الامارات الأولى بين دول التعاون في عدد مصانع الغزل والنسيج

ت + ت - الحجم الطبيعي

اظهر تقرير صناعي خليجي حديث ان دولة الامارات تستحوذ ما نسبته 54 بالمائة من عدد المصانع العاملة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مجال الغزل والنسيج والملابس الجاهزة تلتها السعودية بنسبة 22.5 بالمائة وتوزعت النسبة الباقية بين دول المجلس الاخرى بنسب متفاوتة . وذكر التقرير الذي اعدته منظمة الخليج للاستشارات الصناعية وتلقته الدوائر المالية والصناعية بأبوظبي امس ان عدد المصانع العاملة المرخصة من قبل وزارات الصناعة في دول مجلس التعاون لصناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة بلغ في عام 1997 حوالي 399 مصنعا بتكلفة استثمارية قدرها 767 مليون دولار امريكي ويعمل بها حوالي 60 الف عامل. واوضح التقرير ان السعودية حازت على 65.3 بالمائة من مجمل رأس المال المستثمر في صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة بدول مجلس التعاون مقابل 21.3 بالمائة في الامارات و 6.1 بالمائة في سلطنة عمان وتوزعت النسبة الباقية وقدرها 7.3 بالمائة بين دول مجلس التعاون الاخرى. طفرة هائلة وأوضح التقرير انه منذ اواخر الثمانينات, حدثت طفرة هائلة في صناعة الملابس, حيث انتقل الى دول المجلس (ما عدا السعودية) عدد كبير من مصانع الملابس الجاهزة من دول شرق اسيا, بعد ان زادت طاقاتها في بلدانها الاصلية عن الكميات المسموح لها بتصديرها الى الولايات المتحدة, مستفيدة بذلك من مناخ الاستثمار الملائم في المنطقة. الا ان التوسع الكبير في الطاقات وما رافقه من زيادة الصادرات الى السوق الامريكي, ادى الى شمول دول المجلس بنظام الحصص الامريكي ايضا (ما عدا السعودية). وأوضح ان هذا الاجراء ادى الى صعوبات مرحلية في عملية التسويق, حيث سعت هذه الدول جاهدة الى فتح اسواق جديدة في كل من كندا ودول الاتحاد الاوروبي. واشار الى ان هذه الصناعات تشمل عدة انشطة منها: صناعة الغزل والآلياف الطبيعية والصناعية, والتريكو, والمنسوجات والاقمشة المتنوعة, والملابس الجاهزة. ويختلف متوسط الاستثمار في المصنع الواحد من نشاط الى اخر. ففي صناعة السجاد والموكيت بلغ قرابة 21 مليون دولار, وفي المنسوجات والاقمشة 6 ملايين دولار, بينما انخفض في الملابس الجاهزة الى حوالي مليون دولار فقط, وهذا يدل على ان هذه الصناعة الاخيرة كثيفة الاستخدام للعمالة. وقدر التقرير الطاقة الاجمالية لمصانع الغزل والنسيج والملابس الجاهزة في دول مجلس التعاون عام 1997 بحوالي 427 الف طن, حازت صناعة السجاد والموكيت على 54% من هذه الطاقة (تعادل حوالي 115 مليون متر مربع تقريبا), تلتها صناعة المنسوجات والاقمشة بنسبة 20%, ثم صناعة الملابس الجاهزة بنسبة 17.5% (تعادل حوالي 28 مليون دزينة تقريبا), وتتوزع النسبة الباقية- وقدرها 8.5%- بين منتجات النسيج الاخرى, كالخيام والستائر والبطانيات وخلاف ذلك.مشيرا الى ان معظم صناعة السجاد والموكيت في السعودية, وكذلك النسبة الغالبة من البطانيات وبياضات الاسرة والخيام, بينما تتركز معظم صناعة الملابس الجاهزة والمنسوجات والاقمشة في دولة الامارات, وبنسب اقل من دول المجلس الاخرى. وبالرغم من ارتفاع معدل استغلال طاقات المصانع العاملة في صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة في دول المجلس من 45% عام 1991 الى 80% عام 1996, الا ان الانتاج الفعلي من كافة منتجات هذه الصناعة, مازال يسهم بنسبة 39% فقط من مجمل الاستهلاك الظاهري لدول المجلس, وتتفاوت هذه النسبة بين 77% في صناعة السجاد و 22 % في صناعة الاقمشة و 33% في صناعة الملابس الجاهزة. واكد التقرير ان دول المجلس مازالت تستورد كميات هائلة من كافة المنتجات النسيجية, بلغت عام 1996 نحو 834 الف طن, بقيمة 5.7 مليارات دولار, مثلت قيمة واردات الاقمشة حوالي 48%, والملابس الجاهزة 36%, وتوزعت النسبة الباقية- وقدرها 16%- بين منتجات نسيجية متنوعة مشيرا الى انه بالمقابل, قامت دول المجلس بتصدير كميات كبيرة من مختلف انواع المنسوجات والملابس الجاهزة, الا ان اعادة الصادرات تشكل جزءا مهما منها. وقد ارتفعت صادرات دول المجلس من هذه المنتجات من حوالي 124 الف طن, بقيمة 787 مليون دولار عام 1991, الى نحو 258 الف طن, بقيمة 1484 مليون دولار عام 1996. وأسهمت صادرات الملابس الجاهزة بنحو 44% من قيمة الصادرات النسيجية لعام 1996, تلتها الاقمشة والمنسوجات بنسبة 29%, ثم السجاد واغطية الارضيات بنسبة 23%, فباقي المواد النسيجية بنسبة 4% وقد ازداد الاستهلاك الظاهري من كافة المنتجات النسيجية في دول المجلس (عدا الخيوط), من حوالي 709 آلاف طن عام 1991, الى قرابة 890 الف طن عام 1996, بزيادة سنوية بلغت 4.8% في المتوسط خلال هذه الفترة, وقد شكل استهلاك الاقمشة والمنسوجات قرابة 37% من مجمل كميات المنتجات النسيجية المستهلكة عام 1996, حيث ان جزءا كبيرا منها يتم استهلاكه من قبل مصانع الملابس الجاهزة, واتى السجاد واغطية الارضيات في المرتبة الثانية في حجم الاستهلاك, حيث اسهم بنسبة 26% (تعادل حوالي 120 مليون متر مربع تقريبا), تلا ذلك الملابس الجاهزة بنسبة 21% (تعادل حوالي 65 مليون دزينة تقريبا), وتوزعت النسبة الباقية- وقدرها 16%- بين المنتجات النسيجية الاخرى, مثل الخيام والستائر وبياضات الاسرة وخلافها. مستقبل صناعة النسيج وفيما يتعلق بمستقبل صناعة النسيج في دول المجلس ذكر التقرير انه بالرغم من حداثة تجربة دول المجلس في مجال صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة, الا انه يتضح لنا, من تحليل واقع هذه الصناعة, بان هذه الدول استطاعت استيعابها وتوطينها, وعملت على تنميتها والنهوض بها, مستهدفة بذلك احلال الواردات بالانتاج المحلي, الى جانب التصدير للاسواق الخارجية, مستفيدة من عملية توطين صناعة الملابس الجاهزة التي تمت لديها في السنوات القليلة الماضية مشيرا الى انه نظرا لاهمية صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة, والمتمثلة في سد حاجة اساسية, والى تنامي استهلاك دول المجلس من المنتجات النسيجية المختلفة, فانه يمكن القول بان هذه الصناعة ستلعب دورا أكثر اهمية في المستقبل. أبوظبي ــ عبد الفتاح منتصر

Email