رئيس غرفة دبي: جائزة الأداء الحكومي تعكس الرؤية الواقعية لدبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سعيد جمعة النابوده رئيس غرفة تجارة وصناعة دبي ان دول مجلس التعاون استطاعت في العقدين الماضيين انجاز بنية تحتية عصرية شكلت قاعدة تنموية متينة وساعدت على التنمية الصناعية. وقال انه اذا غاب التخطيط والتنسيق على مستويي القطر والمجلس فإن الامر لا يخلو من انعكاسات سياسية واجتماعية سلبية مشيرا الى انه اذا كانت دول المجلس قد استفادت من نقل التكنولوجيا وبرهنت على قدرتها على الاستيعاب بما حققته من تقدم على طريق التصنيع فإن من الضروري النظر الى الموضوع من مختلف زواياه لتجنب ما أمكن من السلبيات. وقال النابوده في كلمة ترحيبية خاصة بمناسبة نقل التكنولوجيا الصناعية في مجلة التجارة والصناعة الصادرة عن غرفة دبي ان تجارب النمور الآسيوية تحتاج الى دراسة متعمقة لتحاشي الاخطاء والاستفادة من الايجابيات فقد حققت تلك البلدان قفزات عملاقة في فترات قياسية ولم تنقل التكنولوجيا بحذافيرها بل نقلت منها ما يتناسب وظروفها وبيئتها. واوضح ان عملية النقل تعقبها عمليات بحث وتطوير مستمرة مما يؤدي الى استمرارية التطور الفائق الذي تحققه الصناعات في تلك البلدان كل بضع سنوات مشيرا الى ان التنسيق على مستوى مجلس التعاون سيتخذ ابعادا جديدة ومزيدا من الاهمية اذا تحققت فكرة انشاء منطقة تجارة حرة عربية حيث يتردد انها سترى النور بعد عشر سنوات اي بعد الظهور الفعلي للتأثيرات التي ستترتب على الانضمام لمنظمة التجارة العالمية. واكد النابوده بخصوص التعاون العربي الاوروبي ان هناك مشاريع حيوية عديدة ظلت منذ عقود معلقة رغم الاجماع على اهميتها وضرورة وجودها مثل السوق العربية المشتركة والتعاون في نطاق العالم الاسلامي والتعاون العربي الاوروبي. وأكد ان فكرة التعاون العربي الاوروبي ليست وليدة الساعة فقد ظلت مطروحة طوال عقود عديدة موضحا ان لاوروبا مسؤوليات تاريخية ازاء العالم العربي وقد آن الأوان لبناء الاتجاهين اخذا وعطاء فالقارة العجوز تستطيع ان تمد العرب بالخبرات والتقنية الحديثة والتكنولوجيا المتطورة والمعلومات التي اصبحت مفتاح العصر. بينما العالم العربي يزخر بالمواد الاولية, وفي مقدمتها النفط والغاز, اضافة الى امكانيات تعاون غير محدودة. واكد ان دعم التنمية هو في حد ذاته دعم للسلام وتعزيز للاستقرار. فاضطراب الاقتصاد يؤدي غالبا الى زعزعة الامن. ولم تكن اوروبا قط بمعزل عما يدور في العالم العربي. وقال ان منطقة الشرق الاوسط بالذات, التي هي المحور الحساس في الوطن العربي, تحتاج الى توازن حقيقي, بامكان اوروبا ان تلعب فيه دورا مهما وتاريخيا. والا فإن التنمية لجميع ساكنيه ستظل دائما محفوفة بالمخاطر. واوضح ان اوروبا قد استفادت لعقود طويلة من العالم العربي وبامكانها اليوم وغدا ان تساعده لكي يصبح سلة رخاء للجميع وبقي ان نتجاوز النظري الى العملي وان تتحول الفكرة الى انجاز. وعن تجارة الذهب قال النابوده ان دبي استطاعت بجدارة ان تصبح اكبر اسواق الذهب في العالم متجاوزة سنغافورة التي كانت حتى وقت قريب تعتلي هذا العرش العالمي بدون منازع مؤكدا ان ذلك يعد تتويجا لعقود طويلة لعب فيها الذهب دورا مهما في تجارة الامارة حتى استحقت لقب (مدينة الذهب) . واكد ان ذلك التتويج تحقق بفضل السياسة الحكيمة المنفتحة والقوانين والتسهيلات المتعددة المتنوعة التي تحظى بها التجارة في دولة الامارات العربية المتحدة عامة, ودبي خاصة. واوضح ان الحيوية التي تشهدها تجارة الذهب في دبي, اصبحت عاملا مهما من عوامل ترسيخ مكانة الامارة كنقطة جذب متميزة على خارطة السياحة العالمية. وهذا يلقي الضوء بالتأكيد على أهمية صناعة الذهب, وضرورة تطويرها حتى لا تظل مكانة دبي في هذا المجال مقتصرة على الاستيراد واعادة التوزيع. واكد حتمية ان تلعب الدولة دورا كبيرا في دعم مصنعي الذهب المحليين بدعم مصداقية صناعة الذهب المحلية, من خلال انشاء المختبر الرسمي للتحاليل, الذي من شأنه ضمان ثقة الزبائن, زائرين ومحليين, وتشجيع تطوير هذه الصناعة كما وكيفا. واوضح ان على المصنعين الالتزام بالقوانين والحرص على تحقيق اعلى مواصفات الجودة, التي من شأنها الارتقاء بالانتاج المحلي الى المكانة التي تجعل من دبي مدينة للذهب تجارة وصناعة حيث ان هذا ليس بالامر الصعب على دبي خاصة, ودولة الامارات عامة, فالتنمية الشاملة التي تحققت في وقت قياسي, انما تنطبق عليها تلك العبارة الشهيرة: معجزة فوق الرمال. وحول جودة القطاع الحكومي قال النابوده ان جائزة دبي للاداء الحكومي المتميز تتمثل في انها تعكس الرؤية الواقعية لدى قيادة الامارة للتنمية الشاملة ومتطلباتها ولهذه الرؤية بعدان البعد الاول هو انها تنطلق من التسليم بأن القطاع الخاص في دبي نما وتطور وحقق نجاحا مشهودا محليا وعالميا بفضل الدراسة والتخطيط والحسم والفاعلية, والاستجابة السريعة للتحولات العالمية في المجالات ذات العلاقة. على هذا الاساس لا يمكن تصور القطاعين, الخاص والعام في دبي, ينموان بسرعتين مختلفتين وبأداءين متباينين لان ذلك يؤدي الى تراكم التناقضات التي تعرقل في النهاية, المسيرة التنموية برمتها, وبالتالي فان القطاع الخاص سيجني الكثير من الثمار من وراء تفعيل القطاع الحكومي, وفي المقدمة القضاء على البيروقراطية مشيرا الى انه تكفي نظرة خاطفة الى المعايير الرئيسية, التي ستعتمد في هذه الجائزة لكي ندرك عمق التحولات التي هي الاهداف الحقيقية للجائزة, ومن اهمها الخدمات الاجتماعية التي تشمل المعاقين والبيئة والمصلحة العامة وهو توجه اخلاقي ايضا جدير بالتقدير. وقال ان البعد الآخر هو فتح المجال في هذا التنافس التنموي امام الدوائر التي سيكون لتطوير كفاءاتها وقدراتها وانظمة العمل فيها انعكاس ايجابي مباشر على الوزارات والمؤسسات في الدولة. واوضح ان هذه الاسس والمعايير ستتحول عاجلا ام اجلا الى قواعد ونظم تحكم سير العمل التنموي الشامل على مستوى الدولة. مشيرا الى تراكم خبرات ادارية كبيرة ومتطورة, لدى قطاعنا الخاص في العقود الاخيرة وبذلك استطاع ان يفرض وجوده بجدارة وبشكل مشرف محليا واقليميا وعالميا. فعلى القطاع الحكومي ان يستفيد كثيرا من هذه التجارب للارتقاء بمستوى الاداء, بحيث يصبح الجناح الاخر الذي يسمح لبلدنا الفتي بالتحليق عاليا في سماء القرن المقبل. وقال النابوده ان التطوير الذاتي والتنمية البشرية اصبحا من اهم اسس الارتقاء بالافراد والمؤسسات وهذان لايتحققان بغير مواكبة التكنولوجيا وماحققته في الدول المتقدمة فالمسافات تضيق بين البلدان خاصة والعولمة اصبحت حتمية. وقال ان الغرفة ادركت اهمية الخدمات المميزة الناطقة بلغة العصر في تحقيق اهداف التنمية الشاملة للامارة فأدخلت (الانترنت) بحيث صار بامكان اي كان في اي قارة ان يحصل على كل ما يحتاج اليه من احدث المعلومات عن دبي في سائر المجالات مشيرا الى ان رجال الاعمال والمؤسسات سيجدون في هذه الخدمة ما يتوقون الى معرفته عن دولة الامارات الطموحة الآمنة وستظل غرفة دبي كعدها حريصة على مواكبة العصر في ارقى انجازاته الحضارية.

Email