رئيس فنزويلا يتطلع لجمع كل زعماء اوبك في قمة كراكاس

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يرى البعض انه ليس من الحكمة تنظيم حفل تضم قائمة مدعويه الرئيس العراقي وامير الكويت. غير ان رئيس فنزويلا هوجو شافيز الذي يرفض دوما ان يقيد نفسه بالعرف سيبدأ بعد غد الاثنين جولة لم يسبق لها مثيل في الدول العشر الاخرى اعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لدعم محاولته لاستضافة اول قمة للمنظمة منذ 25 عاما. ويأمل شافيز في ان يغري وصول سعر النفط الى 25 دولارا للبرميل خصوم حرب الخليج السابقين وباقي زعماء دول اوبك على التوجه الى كراكاس الشهر المقبل. وبعدما ارتفعت اسعار النفط الى عنان السماء العام الماضي بفضل تخفيضات جوهرية في الانتاج يحاول شافيز ان يعزز الصورة السياسية لمنظمة شابها الضعف طوال اعوام نتيجة نزاعات سياسية وتجاوزات لحصص الانتاج والحرب ايضا. وبعد عقد تقريبا من تشكيل التحالف الذي قادته الولايات المتحدة لطرد القوات العراقية من الكويت يامل شافيز بان يكون الوقت مناسبا لقدر اكبر من الوحدة في المنظمة التي تقترب من عيد ميلادها الاربعين. وقال الزعيم الامريكي الجنوبي امام مراسلين اجانب الاسبوع الماضي يجب ان تتوحد دول العالم الثالث الصغيرة والا ابتلعتها العولمة. واضاف شافيز الذي سيكون اول رئيس يزور العراق منذ حرب الخليج عام 1991 لا توجد لدينا قيود ايديولوجية ولن نقبل ابتزازا ايديولوجيا. وستكون هذه مقامرة من جانب رجل يصف نفسه بانه ثوري ومدافع عن الفقراء. ويرجح ان تقابل اية محاولة لاضفاء الصبغة السياسية على المنظمة بحذر من دول الخليج العربية التي تعول على اكبر مستهلك للنفط في العالم وهي الولايات المتحدة للحصول على الجانب الاكبر من قوتها العسكرية. وتعقد اوبك اجتماعات دورية لوزراء نفطها في فيينا عادة لتحديد حصص الانتاج. بيد ان شافيز يريد اتصالات على مستوى اعلى بين الدول الاعضاء التي تهيمن على ثلثي احتياطيات النفط وصادراته في العالم. وقال شافيز يجب ان تكون الارادة السياسية هي القوة الدافعة في اوبك لاننا نعتقد انه يجب الا توكل (مسائل) الجغرافيا السياسية الى لجان فنية. ولذا اقترحنا قمة كراكاس. وخلال 18 شهرا في السلطة لم يكتف شافيز بطرح (ثورته السلمية) التي تمخضت عن اصلاح النظام السياسي ووضع دستور جديد بل وحول فنزويلا ايضا من اكثر الدول انتهاكا لحصص اوبك الى افضل دولة من حيث الالتزام بحصتها. لكن لا يزال يتعين معرفة ان كان هذا كافيا لجمع زعماء اوبك على مائدة واحدة. وقالت وزارة خارجية فنزويلا ان زعماء قطر والجزائر ونيجيريا والكويت وايران واندونيسيا اكدوا حضورهم للقمة المقرر عقدها بين يومي 27 و29 سبتمبر فيما ذكرت المملكة العربية السعودية وهي اكبر منتج ومصدر للنفط في العالم انها سترسل ولي العهد الامير عبد الله. وسيحاول شافيز خلال جولته التي تستغرق تسعة ايام اقناع باقي الزعماء ومن بينهم الرئيس العراقي صدام حسين والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بالمشاركة. وقال شافيز الاسبوع الماضي تحدثت الى القذافي بالهاتف امس لكن هذا ليس كالجلوس معه مثلما سنفعل في طرابلس. واردف سأجلس معه واتحدث عن الحياة وابلغه مباشرة اننا يجب ان نتوحد اكثر. ليس فقط في النفط بل والتكنولوجيا والتعليم ونعرف ما فعله من اجل المشردين والاطفال. ولم تكن فكرة عقد قمة لاوبك لتطفو على السطح دون انتعاش العام الماضي الذي انتشل الاسعار من مستويات دون عشرة دولارات للبرميل وهو ما القى بكثير من المصدرين في خضم ازمات اقتصادية الى 30 دولارا مؤخرا وهو ما اثار مخاوف حكومات غربية. وقال شافيز السعر ليس مرتفعا. سندافع عن موقفنا. الاسعار عادلة. وتعيد هذه التصريحات الى الاذهان اوبك السبعينيات عندما اضطر الغرب لدفع 40 دولارا لبرميل النفط. وفي القمة الوحيدة السابقة لاوبك والتي استضافتها الجزائر عام 1975 كانت المنظمة تنعم بفترة غنى ونشاط ثوري لم يسبق لها مثيل مع تأميمها لعمليات النفط التي اقامتها شركات غربية متعددة الجنسية في بلادها. وبعد ربع قرن من هذا التأميم عادت الحكومات التي تعاني نقصا في السيولة لفتح احتياطياتها امام رؤوس الاموال الاجنبية. وتأمل فنزويلا ان تعيد صياغة ميثاق اوبك لمواجهة المخاطر التنافسية من شركات نفط عملاقة جديدة متعددة الجنسية. بيد ان اي ميثاق جديد للمجموعة سيكون ذا جانب ثانوي بالنسبة للمغزى السياسي لقمة الشهر المقبل. وقال مسئول من فنزويلا طلب عدم ذكر اسمه الهدف الحقيقي الوحيد للقمة هو عقد قمة. وواصلت اسعار النفط العالمية الصعود امس الجمعة لتقفز اكثر من دولار معززة مكاسبها القوية التي سجلتها هذا الاسبوع. وفي سوق البترول الدولية بلندن ارتفع سعر خام القياس العالمي مزيج برنت للعقود تسليم سبتمبر 06.1 دولار ليغلق على 37.29 دولارا للبرميل. وفي سوق نايمكس بنيويورك قفز سعر خام القياس الامريكي غرب تكساس الوسيط لعقود سبتمبر 26.1 دولار الى 92.29 دولارا للبرميل. وقفزت اسعار النفط هذا الاسبوع نحو دولارين مدعومة بتقريرين اظهرا انخفاضا حادا على نحو غير متوقع في مخزونات النفط في الولايات المتحدة اكبر مستهلكي الطاقة في العالم. من جانبها قالت وزارة الطاقة والمناجم في فنزويلا ان متوسط سعر سلة النفط الخام ومنتجات تكريره في فنزويلا زاد 42.0 دولار الى 91.24 دولارا للبرميل في الاسبوع المنتهي في الرابع من اغسطس. وقالت الوزارة في تقرير صدر يوم الجمعة ان متوسط سعر السلة هوي في الاسبوع السابق المنتهي في 28 من يوليو 42.2 دولار الى 49ر24 دولارا. وقال التقرير ان متوسط سعر السلة بلغ حتي الان في اغسطس 00.25 دولارا منخفضا 64.1 دولار عن متوسط يوليو 64.26 دولارا ومقارنة مع متوسط يونيو 87.27 دولارا ومايو 39.25 دولارا. واشار التقرير الى ان متوسط سعر السلة حتى الان هذا العام بلغ 59.25 دولارا للبرميل مرتفعا 55.9 دولارات عن متوسط عام 1999 الذي كان 04.16 دولارا ومقارنة مع متوسط عام 1998 الذي بلغ 57.10 دولارات ومتوسط عام 1997 الذي وصل 32.16 دولارا. واوضح تقرير الوزارة ان بعض هذه الاحصاءات مبدئية وعرضة للتغيير. وتعتمد حكومة فنزويلا 0.15 دولارا سعرا للبرميل في ميزانيتها لعام 2000. وكان النفط مورد 39 في المئة من عائدات الحكومة خلال عام 1999. وهكذا تواصل اسعار النفط فى الاسواق العالمية ارتفاعاتها متحدية بذلك كافة قواعد المنطق التى اقرتها أسس الاقتصاد الحر وصاغها الخبراء والمحللون وسارت عليها الاسواق منذ عشرة اعوام انقضت وبالتحديد منذ انتهاء حرب الخليج الثانية. ففى الوقت الذى تأكدت فيه أنباء زيادة السعودية لصادراتها على نحو فردى تزامن مع تجاوزات أقل حدة من جانب الدول المنتجة الاخرى أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبيك) حققت اسعار النفط ارتفاعات متفاوتة خلال الاسبوع الماضي اعاد لها خسائر مؤقتة منيت بها عقب الاعلان الرسمى عن زيادة صادرات السعودية. وقال خبراء نفطيون ان ماتشهده الاسواق حاليا يخرج عن المألوف فبينما تؤكد الارقام الراصدة لمعدلات العرض والطلب فى السوق وجود وفرة فى المعروض من بعض الخامات يفرض النقص الحاد فى المخزونات وتقلص امدادات الخامات الخفيفة التى تؤثر بدورها على معدلات انتاج المشتقات نفسه على الاسواق ويحول دون التقاط المستهلكين انفاسهم. وأضاف الخبراء فى تصريحات للنشرة الاقتصادية الدولية لوكالة انباء الشرق الاوسط امس ان ازدياد استهلاك المشتقات البترولية خاصة الجازولين فى الاسواق الامريكية تأثرا بموسم السفر والتنقل بين الولايات بعضها البعض والمستويات المرتفعة لاسعار الخامات حالتا دون تمكن الشركات من توفير مخزونات كافية فى الفترة المنقضية الامر الذى اثر سلبا على الاسواق واوجد احساسا بعدم الامان وجعل السوق عرضة لتقلبات حادة وسريعة. ونبه الخبراء الى أن الاوضاع الراهنة فى أسواق النفط تؤكد ماذهب اليه وزراء الاوبيك من نفى تحمل المنظمة مسئولية الارتفاعات المستمرة فى الاسعار متهمين التجار انفسهم بالسعى نحو ارباك الاسواق من خلال المضاربات الضارة بالاسعار بهدف تحقيق اكبر قدر من المكاسب. ورفض الخبراء التكهن بما ستؤول اليه الاوضاع فى الاسواق النفطية خلال الفترة القادمة مؤكدين ان السوق عرضة لتغيرات سريعة ومتباينة فى ظل التداخل الوثيق بين العوامل السياسية والاقتصادية فى الاسواق النفطية.. وقالوا ان المزايدات والاتهامات المتراشقة بين مرشحى الرئاسة فى الولايات المتحدة تبدو عاملا فاعلا فى الاسواق فبينما يرى الجمهوريون ارتفاع أسعار النفط دليل عجز على ادارة كلينتون الحالية يسعى الديمقراطيون لارسال اشارات واضحة الى المواطن الامريكى يؤكدون عبرها التأثير الفعال للادارة الامريكية على البلدان المنتجة للبترول مستدلين على ذلك باقدام الاوبيك على زيادة سقف انتاجها مرتين متتاليتين فى غضون ثلاثة اشهر فقط بخلاف الزيادة المنفردة التى لجأت اليها السعودية اكبر منتج ومصدر للنفط فى العالم. وكانت الاوبيك قد رفعت سقف انتاجها بواقع 7.1 مليون برميل يوميا فى اجتماعها الوزارى الذى عقد بفيينا خلال شهر مارس الماضى ثم اقرت زيادة جديدة بواقع 708 الاف برميل يوميا فى شهر يونيو المنقضى. وتضم المنظمة فى عضويتها احدى عشرة دولة هى السعودية, الكويت, قطر, الامارات, العراق, ايران, اندونيسيا, فنزويلا, ليبيا, الجزائر, نيجيريا. ـ (الوكالات)

Email