سفير روسيا في الامارات لــ(البيان): انشاء مركز تجاري روسي في دبي سيساهم في تنمية العلاقات بين البلدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

مما لا شك فيه ان الأزمة الاقتصادية في روسيا والتحولات التي تحدث في المجتمع الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي لها تأثيراتها وتداعياتها المختلفة على الساحة الداخلية في روسيا وعلى الساحة الدولية ايضا , ومازالت انظار واهتمامات دول العالم كله متوجهة الى روسيا تنتظر ما ستسفر عنه الأزمات هناك, ولدى الدول العربية مصالح كثيرة مع روسيا تجعلها تعطي اهتماما بالغا لما يحدث من تطورات في الأزمة الروسية, والعلاقات بين دولة الامارات وروسيا شهدت تطورا ملحوظا خلال الأعوام الماضية في مختلف المجالات خاصة في مجالات السياحة والتجارة. وعلى هامش الندوة التي أقيمت مؤخرا في غرفة تجارة وصناعة دبي حول (الاستثمار في روسيا) كان لــ (البيان) لقاء مع سفير روسيا الاتحادية في دولة الامارات (سيرجي فلاديميروفيتش كيربتشنكو) .. وكان بداية الحوار حول الأزمة الاقتصادية في روسيا وارتباطها بالصراع الداخلي على السلطة هناك, والخوف من تهديدات وصول الشيوعيين للحكم في موسكو وعودة الاقتصاد الشمولي, خاصة مع التوجهات التي أبدتها حكومة بريماكوف من احتمالات عودة سيطرة الدولة على المشاريع الاقتصادية واعتماد الحكومة في الأساس على تأييد الغالبية الشيوعية في البرلمان.. قال السفير كيربتشنكو: لا رجوع في روسيا للوراء ولاعودة لأي مرحلة مضت, ولا توجد لدينا سوى حركة واحدة فقط للأمام, وأي حكومة تأتي في روسيا لابد وان يكون هدفها الأساسي تحسين أوضاع الشعب ورفع المعاناة عنه, والاهداف الايديولوجية ليس لها مكان الآن في روسيا, وفي ظل الديمقراطية الموجودة عندنا من الممكن لأي حزب أو اتجاه ان يصل الى السلطة بما في ذلك بالطبع الحزب الشيوعي, ولكني لا أعتقد ان هذا يشكل أي تهديدات بالعودة للوراء, وأنا هنا لا أتحدث باسم الشيوعيين, ولكنني أتصور ان الظروف الداخلية في روسيا والخارجية في كل أنحاء العالم لم تعد تسمح بذلك, وقد أصبحت هذه الظروف تفرض على الجميع الاعتدال ولا مجال للتطرف رضينا بذلك أم لم نرض, ولا يجب ان نخلط بين عودة الشيوعية وسيطرة الدولة على الاقتصاد لأن الأمرين مختلفان, والمسألة نسبية تماما وتتوقف على مدى الفوائد الاقتصادية التي من الممكن ان تعود من وراء ترك بعض المشاريع للقطاع الخاص أو وضع بعض المشاريع تحت سيطرة الدولة, وبالطبع لن تكون المسألة مطلقة ولن تعود السيطرة الكاملة للدولة على كل المشاريع, ولكن فقط على جزء منها اعتقد انه سيكون من المشاريع الاقتصادية الحيوية, وهذا لا يعني اطلاقا عودة للشيوعية بقدر ما يعني سياسة اقتصادية ضرورية في ظل الظروف التي تمر بها روسيا الآن. العلاقات الثنائية وماذا عن العلاقات بين روسيا ودولة الامارات ومدى التطور الذي وصلت اليه في السنوات الماضية والآفاق التي تنتظر هذه العلاقات في المستقبل؟ ــ روسيا تعطي اهتماما لدول الخليج بشكل عام ودولة الامارات بشكل خاص لأنها تمثل نموذجا رائدا وناجحا في نواح كثيرة خاصة في النواحي الاقتصادية وايضا في الاستقرار والأمن السياسي, وعلاقات روسيا مع الامارات دائما ممتازة ولا تشوبها أية شوائب, ودائما كان هناك بين البلدين تفاهم وتقارب في وجهات النظر, وقد شهدت هذه العلاقات في السنوات القليلة الماضية تطورا ملحوظا خاصة في الجوانب الاقتصادية التي حدث فيها نموا كبيرا, وانعكس هذا بوضوح في العديد من اتفاقات التعاون المتبادل بين البلدين, ومما لا شك فيه ان روسيا والامارات دولتان مختلفتان في نواح كثيرة خاصة الطبيعة والمناخ, وهذا في حد ذاته يساعد كثيرا على تحقيق التكامل بينهما, وخاصة في النواحي الاقتصادية. ويجب الاعتراف بأن تبادل الاستثمارات بين روسيا والامارات مازال ضعيفا رغم تعدد المجالات المتاحة لذلك, ومازال تواجد مستثمري الامارات في السوق الروسية ضعيفا وغير ملموس بشكل واضح, اما بالنسبة للمستثمرين الروس فأنا شخصيا أعتقد انهم لم يصلوا بعد الى درجة النضوج والنمو التي تؤهلهم لدخول سوق مستقرة ورائجة مثل سوق الامارات التي يتنافس فيها المستثمرون من كل أنحاء العالم, وتصوري ان البداية تكون من جانب مستثمري الامارات بأن يذهبوا الى روسيا ويعملوا فيها ولا يخشون المشاكل الاقتصادية والأزمات هناك لأن هذه كلها أمور وقتية ولا تعوق عجلة الاقتصاد, والكثير من الشركات من كل انحاء العالم تعمل في روسيا رغم المشاكل والأزمات ولا تغادرها. دور مساعد وماذا عن دور السفارة الروسية في دولة الامارات في دعم وتوطيد العلاقات بين البلدين؟ يقول السفير كيربتشنكو: السفارة دورها مساعد في تشجيع المستثمرين ورجال الأعمال الروس على الحضور للتعرف على السوق في دولة الامارات, والعكس بدعوة مستثمري الامارات لزيارة روسيا والتعرف على مجالات الاستثمار فيها, ونحن نعطي المعلومات الأولية للمستثمرين ونشارك في الندوات والمؤتمرات ونحضر المعارض, ولكن كل هذا لا يغني عن الزيارة لروسيا نفسها والاطلاع على أحوالها عن قرب ودراسة مجتمعها وأسواقها دراسة عينية لأنه ما أكثر ما يكتب عن روسيا بشكل مبالغ فيه ولا يطابق الواقع في شيء. وقال السفير: ان هناك نية لفتح مركز تجاري روسي في دبي سوف يساهم بشكل كبير في تنمية العلاقات التجارية بين البلدين, وان حركة تبادل الوفود التجارية ورجال الاعمال قد زادت بشكل واضح بين البلدين في الآونة الاخيرة, وهناك وفد من ثلاثين شخصا من رجال الاعمال الروس سوف يصل الى دبي قريبا لاجراء مباحثات مع غرفة تجارة وصناعة دبي وغيرها من الجهات المسؤولة. وأشاد السفير بدور غرفة دبي في دعم وتوطيد العلاقات التجارية بين روسيا ودولة الامارات وذلك عن طريق دعوتها للوفود الروسية واقامتها واستضافتها للندوات والمؤتمرات التي تبحث وتناقش تنمية العلاقات بين روسيا ودولة الامارات. وحول تجارة الشنطة التي يمارسها الروس القادمون الى دبي والتي عانت من مشاكل وانخفاض ملحوظ في العامين الماضيين يقول السفير الروسي: ــ ان هذا المستوى من التجارة لا يناسب العلاقات بين البلدين وليس له مستقبل, والسوق في روسيا تشبعت منه, ونحن نطمح لعلاقات تجارية أكبر وأقوى بكثير من هذا المستوى. حوار: مغازي البدراوي

Email