المواطنات يثبتن كفاءة كبيرة في العمل المصرفي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تؤكد لغة الارقام التي تنطق بها لجان الموارد البشرية العاملة داخل البنوك بنوعيها الوطنية والاجنبية ان المرأة المواطنة اثبتت جدارتها في مجال العمل المصرفي ومرونتها في التجاوب مع شتى التغييرات التي تطرأ على مسيرة البنوك من معاملات وتسهيلات مالية وقروض وائتمانات شخصية . وقد اكدت ذلك تجارب العديد من المواطنات حيث حرصت (البيان) على الالتقاء ببعضهن. قالت (صديقة عباس) مصرفية ببنك المشرق, حصلت على لقب افضل موظفة خدمة العملاء عن شهر يوليو بفرع عجمان. واضافت انه من الصعب جدا على المرأة بالذات ان تثبت لجميع زملائها في العمل قدرتها على تحمل اعباء المنصب الذي تحتله, مهما كان صغيرا او كبيرا لان الفكرة المختمرة في العقلية الشرقية للأسف ليست في صالح المرأة العاملة, التي تضطر لمضاعفة جهدها لتثبت مقدرتها على انجاز جميع المسؤوليات المناطة بها. واضافت صديقة ان الالتحاق بالعمل في قطاع المصارف والبنوك يتطلب مؤهلات ومواصفات على الموظف او الموظفة ان يتحلى بها كي يتمكن من مواصلة احراز التقدم والنجاح في عمله من جهة, ويحقق رضاه الشخصي عن مستوى ادائه من جهة اخرى. وعن اهم تلك المواصفات المطلوبة تجيب صديقة, السلاسة في تقديم الخدمات وتلقي كافة اقتراحات وحاجات العملاء برحابة صدر, الى جانب اظهار الانتباه الكامل والتحمس لكل ما يود الزبون توجيهه لك كمصرفي من كلام يضم النقد السلبي والايجابي لان ذلك امر من شأنه ان يوطد العلاقة مابين العميل والبنك الذي يتعامل معه, اذا ما احس هنا باهتمام العاملين به وهو الهدف الذي ينشد كل مصرف تحقيقه. دعوة من جانبها تدعو رؤيا جواد مديرة تنمية المواطنين من ستاندر تشارترد بنك بدبي, كافة المواطنين والمواطنات ممن ينجذبون نحو العمل المصرفي للالتحاق بأحدى البنوك التي تعج بها دولة الامارات العربية المتحدة وذلك حتى لا يتركوا مجالا للتردد ومن ثم التراجع. وتستطرد في قولها موضحة ان اهم الشروط التي يتوجب توافرها في كل شخص يتقدم بطلب وظيفة مصرفية, من اي نوع كانت اتقان اللغة الانجليزية بالاضافة الى الالمام بأساسيات ومبادىء القطاع المصرفي وعن البرامج التدريبية التي يعدها قسم الموارد البشرية ببنك ستاندرد تشارترد توضح رؤيا ان القسم يولي عناية خاصة بكافة البرامج التدريبية التي يقوم بطرحها لجميع المتدربين والمتدربات, بحيث يعمل على تطويرها واستحداثها بحسب حاجة السوق المحلية من جهة والوضع الاقتصادي على الصعيد العالمي من جهة اخرى ويزود مركز التدريب التابع للبنك, المتدربين بحاجاتهم من المعلومات الاساسية التي ستجعلهم على اهبة الاستعداد لممارسة مهام العمل والانطلاق الفعلي كل حسب مؤهلاته. ويعقد المركز التدريبي دروتين تدريبيتين بصورة سنوية, تضم كل دورة من 20 ــ 25 متدربا ومتدربة , يتلقون تطبيقات حاسوبية ويتم تقوية اللغة الانجليزية لديهم, فيخضعون لاختبار بعدها, لقياس مدى استيعابهم لما تلقوه من تدريبات متباينة. والمرأة كالرجل في مجال العمل, سواء كان مصرفيا او اخر, لان كما يقال بالانجليزية (العمل.. عمل) فتتم محاسبة المرأة الموظفة في القطاع المصرفي ــ والكلام لرؤيا جواد بالصورة التي تطبق على زميلها الرجل, دون النظر ال طبيعة الجنس, لان الانتاج وتأثيره في مسيرة العمل مسؤولية تقع على كاهل الجميع دونما تفريق. وتختتم رؤيا حديثها مبينة ان هنالك الكثير الذي يتعلمه المرء من خلال عمله في البنك, ولاشك ان دائرة خبرته ومعارفه ستزداد اتساعا, نظرا لاطلاعه بشكل يومي على مختلف الحالات والاوضاع المالية, التي يتوقف امر معالجتها على مدى بداهة المصرفي او المصرفية ومرونة تلك المعالجة. تدرج عائشة حبيب مصرفية بالبنك الاهلي الكويتي في دبي تؤكد ان التدرج الوظيفي في العمل المصرفي هو الامر المنطقي الذي يتوجب على كافة الشباب والشابات الاقتناع التام بحتميته, واستئناف عملهم بهذا الحقل الحيوي, بالاستعداد الاكاديمي من خلال اكتساب كافة متطلبات المعاملات المصرفية والمالية. واضافت عائشة ان الرغبة الحقيقية في العطاء, والمحاولات المتواصلة لتحسين الاداء وتطوير مستوى خدمات العملاء هي المقومات الاساسية التي ستمكن المصرفي من اجتياز العقبات التي تواجهه طوال الوقت, دون النظر الى ضرورة ان يتبوأ الموظف الجديد منصبا كبيرا, سيما وان هذه الوظيفة تعد البداية له في القطاع المصرفي. وتنصح عائشة حبيب كافة المصرفيين والمصرفيات بالتروي, وعدم الاستعجال في نيل المناصب العليا, لان عليهم في البداية ان يتعلموا الكثير ليتمكنوا فيما بعد من تولي مسؤوليات اكبر تستدعي بذل جهود جبارة. واشارت عائشة الى المدة التي قضتها في عملها بالبنك والتي تجاوزت ثماني سنوات تقريبا وكيف انها كانت حافلة بالتجارب والممارسات المصرفية والخدماتية اليومية التي جعلتها تتعرف على قدراتها وامكانياتها في التعامل مع مختلف الحالات المالية التي تمر بها. عمل ممتع ووصفت فاطمة النعيمي موظفة ببنك المشرق مجال العمل المصرفي بأنه ممتع للغاية, ومفيد في الوقت ذاته! فهو ممتع من حيث انه يتيح لك الفرصة للتعرف على اشخاص متنوعين على كافة المستويات وتتعلم ايضا كيف تعامل الجميع بذات الروح المرحبة, وتستقبلهم بالاسلوب الطيب (فالدين المعاملة) . اما عن كون العمل او المجال المصرفي مفيدا فأستطيع ان استدل على حقيقة ذلك من خلال قيام العديد من المصرفيين بالتوجه نحو اقامة مشاريع تجارية صغيرة! وغالبا ما تتطور هذه المشاريع المتواضعة في نشأتها وتتحول بعدها الى اعمال ذات ثقل اقتصادي في الاسواق المحلية. واضافت ان هذه الخبرة التي أهلتهم لدخول عالم التجارة المنتعش لم تأت من فراغ وانما من الاحتكاك اليومي بالزبائن والعملاء من التجار ورجال الاعمال الذين قد يطلعون المصرفي من خلال تجاذبهم اطراف الحديث معه بآخر مستجدات السوق المحلية والعالمية على حد سواء, فيرتسم في ذهنه تصورا واضح المعالم عن مجريات الامور من حوله. تجربة (لقد كان يوم تقديمي لاستقالتي من العمل في البنك الذي كنت اعمل به هو نفس يوم اعلان ترقيتي) ! هذا ما قالته (موزة مصبح) التي تعمل حاليا بأحدى المؤسسات الحكومية بالدولة بعد ان خاضت العمل في المجال المصرفي بتجربة محبطة, واضافت: فوجئت بخبر سار غير متوقع على الاطلاق, في نفس اليوم الذي توجهت فيه الى مديري لاعلمه برغبتي في الالتحاق بعمل في مكان آخر بعد ان قضيت عدة سنوات في العمل كموظفة خدمة العملاء, وكنت قد فضلت منذ البداية بعد ان تخرجت من الثانوية العامة ان اعمل في القطاع الخاص, الذي اؤمن بأنه اكثر مرونة ومتعة الى جانب انه يشعرك بأن المسؤولية المناطة بك لن يتكبد مشقتها سواك, وهذا بالضبط ما زاد تعلقي بوظيفتي في البنك, الا ان عدم ترقيتي, وعدم اعلامي حتى بترشيحي لمنصب مسؤول عملاء احبطني كثيرا, فأحسست ان جهدي المضني وعملي المتواصل ذهب هباء منثورا دون مقابل او تقدير وكنت اشعر احيانا انني اعمل في جو مشحون بالحقد والكراهية لا لشيء سوى لكونك المواطن (المدلل) دائما من وجهة نظر زملائي وزميلاتي الاخرين وخصوصا من الجاليات الآسيوية, الذين يمتنعون عن تقديم العون ويد المساعدة لي في اي صغيرة او كبيرة اسأل عنها, فهم يعانون من حالة عدم الاستقرار ويتوجسون خيفة ان احصل على ترقية في المستقبل بعد ان اصبح مؤهلة لها بالطبع, ويخشون انه قد تكون هذه الترقية من نصيب احدهم, واتيت انا في محاولة لاختطافها ممن يستحقها. وتستطرد موزة, لا استطيع ان افهم سر ذلك المفهوم الغريب, والنظرة المشوبة لكونك مواطنا عاملا في اي قطاع كان, لانك ان ابديت جهدا ونية خالصة للتفاني في العمل تستحق معها منصبا اعلى, فتشير اليك كل اصابع الاتهام, بأنك ترقيت لمجرد انك ولدت مواطنا, وان تقاعست واهملت فأنت مواطن كسول ولايتوقع منك الآخرون اي احساس بالمسؤولية الملقاة على كاهلك. تحقيق : لولوة ثاني

Email