التقليل من استخدام الهاتف المتحرك اكثر ضماناً للصحة

الاربعاء 13 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 14 مايو 2003 مع انتشار ظاهرة الهاتف الخليوي المحمول على نطاق عالمي واسع ظهر الاهتمام حول التأثير السييء لهذا الجهاز على الصحة العامة وخاصة حول امكانية تلك الاشارات منخفضة الطاقة ذات التردد الميكروي والمنقولة بواسطة هوائيات اجهزة الخليوي في احداث أورام دماغية او التسريع في نمو الاورام تحت السريرية. فمن المتعارف عليه ان تسخين النسج الدماغية بواسطة الهاتف الخليوي امر غير جدير بالاهتمام وعن اي أثر محتمل مولد للأورام يجب ان يتواسط بآلية غير حرارية اما طبيعة هذه الالية فلا يزال قيد البحث ومحاولة الاستنتاج وكذلك فإن الاثر السمي المباشر على المورثات غير محتمل ايضا. وفي دراسة طبية نشرت مؤخراً «الطب الشرعي والعلوم الجنائية» السورية يشير الدكتور عاصم بركات سلما تحت عنوان «استخدام الهاتف الخليوي وأورام الدماغ» الى ان البيانات المهتمة بخطر الاصابة بالسرطانات عند التعرض للاشعة غير المؤذية ذات الترددات المستخدمة في الهاتف الخليوي لاتزال محدودة وتحتاج للقيام ببحوث اضافية. فقد سجلت نتائج دراسة لمجموعة مرضى مصابين بأورام دماغية مع مجموعة مرضى شواهد حيث اجريت هذه الدراسة في مشافي بوسطن وفوينكس وبتسبرغ وكلها مشاف مرجعية معتمدة في تشخيص وعلاج الاورام الدماغية بالتعاون مع المعهد الوطني للسرطان وضمن بروتوكولات موحدة لكل مريض وذلك بين الاعوام 1994 ـ 1998 وقد حصرت الدراسة بالمرضى البالغين فوق عمر 18 سنة وكان تأكيد التشخيص ضرورياً في غالبية الحالات بواسطة الفحص النسيجي للأورام في بعضها كان التصوير الطبقي والرنين المغناطيسي كافيين للتشخيص مثل حالات ورم العصب السمعي ومن بين هؤلاء المرضى وافق 92% على اجراء المقابلات معهم وادخالهم في الدراسة. اما المرضى الشواهد فقد كانوا مرضى قبلوا في المشافي نفسها لاسباب مرضية غير ورمية مختلفة وقد اعتمد على ربطهم بالمجموعة الكلية بناء على العرق والعمر والجنس وقد حددت الأولوية في مقارنة المرشحين ليكونوا مرضى شواهد بالاعتماد على العدد النسبي للمرضى المصابين بأورام دماغية في المجموعات المختلفة ومن مجموعة المرضى الشواهد الذين استوفوا الشروط تمت مشاركة 799 مريضاً بنسبة 86%. ويشير الدكتور عاصم بركات سلما في الدراسة المترجمة الى ان جمع المعلومات تمت بواسطة مختصين من خلال اجراء مقابلات شخصية وتسجيل المعلومات على الكمبيوتر حيث اجريت المقابلة مع وكيل المريض في حال كون المريض مضطرب الذاكرة او متوفى وقد كانت مقابلة وكيل المريض ضرورية في 17% من الحالات من مرضى الاورام الدماغية وفي 8% من مرضى الاورام السحائية، وفي 3% من أورام العصب السمعي و3% في حالة المرضى الشواهد وقد كان وكيل المريض هو الزوج غالباً. وقد اهتمت المقابلات بالسؤال عن استخدام الهاتف الخليوي وباستخدام هاتف السيارة والهواتف القابلة للنقل مع بطارية منفصلة ولقد أفصح المرضى المشاركون عن عدد سني الاستخدام وعدد المكالمات اليومية والمدة بالدقائق يومياً واليد المستخدمة في حمل الجهاز. وقد جاءت النتائج وتوزعها كما يلي: من مجموع 782 مريضاً مصاباً بالأورام كان هناك 489 مريضاً مصاباً بالأورام الدبقية و1910 مرضى بالاورام السحائية و96 مريضاً يعانون من أورام العصب السمعي حيث كان التشخيص عند قرابة 71% من المرضى المصابين بالاورام الدبقية و17% كان التشخيص ورم الخلايا قليلة التسننات وكان معدل اصابة الرجال الى النساء 3/1 وفي حالة الاورام الدبقية 3/0 في حالة الاورام السحائية و6/0 في أورام العصب السمعي. في حين كان السبب الاكثر شيوعاً للاستشفاء في حالة 799 مريضاً شاهداً كان المرض 197 حالة والاضطربات الدورانية 179 حالة واضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي 172 حالة والاضطرابات الهضمية 92 حالة والاسباب العصبية المركزية 58 حالة ولقد كان المرضى المصابون بأورام دماغية اكبر عمراً من المرضى الشواهد بشكل عام. اما بالنسبة للمرضى الشواهد فقد سجل عددهم 232 مريضا، 29% منهم استخدموا الهاتف المحمول باليد اكثر من خمر مرات وكانت نسبة الذين استخدموا الهاتف بهذا المستوى 29% للمرضى الذين دخلوا المستشفى لاسباب رضيعة و22% عند الذين دخلوا لاسباب دورانية و31% في مرضى الاضطرابات العضلية الهيكلية حيث كان استخدام الهاتف الخليوي المحمول باليد اكبر عند الرجال منه عند النساء وكانت النسبة متناقضة مع العمر عند كلا الجنسين. وحول الخطر المترافق مع مستوى الاستخدامات اشارت الدراسة المنشورة حديثاً الى انه لم يترافق استخدام الهاتف الخليوي ولا حتى الاستخدام المنتظم مع ازدياد مهم في الخطر النسبي للأورام الدبقية او السحائية أو أورام العصب السمعي وحتى في حالات الاستخدام المنتظم للهاتف الخليوي فإن الاخطار النسبية لم تكن اكبر عند الذين استخدموا الهاتف في سنوات مبكرة ولم يزدد الخطر لأي نوع من الأورام مع زيادة فترة الاستخدام أو تواتر الاستخدام أو بازدياد الاستخدام التراكمي الكلي. فقد سجل 17 مريضاً مصاباً بالأورام و28 مريضا شاهداً استخدام الهاتف الخليوي لمدة وسطية مقدارها 15 دقيقة في اليوم على الاقل وذلك لمدة ثلاث سنوات، كما لم يلحظ وجود توافق ملحوظ بين جهة استخدام الهاتف الخليوي وجهة تموضع الورم عند مرضى الأورام الوعائية الذين استخدموا الهاتف بشكل منتظم لمدة ستة اشهر على الاقل قبل التشخيص. كما لم تجسد النتائج التي حصلت عليها الدراسة على الفرضية التي تقول ان بعض الاورام الدماغية التي شخصت في الولايات المتحدة في منتصف التسعينيات كانت بسبب استخدام الهاتف الخليوي ولم يوجد اي مؤشر على زيادة الاصابة بالاورام الدبقية او السحائية أو أورام العصب السمعي مع اي استخدام للهاتف الخليوي أو بالاستخدام التراكمي أو الجهة التي تستخدم فيها هذه الهواتف. ولم تكن هناك زيادة ملحوظة في الخطر المترافق مع استخدام الهاتف الخليوي في أي من المراكز الثلاثة ولم يكن تقدير الخطر النسبي المترافق مع استخدام الهاتف الخليوي حساساً لتضمين أو استبعاد أي من مباديء المجموعات الاربع للمرضى الشواهد. من جهة اخرى اشارت الدراسة الى انه لم تكن هناك زيادة في خطر الاورام الدماغية المترافقة مع استخدام الهواتف الخليوية الرقمية أو القياسية وذلك في الدراسة التي تمت في السويد حيث لم تدعم الفرضية التي تقول ان التعرض للاشعة ذات الطاقة المنخفضة والموجات الميكروية والصادرة من الهاتف الخليوي القياسي المحمول باليد تسبب أوراما سليمة أو خبيثة في الدماغ في الجهاز العصبي. دمشق ـ رنا يوسف: