تقرير اقتصادي: الازمة الآسيوية تلقي بظلالها على الاقتصاد الاسرائيلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت الصادرات الاسرائيلية من الاسلحة ومنتجات التكنولوجيا المتطورة والألماس المصقول تواجه صعوبات بسبب الازمة الاقتصادية في آسيا التي ما زالت تسبب انخفاضا في بورصة تل ابيب. وقد سجل مؤشر (تل ابيب 100) لاسهم مئة من كبرى الشركات الاسرائيلية تراجعا بلغت نسبته 6% خلال يومين, متأثرا بالتراجع الذي تشهده الاسواق في آسيا. وبلغت المبيعات الاسرائيلية لهونج كونج وتايوان واليابان وسنغافورة والفلبين وكوريا الجنوبية وتايلاند العام الماضي 3.3 مليارات دولار, اي خمس صادرات الدولة العبرية. ولا تشمل هذه الاحصاءات صادرات الاسلحة, وتخشى اسرائيل في هذا القطاع الناشط جدا خلال السنوات الاخيرة الغاء عدد كبير من العقود المبرمة او في طريقها الى ذلك والتي تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات, مع دول آسيوية. ومن بين هذه الاسواق المهددة مشروع تسليم كوريا الجنوبية صواريخ جو - ارض (بوباي) . كما تخشى الصناعات الجوية الاسرائيلية ان تتخلى الفلبين عن الحصول على طائرات حربية من طراز (كفير) مصنوعة على نموذج (ميراج) الفرنسية. كما يمكن ان تتعرض للتوقف مفاوضات حول تصدير طائرات استطلاعية بدون طيار ومعدات عسكرية اخرى الى تايلاند . وتعد سنغافورة ايضا التي تأثرت بشدة بالازمة من الزبائن الرئيسيين للصناعات العسكرية والاسرائيلية. وقال مسؤول في شركة اسرائيلية للاسلحة طلب عدم كشف هويته حتى الان كان زبائننا يملكون ميزانيات كبيرة . واضاف لم يعد من المؤكد انهم سيجدون الاموال اللازمة. اما في قطاع الألماس المصقول, الذي تحتل اسرائيل المرتبة الاولى بين الدول المصدرة له, فقد بدأت الاضرار تظهر. وقد سجلت الدولة العبرية وهي احدى الدول النادرة في العالم التي سجلت فائضا مع اليابان خلال السنوات الاخيرة, عجزا طفيفا في 1997, ناجما خصوصا عن انخفاض صادرات الألماس بنسبة 27% اي الى 506 ملايين دولار مقابل 692 مليون دولار في 1996. وفي الاجمال, تراجعت مبيعات الاحجار الاسرائيلية المصقولة بنسبة 16% في ديسمبر الماضي, بالمقارنة مع الشهر نفسه من السنة التي سبقتها. وفي هونج كونج, تراجعت صادرات الالماس بمعدل النصف بينما انخفضت الى العشر في كوريا الجنوبية الشهر الماضي. كما تأثرت بالعاصفة المالية الاسيوية شركات التكنولوجيا المتطورة والمعلوماتية التي تعلب دورا كبيرا في الصادرات الاسرائيلية. وقد تراجعت اسعار اسهم حوالي مئة شركة اسرائيلية في قطاع التكنولوجيا مسجلة في بورصة نيويورك بنسبة 33.5% خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة. ويحاول العاملون في هذا المجال اشاعة جو من الطمأنينة وخصوصا حيال اليابان التي تأثرت بنسبة اقل من الدول الآسيوية. واكد عميرام شور المسؤول في رابطة الصناعيين تأثرنا قليلا لان صادراتنا من التكنولوجيا المتطورة كانت محدودة في آسيا, باستثناء اليابان. وذكرت صحيفة (هآرتس) ان شركات التكنولوجيا المتطورة التي يبيع بعضها ما بين 20 و 40% من صادراته الى آسيا, تواجه وضعا هشا.

Email