افتتح أعمال مؤتمر النفط والغاز بدبي.. محمد بن راشد: المؤتمر يبحث قضايا هامة ونأمل مساهمته بحل أزمة الأسواق

ت + ت - الحجم الطبيعي

افتتح الفريق اول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع صباح امس اعمال مؤتمر الشرق الاوسط للنفط والغاز السادس بفندق مريديان دبي والذي تستمر اعماله لغاية 19 من الشهر الحالي بحضور نحو 700 من المسؤولين والخبراء والمعنيين بقطاع النفط حول العالم . والقى سمو الشيخ محمد عقب الافتتاح كلمة رحب فيها بالمشاركين والحضور متمنيا لهم النجاح في تحقيق الاهداف المنشودة من عقد المؤتمر والقاء الضوء على توجهات اسواق النفط بالعالم والوصول الى نتائج طيبة تنعكس ايجابيا على اوضاع سوق النفط العالمية. واكد سموه على اهمية المؤتمر والقضايا التي يعالجها خاصة انه يترافق مع الازمة التي تشهدها اسواق النفط العالمية على صعيدي تراجع الطلب والاسعار والتي تحتاج الى مناقشات للوصول الى انجع الحلول لها. وحضر حفل الافتتاح سمو الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني بدبي والدكتور خليفة محمد احمد مدير ديوان صاحب السمو حاكم دبي وعدد من المسؤولين والمعنيين بقطاع النفط في الدولة والعالم. وتميزت الجلسة الاولى من اعمال المؤتمر امس بالجرأة في طرح القضايا وامكانيات وضع الحلول لأزمة اسواق النفط والتأثيرات العديدة التي ادت الى تدهور الاسعار الى هذا الحد. واكد العديد من المشاركين بالمؤتمر على ان كل المؤشرات تدلل على حدوث تراجع جديد في الاسعار اذا لم يتم وضع حل جماعي لازمة السوق. وشددت اوراق العمل التي طرحت في الجلسة على ضرورة العمل على اعادة هيكلة اقتصادات المنطقة وتنويع مصادر الدخل وتعميق الخصخصة وايجاد فرص عمل جديدة بالاضافة الى بحث المشكلة التي تعاني منها دول الشرق الاوسط وخاصة ايران والعراق وتكلفة اعادة البناء الباهظة لاعمار الاخير. كما تطرقت اوراق العمل والمحاضرات الى الوضع الايراني وسياسة الاحتواء التي تطبقها امريكا على هذا البلد منذ سنوات وفشل هذه السياسة مع وجود سياسة دولية اخرى متناقضة معها تسعى لكسر هذا الحصار وانهاء سياسة العزل الامريكية. كما كانت عملية السلام بالشرق الاوسط وتعثرها في الفترة الاخيرة حاضرة بقوة في المؤتمر وكيفية تأثر هذا التعثر على تغيير النظرة والرأي العام بالمنطقة تجاه سياسة الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط واتساع الفجوة بين الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج نتيجة سنين طويلة من سوء التفاهم وانعدام الثقة بين الطرفين. وترأس اعمال الجلسة الاولى امس دنيس اوبريان مدير اقتصاديات الطاقة وسياساتها في جامعة اوكلاهوما الامريكية حيث اكد على جدية الازمة التي تعاني منها اسواق النفط العالمية وضرورة تضافر جهود المنتجين من داخل وخارج اوبك لوضع حد لها. توقعات وتوقع اوبريان هبوط الاسعار الى نحو عشرة دولارات خلال الاسبوعين المقبلين وربما الى اكثر من ذلك اذا ما استمرت سياسة الاغراق. واستبعد ان تترك اجتماعات اوبك المفترض عقدها في 30 من شهر مارس الحالي اية تأثيرات ملموسة على اسعار النفط مشيرا الى انه لو حدث اي تأثير ايجابي فسيكون ضئيلا وقصير المدى لان الازمة التي تعانيها السوق كبيرة بكل معنى الكلمة. والقت الدكتورة روز ماري هوليس مديرة برنامج الشرق الاوسط التابع للمعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن كلمة حول التغيير السياسي والاقتصادي في المنطقة والقوى التي تقف وراءه. وقالت ان كل سيناريوهات التعامل مع ازمة العراق لها عواقب وخيمة حيث ان هذا البلد في وضع تحفه المخاطر من كل الجهات وربما اتجهت الامور نحو الأسوأ قبل ان تأخذ منعطفها نحو الانفراج, واضافت (حتى في حال ترك العراق وشأنه لاستعادة انفاسه ببطء فان تكلفة ترميم قطاع الطاقة والكهرباء في هذا لبلد واصلاح ما لحق به من خراب باهظة جدا, ناهيك عن التصدي لاصلاح اوجه الدمار الاخرى وسوف يستغرق اصلاح الاقتصاد والاضرار الاجتماعية زمنا طويلا جدا) . وسوف يستغرق الامر اجيالا كثيرة من العراقيين لسداد مديونية بلدهم الهائلة والوفاء بمستحقات التعويض على الاطراف المتضررة من اجتياح الكويت وبالتالي فقد اضحى العراق متخلفا جدا في ميدان التنمية الاقتصادية والتكنولوجية, وقالت (ليس هناك من فائدة واحدة تجنيها منطقة الخليج من تردي اوضاع العراق سوى تجميد دور العراق بصفته منتجا للنفط وتدني طاقته الانتاجية التي لا يبدو انها سترتفع قريبا, ولا يمثل هذا العامل سوى عنصر ضغط ضعيف جدا باتجاه رفع اسعار البترول ولن يساعد بقية الدول المنتجة للنفط كثيرا في التغلب على المصاعب الاقتصادية التي تواجهها) . الوضع الايراني وحول الوضع الايراني اشارت الخبيرة البريطانية الى ان ايران تواجه هي الاخرى مشكلة سكانية حيث تضاعف تعداد سكانها منذ قيام الثورة الايرانية التي اطاحت بالنظام الاقتصادي القديم الذي كانت البلاد تنتهجه ثم جاءت سنوات الحرب الثماني مع العراق لتضيف اعباء هائلة وتفاقم من المعضلات الاقتصادية التي تواجهها ايران بالاضافة الى التأثيرات السلبية بموجات نزوح اللاجئين الافغان من الحرب في بلادهم على ايران وتعميقها مشاكل البلاد وازدياد الوضع سواء من جراء الزلازل التي اجتاحت ايران وخلفت دمارا كبيرا في السنوات الاخيرة. وقالت هوليس ان ايران تعيش صراعا كبيرا يتركز حاليا في جبهتي الفكر المتشدد القديم والساعين للاصلاح الاجتماعي والاقتصادي من ذوي الافكار الجديدة مشيرة الى ان اهم ما تواجهه ايران في الآونة الراهنة هو حالة العزل التي قضت الولايات المتحدة عقد التسعينات وهي تحاول تعميقه ومحاصرة ايران واحتوائها ملصقة بها شتى الاوصاف التي تجعل منها كيانا منبوذا. واضافت (هناك تحرك سياسي لكسر هذا الحصار وانهاء سياسة العزل الامريكية وهو آخذ بالتصاعد خاصة بعد توقيع عقود كبرى مع توتال وغاز بروم وبتروناس العام الماضي بما يمثل تحديا للسياسة والتشريعات الامريكية ويزيد من خطورة الموقف. واكدت الخبيرة البريطانية ان هذا الوضع فرصة ذهبية امام الاوروبيين الذين دأبوا على الاعتراض على سياسة العقوبات والحظر الامريكي على ايران معتبرين بأن هذا ليس بالسبيل الامثل لتغيير السياسات الحكومية. ملخص الوضع الحالي في ايران وحول هذه النقطة قالت: (لقد قطعت ايران شوطا في محاولتها الافلات من طوق العزل الامريكي والنجاة من العواقب الوخيمة للحظر والعقوبات وسياسة الاحتواء التي مارستها الولايات المتحدة. الا ان اقبال اطراف كثيرة على خطب ود ايران في هذه المرحلة والفوز بعقود اقتصادية منها ربما لن يقود الى ما يعتبره البعض نتائج ايجابية حتمية تقود بالنفع على المصالح الايرانية, بل ربما اسفر الامر عن خيبة امل كبرى اذ لم يفلح هذا التوجه في تغيير مسار الضائقة الاقتصادية في ايران وتحسين اوضاع شعبها المعيشية وايجاد فرص عمل تلبي احتياجات هذه الطفرة في الزيادة السكانية. مقتضيات التغيير وفيما يتعلق بدول مجلس التعاون تطرقت الخبيرة البريطانية الى تصاعد الضغوط على دول مجلس التعاون الخليجي للقيام باجراءات جذرية لاعادة الهيكلة الاقتصادية في ظل المستجدات والمتغيرات وعلى ضوء الثوابت الراسخة التي تحكم ظروف الحالة في هذه البلدان. وباتت الرسالة واضحة وهي انه ينبغي على دول المنطقة تنويع اقتصادياتها والخروج من قمقم النفط وتحرير هذه الاقتصاديات من اجل توفير فرص عمل جديدة تستوفي احتياجات الزيادة السكانية, وقالت اكثر من 40% من سكان دول مجلس التعاون الخليجي تحت سن 16 سنة. وهناك احتياجات التعليم والصحة وغيرها واعتبارات مواكبة التقدم التكنولوجي العالمي التي تضع دول المنطقة امام تحديات جسام ومن شأن استقطاب الاستثمارات الداخلية توفير مزيد من الشفافية وتحديد ملامح نشاط اقتصادي بعيد عن التقلبات العنيفة واقرب الى الاستقرار المبني على الثوابت. وقد اثرت الظروف السياسية المحيطة مؤخرا بشكل سلبي على اتجاهات النهوض بأوضاع اقتصاديات المنطقة. كما ساهم الشلل الذي اقعد مسيرة السلام في الشرق الاوسط في تعميق التباعد بين سياسات امريكا ودول منطقة الخليج التي كانت تنظر للولايات المتحدة على انها عامل تهذيب لحدة التوترات المحيطة بها وبالتالي احدث تحولا في المزاج العام على الساحة السياسية وبدا هذا جليا في الانصراف عن مؤتمر الدوحة والاقبال على مؤتمر القمة الاسلامية في طهران. واضافت: (كانت الامال في بداية التسعينات ان تسهم ازاحة القضية الفلسطينية عن كاهل الدول العربية, ونجاح التوجه السلمي في توجيه مقدرات المنطقة وقواها باتجاه التنمية والرخاء, الا ان تعثر السلام والطريق المسدود الذي وصل اليه بدد كل تلك الآمال. الخلاصة وخلصت الخبيرة البريطانية في كلمتها الى القول: (تواجه دول مجلس التعاون الخليجي الترجيح بين الكثير من الخيارات الصعبة, الا ان امن المنطقة مازال في صدر اولوياتها) . وهذه العوامل جميعها, بقدر ما تجعل من اعادة هيكلة اقتصاديات هذه الدول قضية ملحة, بقدر ما تزيد من الصعوبات التي تواجهها وهي تسعى لتحقيق امنها السياسي والاقتصادي والوصول الى الانتعاش والرخاء خاصة مع تنامي الروح المعادية للتغريب و(الامركة) . اتساع الفجوة ومن جانبه القى انطوني كورديسمان مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن كلمة اكد فيها على اتساع الفجوة بين الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج وما يتمخض عن ذلك من مشاكل مستقبلية. مشيرا الى انه لم يكن للازمة الاخيرة وتصاعب حدة المجابهة السياسية مع العراق التي ضخمت المخاوف من الواجهة العسكرية كبير اثر في خلق هذا التأزم في العلاقة الامريكية مع الخليج ودوله الجنوبية, ومع العالم العربي عموما. فهذا الركام من المشاكل حصاد سنوات من سوء التفاهم وانعدام الثقة لتأتي احداث ازمة العراق وتزيح الستارة عن تلك العضلات المزمنة وتعريها. جانب الاخفاق وقال انطوني: (لقد ارتكبت الولايات المتحدة اخطاء في الخليج وفي الشرق الاوسط وسوف تواصل الانزلاق في نفس تلك الاخطاء او بعضها على الاقل مستقبلا) . فقد اخفقت الولايات المتحدة في جهودها لتفعيل مسيرة السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين, نتيجة تهاونها في مواجهة التصلب الذي تبديه حكومة نتانياهو. وسوف تدفع المنطقة ثمنا فادحا من جراء مراوحة عملية السلام ومن تصاعد ضجيج التهديدات بعودة المنطقة الى اتون الحرب) . قضية العراق وحول هذه النقطة قال كورديسمان: (مر هذا الاخفاق بعدة مراحل ومحطات اهمها تحويل الولايات المتحدة الى حد مبالغ فيه على تألق شعبيتها ابان حرب الخليج, وتعثرها في التعامل السليم مع صفقة النفط مقابل الغذاء, ما ساهم ترددها تجاه الاطاحة بصدام حين كان بالامكان ازاحته عن السلطة, ومكنت هذه السياسة صدام حسين من لعب ورقة معاناة الشعب العراقي ببراعة وأحدثت بالفعل تحولا نوعيا في التوجهات السياسية والمناخ الشعبي الذي يؤثر في صنع القرار) . معضلة تفريخ المشاكل وقال: (لقد اخفقنا حتى الان في تناول قضية بالغة التعقيد. لقد تركنا الشعور الشعبي, الذي بدأ يتسرب الى القمة, ينحو باتجاه اعتبار المناورات السياسية الامريكية مجرد ألوان من الكذب, وقد تضخم هذا الشعور لدرجة طغى على الشعور بالخطر المصيري, وبات الجميع ينظرون للولايات المتحدة على انها قوة فقدت مصداقيتها خاصة في ظل السياسات الامريكية المنحازة في مجال الحد من انتشار الاسلحة وفرض هذه السياسة دون ادنى هوادة على العراق والتراخي في مجرد لوم اسرائيل) . الحاجة الماسة لقد اخفقت سياسات الولايات المتحدة في تعزيز توجهات التكامل بين دول منطقة الخليج واستكمال شروط اتحادها الاقتصادي, والادهى من ذلك انها رسخت الانطباع بأنها هرعت للمنطقة لحصد الغنائم وابرام صفقات اسلحة كبرى وجني مكاسب مشاريع الاوفست من خلال ترسيخ وجودها في الخليج. ايران والاحتواء المزدوج وحول هذه القضية قال: (نسحب هذا الاخفاق كذلك على ما يدعى بسياسة الاحتواء المزدوج عسكريا وسياسيا, وفيما نجحنا الى حد كبير في الحد من تدفق الاسلحة التقليدية والتكنولوجية الى ايران والعراق, وهي السياسة التي حظيت بدعم كبير من اوروبا واليابان ومساندة متواضعة من روسيا والصين. الا ان العقوبات الاقتصادية ضد ليبيا وايران ربما خدمت بنهاية المطاف مصالح المتشددين في ايران اكثر من تحقيقها للمصالح الامريكية في المنطقة) . أسعار النفط وفيما يتعلق بأسعار النفط قال كورديسمان: (ينبغي ان تتلاشى من الاذهان وخاصة في منطقة الخليج امكانية ضلوع امريكا في حملة تستهدف تقويض أسعار النفط, واذا كان لابد من توجيه اللوم لطرف ما في هذا الانهيار السعري فمنظمة اوبيك هي الملوم الاكبر, وللولايات المتحدة الامريكية مصالح استراتيجية لاشك فيها في المنطقة الا انها حريصة أشد الحرص على استقرار الاقتصاد العالمي الذي يأتي في مقدمة مقوماته عدم اعاقة قوى السوق وعرقلة حرية عملها. ولو كان الامريكيون متلهفون على احداث الاضطراب في الاسواق النفطية وجر الاسعار نحو الهاوية لسعوا جاهدين لاطلاق يد ايران والعراق لرفع انتاجهما الى الحد الاقصى) . تجارة السلاح وتطرق كورديسمان في كلمته خلال المؤتمر الى تجارة السلاح قائلا (كما ان وجود امريكا هنا لم تكن مبيعات السلاح أحد أهم اهدافها ودوافعها, وهذا لا ينفي وجود مصالح قوية لديها, ربما دعاها البعض بالانانية لتحقيق مكاسب مادية, شأنها شأن بقية القوى العالمية, الا ان الاعتبارات الاستراتيجية الامريكية تأتي في المقام الاول. ومن هنا ينبع الحرص على ان تكون مشتريات الاسلحة في منطقة الخليج الجنوبية منسجمة مع المعايير الامريكية في التسلح, لتحقق الدعم الحقيقي للوجود العسكري الامريكي وتتكامل معه) . اينوك وشارك في اعمال جلسة المؤتمر الاولى امس المهندس حسين سلطان المدير التنفيذي لشركة الامارات الوطنية للنفط اينوك معربا عن تفاؤله بالافاق الايجابية لقطاعات تكرير وتخزين المنتجات النفطية وبيع المشتقات النفطية بالتجزئة في الدولة. وكشف المهندس حسين سلطان عن ان خطط اينوك وشركة الامارات للمنتجات البترولية (ايبكو) التابعة لها, الرامية الى رفع الطاقات التخزينية لمنشآت التخزين, قطعت مراحل متقدمة. وقال: (لعدة اسباب, سيكون لدولة الامارات طاقات تخزينية متصاعدة للمنتجات البترولية, ومن اهم تلك الاسباب موقعها الاستراتيجي الذي يمكنها من توريد هذه المنتجات ليس للشرق الاوسط وحسب وانما لشبه القارة الهندية ايضا, حيث يشهد الطلب على هذه المنتجات تصاعدا مستمرا) . وركز المدير التنفيذي لشركة اينوك في كلمته على قطاع بيع المنتجات البترولية بالتجزئة وقال ان المنافسة ستتواصل لتدفع هذا القطاع في الدولة. واضاف: (مع اقترابنا من العام 2000 ينبغي علينا ان نكون على مستوى تنافسي متساو ان لم نقل اعلى, وعلينا ان ننظم بصورة افضل منافذ البيع بالتجزئة وضمان السرعة الاكبر في اجراء العمليات اللازمة لعملائنا وتخفيض التكاليف التشغيلية وتلبية توقعات العملاء بأقصى حد ممكن) . وقال ان تصاعد المنافسة سيقود الى فرض عدد معقول من محطات الخدمة لخلق قيمة اكبر للمساهمين وزيادة الاوتوماتية لتوفير الراحة للعملاء وربما الانتقال الى مرحلة الخدمة الذاتية فيما بعد, واوضح قائلا: (لكن الخدمة الذاتية لن تكون مقبولة للسائقين الا اذا رافق ذلك تعديل سعري لمصلحتهم) . وقال المهندس حسين سلطان, الذي يشغل ايضا منصب المدير التنفيذي لشركة ايبكو, انه ينبغي على قطاع بيع المنتجات البترولية بالتجزئة ان يكون مسؤولا عن عملية البيع بالتجزئة بالكامل من البداية وحتى النهاية اذا اراد ان يصمد في وجه المنافسة. واضاف ان هذا الوضع المطلوب ليس قائما في الوقت الراهن ففي البنية الادارية الحالية لمحطات الوقود في الدولة نجد ان ملكية وادارة معظمها تعود للتجار, واقلية منها للشركات النفطية, ونحن نرى ان هذا الوضع سينقلب خلال السنوات العشر المقبلة, ونتيجة لذلك ستبقى الملكية للوكلاء ولكن الشركة ستكون المسؤولة الوحيدة عن الادارة والتشغيل) . وقال ان الاتجاهات التي تؤثر على شركات بيع المنتجات البترولية بالتجزئة في الامارات تتضمن الحاجة الى تخطيط افضل للشبكات والتكيف مع ارتفاع التكاليف الانشائية وتحمل المسؤوليات البيئية والسعي لتوفير خدمات تتميز بالجودة والراحة للعملاء وتلبية متطلباتهم المتزايدة, فضلا عن تحسين وتطوير الصورة التجارية للقطاع مع ضمان التقيد الصارم بالمعايير والابتعاد عن تقديم خدمات الصيانة وتغيير الزيوت كجزء من العمليات التقليدية فيها. وتوقع المهندس حسين سلطان انتشارا اوسعا لمحلات التسوق السريع في محطات الوقود عبر الدولة, وقال: (ستكون هذه المحلات اكبر حجما مما هي عليه حاليا, بينما يخضع تطور هذه المحلات بقوة لاستخدامات تكنولوجيا المعلومات لضمان وتائر اسرع في اجراء العمليات وتحكم دقيق افضل بالمخزونات وتسهيل عمليات المحاسبة) . واشار الى انه في الامارات حاليا 32 من محلات التسوق السريع الملحقة بمحطات الخدمة وان هذا الرقم (سيزداد بصورة كبيرة) خلال السنوات الخمس القادمة. وتوقع ايضا استخداما اكثر كثافة للتكنولوجيا في محطات تعبئة الوقود, وقال: (يتم اللجوء الى كل ما هو ممكن لجعل عمليات الدفع اسرع وابسط من قبل, فكبرى الشركات في الامارات تقوم بترويج بطاقاتها الائتمانية الخاصة, وهي تقبل ايضا البطاقات البنكية والبطاقات الائتمانية والبطاقات المدفوعة القيمة سلفا) . وقال ان استخدام بطاقات المدين سيزداد انتشارا حيث سيكون الاتجاه التصاعدي السائد في دولة الامارات. وقال حسين سلطان انه في الوقت الذي تضاهي فيه الامارات اية سوق دولية من حيث جودة البنزين الموفر للسيارات, فإن استخدام البنزين الخالي من الرصاص سيزداد انتشارا نتيجة الاتجاه الاستهلاكي الذي يفضل استخدام هذه المادة وكذلك لاحتمال فرض تشريعات ملزمة لذلك. واضاف ان دولة الامارات ستشهد ايضا توسع قاعدة قطاع التكرير فيها حيث تستثمر اينوك على سبيل المثال لاقامة منشأة لمعالجة المكثفات في جبل علي بطاقة انتاجية تبلغ 120 الف برميل يوميا. وقال: (سيكون للمنشأة محطتان للمعالجة, واحدة لمعالجة المكثفات الثقيلة والثانية لمعالجة المكثفات الخفيفة, وتباشر المنشأة الانتاج بحلول ابريل من العام المقبل) . الازمة الاسوية والقى آرشي دنهام رئيس شركة كونوكو الامريكية ومديرها العام كلمة في المؤتمر اكد خلالها على التزام الشركة بالاستثمار في المنطقة ومستقبلها مشيرا الى ان هناك مؤشرات عظيمة على نمو قطاع النفط في الشرق الاوسط. كما القى حسن ماريكان رئيس وكبير المدراء التنفيذيين بشركة بتروناس الماليزية كلمة تطرق فيها الى الازمة المالية الآسيوية وتأثيرها على تراجع الطلب على النفط. وأوضح ماريكان ان اكثر ما يهدد اقتصاديات آسيا هو قلة الثقة بامكانية ايجاد الحلول لمشاكلها معيدا في الوقت نفسه اسباب هذه الازمة الى التدفق الضخم للاستثمارات الاجنبية وعملها في مجالس غير انتاجية منها البورصة. وحول الاستثمارات الماليزية بايران نفى المسؤول الماليزي اية نية للانسحاب من المشروع الغازي مع توتال بايران وان بلاده ضاعفت استثماراتها هناك والى مليارات الدولارات. واختتم حديثه بالتأكيد ان الازمة الحالية هي آسيا في عملية تراجع مؤقتة لكنها ستستغرق وقتا حتى تعود الامور الى وضعها الطبيعي. ويواصل مؤتمر النفط والغاز اعماله اليوم حيث ستركز جلسات العمل خلاله على مسألة اسعار البترول واتجاهاتها تغطية ـ غسان أمهز

Email