المراكز التجارية ظاهرة حضارية لكن هل زادت عن الحاجة؟ عشرة مليارات درهم حجم صناعة مراكز التسوق في دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتشرت ظاهرة المراكز التجارية أو مراكز التسوق في دبي بشكل واضح, وبعضها لا يفصله عن غيره سوى بعض خطوات, وحسب تقديرات غرفة تجارة وصناعة دبي فقد وصل عدد المراكز التجارية إلى أكثر من 35 مركزا , بينما قدرها رئيس مجموعة المراكز التجارية في دبي بحوالي 27 مركزا مكيفا بالاضافة إلى مراكز مكشوفة أخرى, وهناك ما يزيد عن 8 مراكز أخرى تحت الانشاء, ويتوقع ان تبدأ نشاطها خلال العام المقبل. هذه المراكز جميعها, والتي قدرت مصادر اقتصادية مطلعة حجم الاستثمارات بها بما يتراوح بين 9 ـ 10 مليارات درهم, والتي وصفتها بأنها تنمو كالفطر, أثارت تحفظات البعض خشية ان تترتب على انتشارها الكبير هذا نتائج سلبية, خاصة بعد انتقال فكرة اقامة مراكز التسوق إلى الامارات الشمالية , وعلى وجه التحديد امارة الشارقة, التي تشهد في الوقت الحالي استعدادات لاقامة ما يتراوح بين 6 ـ 7 مراكز للتسوق يتوقع ان تدخل إلى السوق خلال العامين المقبلين. فهل يعد انتشار مراكز التسوق في دبي ظاهرة صحية وحضارية وايجابية بشكل مطلق؟ أم ان الكم الكبير منها والذي يتوقع ان يتزايد خلال السنوات المقبلة تكون له آثاره السلبية؟. وهل يعكس هذا الانتشار مجمل النمو الاقتصادي أم انه فرع من هذا النشاط ينطلق بآلياته ليسبق باقي القطاعات؟ وهل تعكس دراسات الجدوى المتاحة بهذه المشروعات حقا نبض السوق الحالي والمتوقع بدقة؟ أم ان هناك تجاوزا في تقديرات الطلب المتوقع على خدمات هذه المراكز؟ وهل يمكن ان ينشأ تضارب بين الفكرة الكامنة وراء هذه المراكز وفكرة الانفتاح عبر شوارع المدينة التي بدأ بعض رجال الأعمال الكبار في بلورتها مؤخرا. النمو التجاري أجمعت مصادر تجارية وعقارية على ان نمو الحركة التجارية بمعدلات سريعة في دولة الامارات عامة وفي امارة دبي خاصة أسهم في زيادة معدلات الطلب على اقامة مراكز التسوق, كما ان السياسة الاقتصادية الحرية التي تنتهجها حكومة دبي ساهمت في زيادة جاذبية هذه المراكز. وأصبحت مراكز التسوق من أنجح مجالات الاستثمار التجاري والعقاري, بعد ان وصلت دبي بنشاطها التجاري إلى أهم المراكز الاقتصادية في المنطقة, كما ان توجه حكومة دبي إلى تنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط وسياستها التي تستهدف تشجيع الحركة السياحية إلى الامارة ساهمت أيضا في جعل هذه المراكز أكثر الأسواق جاذبية, بالنسبة لكل المتسوقين من جميع الجنسيات والمستويات ولرجال الأعمال والتجار, حيث تتوافر بها كل التسهيلات التي يطلبونها تحت سقف واحد, مما جعل هذه المراكز تتحدى المراكز التجارية العالمية الحديثة الموجودة في الدول الأوروبية وهونج كونج واليابان وأمريكا وتنافسها أيضا. وأوضحت مصادر ودراسات غرفة دبي ان تزايد المراكز التجارية ونموها يأتي انعكاسا لزيادة معدلات النمو في معظم القطاعات الانتاجية والصناعية والتجارية, مما أدى إلى زيادة كبيرة في النمو الاستهلاكي سواء من جانب المواطنين أو الوافدين, كما ان هذه المراكز بما أسست عليه وبما حوته من أحدث التقنيات أصبحت من أبرز معالم سياحة التسوق, والتي تظهر بوضوح خلال فعاليات مهرجان دبي للتسوق ومفاجآت صيف دبي, وغيرها من المناسبات المميزة. سياحة الخدمات ويؤكد محمد القرقاوي نائب مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية في دبي ان الامارة تستهدف تشجيع سياحة الخدمات, ولذلك فإن السائح عندما يأتي ويجد سهولة في الخدمات المتوفرة له, سواء في المواصلات أو الاتصالات, أو ما يحتاجه متوفرا تحت سقف واحد, كما في المراكز التجارة, فإن هذا يكون عامل تنشيط لهذه السياحة. وأشار القرقاوي إلى ان دبي لم تكن مصيفا تقليديا, ولكنها خلال مفاجآت صيف 98 نجحت في اجتذاب العديد من السياح إليها, خاصة من السياح الخليجيين, وحققت مراكز التسوق نجاحا كبيرا في الترويج والمبيعات خلال المفاجآت. وتوضح الدراسات التي أعدت على العائلات بصفة خاصة أهمية وجود مثل هذه المراكز, حيث تأكد أن العائلة الواحدة ومع تنامي وتيرة العمل اليومي أصبح يناسبها أسلوب التسوق من مكان واحد بما يضمن لها أن توفر حاجياتها كلها سواء كان ذهبا أو ساعات أو أقمشة وعطورات واكسسوارات حيث توفر على نفسها اضاعة الوقت, الذي أصبح ثمينا مع تزايد ساعات العمل وزيادة سرعة ايقاع الحياة. ظاهرة صحية ويرى عيسى آدم رئيس مجموعة مراكز التسوق في دبي انه ليس هناك مبرر لأي تخوف من زيادة عدد مراكز التسوق سواء في دبي أو غيرها من امارات الدولة, مؤكدا ان هذا يعد ظاهرة صحية, تعكس التطور الحضاري الذي تعيشه الدولة, مشيرا إلى ان السوق في حاجة إلى المزيد, ولكن بشروط محددة حتى لا يتم التوسع عشوائيا. وأضاف رئيس مجموعة التسوق ان دبي أصبحت الآن مدينة المراكز التجارية الأولى في المنطقة, وهي أيضا مركز التسوق الأول وفي هذا الاطار فإن قامة المراكز التجارية ومراكز التسوق يصب في خانة تعزيز هذه المكانة. وأوضح ان دبي بها حاليا ما يقارب 26 مركزا مكيفا, بالاضافة إلى العديد من المراكز المفتوحة, وان القطاعين يكملان بعضهما, كما انه يجري حاليا تشييد وإقامة 8 مراكز أخرى, سوف يتم تشغيلها في العام المقبل, وكلما زادت المراكز فإن هذا يعزز مكانة دبي السياحية, التي تعتمد على تقديم الخدمات للسياح (سياحة الخدمات) كما يعزز مكانتها التجارية المحلية والاقليمية والدولية. وذكر انه مع ذلك يجب وضع أطر لضمان نجاح المراكز الجديدة, ولذلك فقد اشترط اجراء دراسات جدوى مستفيضة ودقيقة حول اقامة أي مركز تسوق جديد, سواء فيما يتعلق بالموقع المختار, أو الشريحة التي سيقدم لها الخدمات, أو نوعية الخدمة التي سيقدمها , أو السياسة التسويقية التي سيتبعها حتى لا يكون تكرارا لمراكز تجارية أخرى قائمة بالفعل. كما ان من الشروط المطلوبة أيضا ان يتضمن المركز الجديد أحدث التقنيات العالمية وأشكالا هندسية ومعمارية مميزة, سواء بالداخل أو الخارج, بحيث تكون تحف معمارية ويكون كل مركز مختلفا عن المراكز الأخرى حتى يضمن ان يجتذب عملاءه وزبائنه الذين يقصدونه لما يتميز به, أي ان مركز جديد يجب ان يضيف شيئا جديدا حتى يضمن النجاح. وأوضح آدم ان زيادة عدد مراكز التسوق سوف تشعل المنافسة فيما بينها, وأكد ان المنافسة الشريفة مطلوبة, بل هي مشروعة في ظل سياسة الاقتصاد الحر التي يسعى الجميع إلى مزيد من الالتزام بقواعدها, مؤكدا ان هذه المنافسة مطلوبة ومفيدة لمصلحة المستهلك والمتنافسين أيضا, فالمتنافسين سيكونون أكثر ابتكارا وابداعا, حتى يضمنوا البقاء في السوق, ولذلك سيقدمون الأفضل والأجود , كما ان المنافسة الناجمة عن كثرة أعداد المراكز التجارية ستصب في صالح المستهلك الذي سيحصل على نتائج أفضل سواء من حيث الجودة أو السعر, وأكد ان هذه المنافسة يجب ان تكون شريفة وليس لهدم الآخرين. وأوضح آدم ان التنسيق والتعاون والعمل الجماعي أثبت نجاحا كبيرا كما حدث خلال مفاجآت صيف دبي مثلا. وعن تأثير مراكز التسوق على المحلات الصغيرة نظام السوبر ماركت.. أكد آدم انه ليس بالضرورة ان تقضي مراكز التسوق عليها, لأن كل منها له دور, ولكن محال السوبر ماركت سوف تتأثر إذا لم تطور خدماتها, ومع ذلك فإن الأسواق تكمل بعضها, والذي لا يتطور يخسر, ولذلك فإن أصحاب المحلات في الأسواق المكشوفة أو السوبر ماركت لابد ان يعيدوا النظر في محلاتهم وان يعملوا جهادين على الرقي بها حتى يتمكنوا من المنافسة على استقطاب المتسوقين. مراكز متخصصة وأشار عيسى آدم, رئيس مجموعة مراكز التسوق, إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد ظهور مراكز تسوق متخصصة, مؤكدا ان عوامل النجاح متوفرة لهذه المراكز. وشدد على انه يجب النظر بجدية في اقامة مثل هذه المراكز خلال الفترة المقبلة, لأن المراكز القائمة حاليا تتسم بالشمولية, فهي توفر للمستهلك كل ما يحتاجه تحت سقف واحد, ولكن المراكز المتخصصة تتيح له حرية الانتقاء بين الأفضل من النوعية نفسها, ونأمل ان نرى مركزا متخصصا في الألكترونيات, وآخر في الأقمشة, وثالث في العطورات والاكسسوارات, والجلود وغيرها وسيكون ذلك أفيد لرجال الأعمال والتجار. وأشار إلى ان مثل هذه التجربة أثبتت نجاحها في سوق الذهب الذي يتجمع فيه معظم تجار الذهب بالامارة والمحلات متجاورة ومع ذلك الكل يحقق نجاحا ولا خوف من المنافسة, كما ان قيام مثل هذه المراكز المتخصصة سيمنح سوق دبي وضعا خاصا ومميزا على مستوى المنطقة. وذكر رئيس المجموعة ان أي مركز لكي يحقق استمرارية النجاح لابد ان يؤسس على أسس علمية اقتصادية وتجارية وليس جريا وراء تحقيق ربح معين دون دراسة لوسائل التسويق أو الترويج لذلك يجب ان تكون الدراسة منطقية وواقعية وان تكون لهذا المركز شخصيته في برامجه الترويجية وحتى شريحة المستأجرين فيه, فاختيار المستأجرين الذين سيعرضون بمحلاته يعد عاملاً مهما في نجاح المركز لذلك يجب ان يظهر التنوع والتميز عند الاختيار. كما ان المركز وادارته يقع عليها عبء الترويج وعليها بين فترة وأخرى وتنظيم بعض الفعاليات الترويجية, ولذلك فإن عدم تحقيق بعض المراكز لعوامل النجاح في فمرحلة ما يفرض عليها دراسة مواقع الخلل بواقعية ومنطقة, حتى يكون للمركز شخصيته المتفردة والمتميزة. عدد المحلات وعن حجم المبيعات بالمراكز التجارية القائمة في دبي أكد آدم عدم وجود احصاء دقيق أو أرقام موثقة سواء عن حجم المبيعات أو حجم تعامل هذه المراكز بالسوق المحلية مؤكدا ضرورة واهمية توافر مثل هذه المعلومات لأنها تساعد المستأجرين وأصحاب المراكز ورجال الأعمال والمستثمرين كل في مجاله بالاضافة إلى انها تساهم في تنظيم الحملات الترويجية للسلع التي تظهر البيانات انها بحاجة إلى ذلك, وهذا أمر متعارف عليه في أوروبا واليابان وأمريكا. وأوضح ان أهم فترات الترويج والذروية في التسوق هي أيام الأربعاء والخميس والجمعة والسبت أيضا, وبالنسبة لموسم الشتاء في نوفمبر وديسمبر ويناير, والنصف الثاني من شهر رمضان والأعياد وفي شهر مايو بمناسبة الاستعداد للسفر, أما بالنسبة للمواسم والمناسبات فيعتبر مهرجان دبي للتسوق وقت الذروة الحقيقي, وكذلك مفاجآت صيف دبي. وأكد ان مراكز التسوق تضم نحو 2500 محل تقدم فيها كافة أنواع البضائع والخدمات, وقال ان هناك هجوما من الماركات العالمية على المراكز التجارية حيث تتهافت أغلب الشركات الدولية على عرض أحدث سلعها في دبي وعبر مراكزها التجارية التي أصبحت عالمية وهذه شهادة على نجاح صناعة المراكز التجارية (مراكز التسوق في دبي) حيث تصل نسبة البضائع الأجنبية 70% وهي من أرقى المعروضات العالمية, أما النسبة الباقية فتصل إلى 30% وهي للمنتج المحلي وهي لا تقل جودة ومتانة عن مثيلاتها الأجنبية. وأشار إلى أن التنوع والشمولية للمراكز التجارية والتي تتيح للمتسوق فرص التسوق والترفيه واصطحاب الأطفال والعائلة وفي بعض المراكز أماكن للأطفال الرضع من أسباب نجاح هذه الصناعة, وفي اطار توفر البنية التحتية في دبي والتوجه نحو التنوع في مصادر الدخل والترويج السياحي فإن النمو بعدد المراكز التجارية يعد ظاهرة صحية بكل المقاييس. ماذا تقول الدراسات؟ وأكدت دراسة عن ظاهرة انتشار مراكز ومجمعات التسوق الشاملة في دبي صادرة عن غرفة تجارة وصناعة دبي إلى انها تعد ظاهرة عصرية وحضارية ذات مدلول على نضج مفهوم فكرة التسوق وذلك من خلال توفير أوسع تشكيلة من السلع تحت سقف واحد مما يخفف عن المستهلك الوقت والجهد والنفقات. وتشير الدراسة إلى ان الامارات شهدت خلال العشرين عاما الماضية قيام الكثير من المراكز والمجمعات التجارية فضلا عن الأسواق المفتوحة, وقد جاء انتشار هذه المراكز مواكبا لحركة النشاط الاقتصادي التي تشهد نموا وازدهارا مضطردين في كافة المجالات. وقد لعبت هذه المراكز والتجمعات دورا ايجابيا وفعالا في تنشيط التجارة الداخلية من خلال فتح المزيد من مجلات التسوق التي تتمتع بقوة جذب أكثر وبالتالي رفد ذلك التطور الاقتصادي وتعزيز المكانة التي حققتها الامارات كأكبر سوق تجاري في المنطقة. وإذا كانت الامارات تحفل بالكثير من الأسواق التي تجذب إليها المتسوقين من المقيمين والزوار والسياح وتشعرهم بالتميز وبطابعها الشرقي حيث يجد فيها المتسوق المتعة خلال أشهر الشتاء الممتدة من أكتوبر حتى مايو من كل عام, فإن المراكز والتجمعات التجارية تشكل فرصة التسوق على مدار العام وفي أجواء مكيفة ومريحة مع فرصة قضاء أوقات ممتعة أثناء عملية التسوق. أما في دبي فتتجه التجارة الداخلية إلى التركيز على ظاهرة المراكز التجارية المكيفة والمتنوعة والتي يمكن ان تجتذب الأسر بكل أفرادها والمتسوقين بمختلف امكانياتهم المادية والمستثمرين بمختلف طلباتهم السلعية. وتجسيدا لمكانتها العريقة وأهميتها الاستراتيجية على خريطة التجارة العالمية شهدت دبي في السنوات الماضية ولا تزال تشهد طفرة واسعة في بناء مراكز ومجمعات التسوق التجارية إلى جانب الأسواق المفتوحة التي جاءت كاستجابة طبيعية مع التطور الاقتصادي والحضاري واقبال المستهلكين من مقيمين وزوار على هذه المجمعات بشكل ملفت للنظر, لتوفر كافة السلع والبضائع من شتى الماركات العالمية وبأسعار معقولة. ويأتي انشاء هذه المراكز ليس لخدمة مرحلة آنية بعينها بل قادرة على تلبية الاحتياجات المستقبلية للامارة, فدبي مدينة تنمو سريعا بالاضافة إلى أهميتها كمركز تجاري محلي واقليمي وعالمي. وتشير الدراسة إلى ان هذه المراكز اتخذت بعدا اقتصاديا آخر حينما تحولت إلى مقصد سياحي عالمي يأتيها السياح من كافة أرجاء العالم واضعين في برنامج رحلاتهم زيارة بعض المراكز بعد ان سمعوا بها بواسطة الوسائل الترويجية أو من خلال الزوار أو الوكالات السياحية في الخارج, فباتت هذه المراكز تستقطب أعدادا كبيرة من السياح القادمين لزيارة دبي, فتساهم بشكل فاعل في الدخل السياحي للامارة وانعاش السوق والحركة التجارية والقطاعات السياحية والخدمية. وقالت الدراسة ان عوامل النجاح مجتمعة شجعت المستثمرين في دبي على إقامة المجمعات التجارية استجابة للتوجه الاقتصادي والاجتماعي ليس بالمدينة فحسب بل في دولة الامارات ودول الخليج والمنطقة عموما, فجاءت هذه المراكز لتجسد مظاهر التقدم والازدهار الذي تحقق بدبي والتطور الاجتماعي الذي بدأ يسود بشكل متسارع فاق كل التوقعات. وقد جاءت التركيبة التنظيمية لهذه المراكز بأسلوب عصري يعكس التطور الاجتماعي والاقتصادي بدبي حيث ان بعضها يشمل بالاضافة إلى المحلات التجارية وحدات سكنية ومكاتب شركات تجارية, وكلها تضم مواقف فسيحة للسيارات, وقد أضاف بعض هذه المراكز خدمات ترفيهية للسكان مثل حمامات السباحة والملاعب الرياضية وخدمات الأمن والحراسة وغيرها من المرافق الحيوية لخدمة السكان. وقد ساهم الاقبال الكبير على المراكز التجارية في ايجاد متسوقين خبراء في الحصول على السلع التي يريدونها بأسعار مناسبة, الأمر الذي دفع الكثير من المحلات التجارية وبعض المؤسسات الكبرى التي تتعامل بالسلع التجارية إلى فتح فروع لها في المراكز التجارية لعرض منتجاتها وهذا يصب في صالح المستهلك. وهذه المراكز أصبحت معالم بارزة في دبي وهي تحتل موقعا مهما على الخريطة الجغرافية والاقتصادية للامارة. ويقول مسؤول بأحد المراكز التجارية المهمة ان عدد المراكز التجارية في دبي ليس زائدا عن الحاجة ودبي يمكن ان تستوعب أكثر من ذلك وخصوصا بعد ان تربعت على عرش التجارة في المنطقة, وأصبحت مركز جذب كبير لرجال الأعمال والمستثمرين والسياح, هذا بالاضافة إلى النشاطات العديدة والمعارض والمهرجانات التي تجذب عشرات الألوف من المتسوقين والسياح ودليل ذلك ما حدث في مهرجان دبي للتسوق في دوراته المتعددة ومفاجآت صيف دبي. امتداد الصناعة وإذا كانت دبي رائدة في هذه الصناعة فقد بدأت الامارات الشمالية في تنفيذ واقامة عدد من المراكز كامتداد طبيعي لاستثمار ناجح تفرضه المتطلبات ويقول عيسى آدم ان اقامة مثل هذه المراكز التجارية وهو أمر عادي ان تشهد قيام مثل هذه المراكز في الامارات الأخرى, لأن ذلك كله يصب في صالح الاقتصاد الوطني. وأشار إلى ان تعدد المراكز يعني المزيد من الفائدة للمستهلك, كما ان ذلك سيدفع الكثير منها إلى الابداع والابتكار وإلى المزيد من الحملات الترويجية المميزة والمتكاملة. ويقول عبد القادر محمد مدير مؤسسة المجد العقارية ان امارة الشارقة تشهد في الوقت الحالي توجها لاقامة عدد من المراكز التجارية بعضها تم اكتماله وبدأ عمله مثل مركز الفردان وبعضه على وشك ان يدخل العمل مثل مركز التعاون, ومركز الشارقة التجاري, والبعض قيد الانشاء في دوار البلدية , كما ان هناك مركزا آخر سيكون من أكبر المراكز التجارية بالمنطقة وهو لرجل أعمال معروف. تحقيق ـ مصطفى عويضة

Email