعدد من القيم العامة مثل العدالة والكرامة والاحترام المتبادل، وقال: «معا يمكننا دحض الفقر والشعور بالافتقار الى الأمن والامان»، معربا عن أمله في التعاون الفعال مع المنتدى في هذا الوقت الحاسم الذي تمر به المنطقة والعالم.

Email