وراء الأخبار: خارطة المستقبل: بقلم - كامل يوسف

ت + ت - الحجم الطبيعي

في حواره الشامل مع الاعلاميين والصحافيين امس الاول, ألقى الفريق اول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع الضوء على خارطة المستقبل بالنسبة للمرحلة المقبلة من جهود دبي التنموية, وأوضح ملامح بانوراما هائلة حافلة بالطموح والخطط والجهود لدفع المشروع الحضاري الذي تقيمه دبي على أرضية اقتصادية راسخة . والخط الناظم الذي توقف عنده الجميع في مجمل ملامح هذه الخارطة التي رسم سموه ملامحها بوضوح واقتدار هو أنه ما من شيء في دبي يشق طريقه الى أفق حياتها الاقتصادية الا بالمرور بالدراسة العلمية الكفيلة بتحقيقه على افضل وجه وأيضا بضمان تجانسه مع غيره من المشروعات في إطار تصور كلي لخطة التنمية. ولكن ما هي القاطرة القوية التي تنطلق قدما بهذه المشروعات سواء التي تجرى دراستها او التي تنفذ بالفعل؟ شأن اي اقتصاد قوي, فإن اقتصاد دبي يستند في أدائه الى قطاعات تقود مسيرته, فدعنا نلق نظره فاحصة على ما أوضحه سموه في هذا الصدد والذي يحتاج الى اكثر من قراءة متأنية ودقيقة وعلى اكثر من مستوى. لم يتردد سمو ولي عهد دي في ايضاح منهاج دبي في التعامل مع قطاع بالغ الأهمية كقطاع البنوك, وجوهر هذا المنهاج هو المرونة والحرص على اطلاق العنان لفعاليات هذا القطاع لرفع سقف الأداء في مجمل قطاعات الاقتصاد الوطني بما يكفل لها القدرة على المزيد من الانجاز, مع التأكيد على أن اندماج هذه البنوك هو أمر مهم, لكن المبادرة فيه متروكة للبنوك نفسها من خلال تقويمها لمواقفها في مواجهة تحديات العولمة. وماذا عن قطاع الطاقة؟ لقد اوضح سموه بجلاء ان دبي في تعاقداتها ومفاوضاتها لديها ما يكفيها من مصادر الطاقة, لكن الاتفاق الذي وقعته مع أبوظبي لامدادها بالغاز والمفاوضات التي تجريها مع قطر يتم على أرضية من طموح دبي الى الانطلاق قدما بخططها المستقبلية في قطاع الصناعة. هنا من المهم ان نلاحظ ان النفط لا يسهم حاليا الا بـ 18% من دخل دبي, وهو ما يعني قوة باقي قطاعات الاقتصاد وقدرتها على الانطلاق في مشوار التنويع من دون الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل. والحديث على الصناعة ينفتح على ما أوضحه سمو ولي عهد دبي من أن يجري حاليا دراسة انشاء دائرة للتنمية وهيئة لتنمية الصادرات الوطنية. ويبرز في إطار هذه الخارطة المستقبلية العملاقة تأكيد سموه أن لا موضع للمخاوف من مرور الامارات بمنعطف, كالذي واجهته الدول الآسيوية, حيث ان تجربة التنمية الاقتصادية في الامارات تنطلق عبر قنوات مختلفة وبمزيد من التدقيق في متغيراتها, وهنا تبرز بشكل خاص أهمية إشارة سموه الى الدراسة الشاملة بجوانب عملية انشاء البورصة, وما يدعو الى بحث تشكيل لجنة لمتابعة أوضاع الشركات المساهمة ومراقبة عمليات توظيف الأموال. .. ولكن على اي الجسور تمتد محطات مسيرة دبي الاقتصادية؟ لقد رد سمو ولي عهد دبي على هذا السؤال بالوضوح ذاته الذي شكل أبرز ملامح الحوار حيث أوضح ان المشروعات العملاقة هي أداة تعامل دبي مع طموحاتها المستقبلية, وفي هذا الصدد يبرز مشروع خور دبي الذي تجاوز تكلفته ملياري درهم. وانعكاس ملامح هذه الصورة المستقبلية سيتم عبر مرآة اعلام متطور من خلال تحويل دبي الى ملتقى لاجهزة الاعلام الاكثر كفاءة واقتدارا وعلى هذه الأرضية تأتي دراسة محطة التلفزيون الجديدة ليكون انجازها متميزا. ومن المؤكد أخيرا, أن الذين تأملوا ملامح هذه الخارطة المستقبلية عبر حوار سمو ولي عهد دبي مع الاعلاميين والصحافيين يدركون أنهم قد أقيمت لهم, ولكل الدنيا من خلالهم, اطلالة على دبي المستقبل التي تستند في مسيرتها الى الواقعية والادراك العميق للمتغيرات, والسعي الى تحقيق الأهداف بالمنهاج العلمي الذي هو أبرز منجزات هذا العصر. كتب - مصطفى عويضة

Email