مؤتمر (فياتا) يواصل فعالياته وسط انجازات ومناقشات ساخنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حقق مؤتمر (فياتا دبي 99) أكبر انجازاته على الاطلاق بتوقيع الاتفاق بين منظمة (فياتا) العالمية ومنظمة (الكليكات) الاوروبية التي تضم في عضويتها جمعيات هيئات الشحن والتخليص بدول المجموعة الاوروبية الـ 14. ويقضي الاتفاق باندماج منظمة(الكليكات)تحت لواء منظمة(الفياتا)مع الحفاظ على كيانها المستقل داخل الفياتا كمنظمة اقليمية دولية كبرى. وأكد عبدالملك الدهمان رئيس منظمة الفياتا في تصريحات لـ (البيان) ان هذا الاتفاق نجح مؤتمر دبي في التوصل اليه بعد مفاوضات مضنية استغرقت عشر سنوات تقريبا ولم ينجح الطرفان في التوصل اليه الا هنا في دبي حيث تم توقيعه أمس الأول فقط. وقال أحمد البنا رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر ان الكليكات هي أكبر منظمة اقليمية في قطاع الشحن وانضمامها الى فياتا دعم كبير لهذا القطاع. وحول ما أسفرت عنه اجتماعات اليومين الأولين للمؤتمر, أوضح احمد البنا ان طبيعة منظمة الفياتا انها لا تعقد مؤتمرات أو ندوات, وإنما تعقد اجتماعات تنظيمية لهيئاتها ولجانها الاستشارية والفرعية وجميعها اجتماعات فنية, وفي نهاية أعمال المؤتمر يتم اعداد مجموعة من التوصيات حول الموضوعات التي طرحها أعضاء المؤتمر من الهيئات واللجان والشركات والاشخاص ليتم اعلانها في نهاية أعمال المؤتمر. وتضم الفياتا هيئات متعددة تعقد جميعها اجتماعات فنية من بينها الهيئة الاستشارية للتدريب والتعليم والهيئة الاستشارية للشئون القانونية والهىئة الاستشارية للعلاقات العامة وهيئة الشحن الجوي وهيئة الجمارك والتسهيلات وهيئة النقل متعدد الوسائط والهيئة الاستشارية لنقل البضائع الخطرة وهيئات ولجان فرعية اخرى عديدة. وأضاف ان فياتا تعقد اجتماعين كل عام, الأول في المقر الرئيسي للمنظمة الدولية في زيوريخ بسويسرا في مارس من كل عام, والثاني في دولة اخرى من دول العالم. وأعلن ان هيئة النقل الجوي ستعقد اجتماعا لها اليوم الاثنين بحضره ثلاثة من المتخصصين في ثلاثة قطاعات, ويتحدث في الاجتماع ممثلون لملاك البضائع والناقل وممثلي الشحن والتخليص والنتائج التي يتوصل اليها الاجتماع سيتم اعتمادها في التوصيات النهائية. طلبات انضمام وحول عضوية الدول العربية في الفياتا وما اذا كان اجتماع دبي سيشجع الدول العربية على ذلك, قال احمد البنا انه لا توجد طلبات نهائية بالانضمام, لكن نحن نشجع كل الدول العربية على ذلك. ومن حسن الحظ انه يوجد على رأس المنظمة الدولية شخص عربي من تونس هو عبدالملك الدهمان يدعو كل الدول العربية للانضمام. وقد نظمنا زيارات مشتركة من الفياتا واللجنة الوطنية لوكلاء الشحن والتخليص بالدولة الى كل من السعودية والبحرين, وأرسلت كل دولة وفدا للمشاركة في فعاليات المؤتمر لاستطلاع الامور والتأكد من أهمية الدور الذي تلعبه الفياتا, واعتقد انهما أكثر اقتناعا الآن واستعدادا للانضمام. كما جرت اتصالات مشتركة مع الاخوة في الكويت ستسفر ايضا عن الانضمام الى فياتا. التجارة الالكترونية وحول تأثر قطاع الشحن بنمو التجارة الالكترونية قال أحمد البنا ان التجارة الالكترونية لا تؤثر سلبا على قطاع الشحن, بل انها تؤثر ايجابا لأن أي نمو لحركة التجارة يعني نموا لقطاع الشحن. كما ان قطاع الشحن قد سجل الاسبقية في استخدام التجارة الالكترونية, فهو أول قطاع استعمل هذا المبدأ من خلال نظام معروف في الشحن هو (الكترونيك داتا اكستشينج) وذلك باستصدار بوالص الشحن الكترونيا والاتصال بكافة الجهات الكترونيا مثل البنوك وغيرها من الهيئات. استفاقة أما عبدالملك الدهمان رئيس منظمة الفياتا فأكد ان أهم الفوائد التي ستجنيها الدول العربية من انعقاد مؤتمر الفياتا في دولة عربية هي الامارات تتمثل في تحقيق ما يمكن تسميته (استفاقة عربية) لأهمية هذه المنظمة ودورها الحيوي في قطاع الشحن والتخليص. فمنذ 20 سنة ونحن نحاول جذب الدول العربية الى هذه النقطة دون فائدة ومازال عدد الدول العربية الاعضاء لا يتجاوز ست دول فقط هي: الامارات, تونس, المغرب, الجزائر, مصر ولبنان. وقد بدأت الدول العربية الآن تدرك أهمية هذا القطاع, ومن ثم أهمية الفياتا. ويكفي ان الفياتا عضو في جميع المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاونكتاد وغيرهما, وهذه المنظمات هي التي تتحكم الآن في مصير العالم ولا وجود لأية دولة خارج هذه المنظمات. ومن خلال عضوية الفياتا يمكن التأثير ليس فقط في قطاع الشحن ولكن في جميع هذه المنظمات الدولية. تغيير الأسلوب وحول تحديات القرن المقبل وما تعنيه بالنسبة لقطاع الشحن, حيث رفع المؤتمر شعار تحديات القرن المقبل, قال عبدالملك الدهمان ان أهم هذه التحديات هو ضرورة تغيير أسلوب العمل التقليدي, ففي هذا القطاع يتغير أسلوب العمل كل يوم, ولهذا لابد للدول الأعضاء ومن يريد اللحاق بركب الالفية الثالثة الابتعاد عن الأسلوب التقليدي والاستفادة من التكنولوجيا واستخدام التجارة الالكترونية, كما أشار أحمد البنا وتبادل المعلومات الكترونيا من نقطة الشحن الى نقطة وصول البضاعة والغاء الادارة الورقية وتحقيق مبدأ ادارة بلا أوراق. وحول العولمة وتأثيرها على قطاع الشحن أوضح ان كل ما يسهل حركة التجارة ومرور البضائع يؤثر تأثيرا ايجابيا على قطاع الشحن. ولهذا فإن منظمة فياتا تحارب أي عراقيل أو معوقات في سبيل حركة التجارة وبصفة خاصة القوانين التي تتمسك بها بعض الدول رغم انه لم يعد لها وجود في هذا العصر. تحذير وحول ارتفاع أسعار الشحن مستقبلا وتأثير ذلك على مستقبل هذا القطاع, قال الدهمان انه لا يتوقع أي ارتفاع في اسعار الشحن مستقبلا, بل انه يلاحظ هذه الأيام انخفاضا في اسعار بعض أنواع الشحن مثل الشحن الجوي والشحن البحري. ويحذر من هذا الانخفاض لأن له آثار سلبية على القطاع, حيث يؤدي الى انخفاض جودة الخدمة لأنه انخفاض اضطراري تضطر اليه الشركات بفعل المنافسة الشديدة, ولهذا لا أتصور حدوث ارتفاع في الأسعار بالمستقبل القريب, واذا حدث سيكون ارتفاعا محدودا جدا. وأوضح الدهمان ان الفياتا كمنظمة دولية لا تتدخل مباشرة في مسألة الاسعار, ولكن تعمل من خلال المنافسة على توفير جو جيد للعمل في هذا القطاع. وأشار الى ان توصيات الفياتا مثل غيرها من المنظمات العالمية غير ملزمة اصلا لأنها منظمة في خدمة اعضائها وتستقي توصياتها من اقتراحات الاعضاء ولكنها تسعى لتوفير الدراسات واتخاد القرارات وتشجيع الأعضاء على تطوير أنفسهم بما يتلاءم مع تطورات هذا القطاع وحركة التجارة العالمية. فخور جداً وأكد ان أكبر الاستفادة من انعقاد هذا المؤتمر هو توقيع الاتفاقية مع الكليكات الاوروبية قائلا: أنا فخور جدا بأنه تم توقيع هذا الاتفاق في دبي, فقد تم تتويج جهود عشر سنوات من المفاوضات. وسوف يعود هذا الاتفاق بالنفع على الشحن العالمي, فهذه الاتفاقية ستعطي الفياتا سلطة أكبر وفعالية أكبر من ذي قبل لأن كلا من الفياتا والكليكات تعملان بنفس الأسلوب ونفس الرجال ايضا. دعم حكومي من جهة اخرى تحتل قرية دبي للشحن مكانا بارزا في المعرض الدولي الذي تقيمه منظمة (فياتا) بالطابق الأرضي من مبنى غرفة تجارة وصناعة دبي على هامش فعاليات مؤتمرها والذي يضم اجنحة لعدد كبير من شركات الشحن والتخليص بالعالم. ويقول علي الجلاف رئيس قرية دبي للشحن ان هدف المشاركة هو تقديم نوع من الدعم والمساندة من جانب حكومة دبي للشركات العالمية في مجال الشحن والتخليص بالدولة. فنحن نستهدف اعطاء دفعة معنوية لهذه الشركات لكي تشارك بالمؤتمر وتلتقي بالشركات العالمية وتستفيد من خبراتها, علما بأن قرية دبي للشحن تتعامل مع 800 الى 900 شركة شحن من مختلف دول العالم من بينها شركات عملاقة ومعروفة بالاسم. وقد أدت هذه المساندة من جانب الى ارتفاع عدد الشركات المحلية المشاركة بالفياتا من مجرد 7 شركات الى حوالي 20 شركة هذا العام, اضافة الى 60 ـ 70 من الشخصيات العاملة في هذا القطاع تشارك بصفة شخصية. مصدر قرار وحول الفوائد التي ستعود على قطاع الشحن المحلي من وراء انعقاد هذا المؤتمر في دبي, قال الجلاف ان شركات الشحن أصبحت الآن مصدر قرار, فنحن نشحن البضاعة وشركات الشحن تتخذ قرار الاتجاه الذي ستذهب اليه البضاعة. ولهذا فنحن نستفيد من حضور هذا العدد الكبير من الشركات العالمية الذي تعدى ألف شركة الى دبي لترى بنفسها التسهيلات والخدمات المتوفرة, ولهذا من الممكن ان تقرر جعل دبي وجهة رئيسية لها في المستقبل, وهذا يخدم قطاع الشحن وحركة التجارة بشكل عام. وأوضح ان بوادر هذه الفوائد قد ظهرت بالفعل من طلبات بعض الشركات زيارة قرية دبي للشحن والاطلاع على أحدث ما فيها من تسهيلات, وهذه الفوائد ستنعكس ليس فقط على دبي أو الامارات وإنما على كل دول الخليج والمنطقة بشكل عام. وذكر علي الجلاف ان انعقاد مثل هذا المؤتمر سيقوي ويدعم قطاع الشحن بشكل عام, مشيرا الى ان شركات من جنوب افريقيا بدأت حوارا لعقد صفقات مع شركات من دبي وهذا من الانجازات المباشرة. 800 الف طن وحول حجم سوق الشحن بالدولة قال علي الجلاف ان الامارات تستحوذ على ما يقارب 700 ـ 800 الف طن سنويا من سوق الشحن العالمي, بينما يصل حجم هذا السوق في دبي وحدها الى حوالي 450 الف طن سنويا. وأشار الى ان هناك خطة لمدة 20 سنة بتحقيق معدل نمو سنوي خلال هذه الخطة يتراوح بين 5 ـ 7%, ولهذا اعتمدت قرية دبي هذه الخطة وتعمل بكل جد على تحقيقها حتى تكون على المستوى العالمي في هذا القطاع. وحول ضعف الحضور العربي بمؤتمر الفياتا, قال علي الجلاف انه يعتبر حضورا جيدا بالنسبة لأي مؤتمر آخر للفياتا نظرا لانعقاد المؤتمر في دبي, ولكن المشكلة ان بعض الدول العربية لم تنتبه بعد الى أهمية هذه المنظمة, بل انها لا تعطي هذا القطاع أصلا أهمية رغم انها تتحكم في صادرات الدول العربية وحجم تجارتها بشكل عام. وحول امكانية انشاء شركة عربية كبرى للشحن قال الجلاف ان قطاع الشحن قطاع عالمي والشركات العاملة فيه يمكن اعتبارها شركات متعددة الجنسية وليست وطنية, واقامة شركة عربية أمر ممكن لكن المشكلة الرئيسية هي في العراقيل والمعوقات الموجودة لدى بعض الدول العربية وبخاصة في مجال التسهيلات والجمارك, وهذه من العراقيل التي تعوق عمل أية شركة في قطاع الشحن. ويرجع تقدم دبي أساسا الى نجاحها في توفير هذه المتطلبات. أثناء الجلسة المعرض الدولي لـ (الفياتا) عبدالملك الدهمان أحمد البنا علي الجلاف

Email